:يسمح مشروع تنمية سيناء بجواز معاملة من يتمتع بالجنسية العربية بنفس المعاملة المقررة للمصريين في حق الملكية بقرار من رئيس الجمهورية، وموافقة جهات سيادية مثل رئاسة الجمهورية، والقوات المسلحة.
هذا البند في المشروع أثار مخاوف سياسيين مصريين من سعي حكومة د.هشام قنديل لتنفيذ مشروع "الوطن البديل" للفلسطينيين، بالإضافة الى موافقة السلطات المصرية على دخول كل الفلسطينيين، دون تأشيرات أو موافقات أمنية، وإلغاء مأموريات ترحيلهم إلى غزة يوميًا بين مطار القاهرة ومنفذ رفح البري بالنسبة للمتوجهين الى قطاع غزة، وأيضًا إلغاء كل الإجراءات التي كانت تطبق على الفلسطينيين حاملي وثائق سفر السلطة الفلسطينية.
وإستنكر البعض الإندماج الواضح بين جماعة الإخوان المسلمين بمصر، وحركة حماس الفلسطينية، والزيارات المتعددة لقادة حماس للرئيس المصري محمد مرسي، حيث يجمع الطرفين علاقات تاريخية مسلحة، بجانب رغبة قادة "حماس" في تحقيق الحلم القديم من خلال توطين أهالي غزة داخل "سيناء"، كما تسعى إسرائيل الى تحقيق مشروع سيناء وترحيل وتوطين الفلسطينيين، وتنازل مصر عن أرض محاذية لقطاع غزة مساحتها ستمائة كيلومتر مربع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، مما سيسمح بخفض الكثافة السكانية في قطاع غزة، لترتاح إسرائيل نهائياً من الرقابة الدولية وحقوق اللآجئين.
وقال د.عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق "إن حماس وإسرائيل يريدان جزءاً من أرض سيناء الشاسعه لأهالي غزة، بما يضمن إنخفاض الكثافة السكانية داخل القطاع، وحتى ترتاح قوات الإحتلال من الإدانة الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان بسبب المعاملة السيئة لللاجئين الفلسطينيين، مشيراً الى أن صعود مرسي لمنصب رئيس جمهورية مصر وفرحة أهالي غزة تحديداً ذكرنا بالعلاقة التاريخية بين الإخوان وحماس، والتعاطف مع القضية الفلسطينية، بجانب إمداد الإخوان لحركة حماس بالأسلحة والأموال لمحاربة العدو الصهيوني، مؤكداً أن التنازل عن قطعة أرض مصرية من أحلام اليقظة لإسرائيل وأهالي غزة، ومصر لن تتخلى أبداً عن فك حصار ومساعدة أهالي فلسطين، والأمر لن يتعدى أكثر من المساعدة".
وأوضح عاطف شاكر رئيس منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، أن الزيارات المتكررة لقادة حماس وعلى رأسهم خالد مشعل وإسماعيل هنية الى القاهرة بعد فوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، أثار لغطاً وجدلاً حول تعدد الزيارات واللقاءات، لتجديد رغبتهم الدفينة والقديمة في فتح معبر رفح بصفة دائمة لتخفيف معاناة الأسر الفلسطينية داخل قطاع غزة، أو السماح باللجوء السياسي لأهالي غزة داخل أرض سيناء، معتبراً أن القاهرة باتت معقل لإستقبال قادة الحركات المسلحة الذين تعدوا على السيادة المصرية أثناء ثورة الخامس والعشرون من يناير وقاموا بتهريب رجالهم من داخل السجون المصرية، ولا غضاضة في ذلك لأن الإخوان أصبحوا على رأس السلطة في مارس/اذار، ووافقوا على ذلك، مؤكداً وجود مساعي من قبل حماس لنقل مقر قيادتها من سوريا إلى القاهرة خاصةً مع إقتراب نهاية النظام السوري.
وأشار حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الى أن مخطط جماعة الاخوان المسلمين مع الولايات المتحدة لتوطين الفلسطينيين داخل سيناء، تدور في الكواليس ولكن بشكل تدريجي نظراً للتعاطف الشديد والعلاقة القديمة بين الإخوان وحماس، لافتاً الى أن حماس كانت تريد توريط مصر في أزمة مع إسرائيل أثناء تهريب نقل الأسلحة والصواريخ من داخل القطاع وإطلاقها من داخل الأراضي المصرية في سيناء، بإشراف وموافقة إخوان مصر وكل ذلك ضمن مخطط الإخوان لتحويل سيناء الى قاعدة عسكرية لحركة حماس.
وفي نفس السياق تحفظ الشيخ علاءالدين أبوالعزائم شيخ الطرق العزمية الصوفية، على الزيارات المتعددة لقادة حماس لمقابلة المرشد والرئيس مرسي، مؤكداً بأنها تحمل بين طياتها خبايا وأسرار تتعلق بتمكين أهالي غزة الدخول والإقامة الدائمة داخل سيناء حتى يرتاحوا من المعاناة التي يتسبب بها العدو الصهيوني، موضحاً بأن إسرائيل تمدد شن الغارات الجوية بهدف مطالبة القوى الدولية بتمكين الفلسطينيين من وطن جديد في سيناء مقابل منح مصر مزايا وأموال وإستثمارات بالمليارات، رافضاً قرار مرسي بفتح معبر رفح والسماح بدخول الفلسطينيين إلى مصر بدون تأشيرة، مؤكدً بأن ذلك أول شبر في الوطن الجديد لأنهم سوف يدخلون بالآلاف ويمكثوا فى سيناء بعد الغاء إجراءات الترحيل التي كانت تتم بصفة يومية، ويحتلوها لبناء دولة فلسطين الجديدة ولن نستطيع إخراجهم منها، واصفاً الإخوان بأنهم يسعون الى بيع وتقسيم البلاد.
ونفى د.جمال حشمت عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، ما يتردد حول رغبة الجماعة في إقامة وطن بديل في سيناء للفلسطينيين، معتبراً أن بعض المنافقين يحاولون تشوية صورة الجماعة بالعديد من الأمور غير الصحيحة مثل بيع قناة السويس لدولة قطر، وإقامة وطن لأهالي غزة داخل سيناء، مؤكداً بأن الجماعة لن تتهاون أو تتخاذل في نصرة الشعب الفلسطيني على العدو الصهيوني بكافة الطرق، ولكن لن نسعى الى إنقسام الوطن والتفريط في أرض الشعب المصري حتى ولو كان في صالح الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه قال حسين إبراهيم القيادي الإخواني، إن قرار الرئيس محمد مرسي الخاص بإلغاء تأشيرات الدخول الخاصة بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، من شأنه إنهاء وتخفيف معاناة الفلسطينيين، خاصةً المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة الذين كانوا يقبعون أيامًا طويلة أمام المعبر في إنتظار إذن الدخول، رافضاً المحاولات التي تتهم مرسي بأنه يرغب في إقامة وطن للأشقاء الفلسطينين في سيناء بصورة تدريجية، مشيراً الى أن مصر لن تتخلى عن أرضها حتى يفرح الاسرائيليون ويستمروا في تنفيذ مخططاتهم التوسعية داخل القطاع، وإستمرار تهجير أهالي غزة والدفع بهم الى مصر للمطالبة بحقهم في وطن يحتويهم.
وكان د. مصطفي الفقي المفكر السياسي، قد كشف في تصريحات صحفية سابقة، أن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الراحل، أكد له أن جهاز المخابرات كان يعلم أن إسرائيل تريد ان تخطط لإشغال الرأي العام المصري بإدخال فلسطينيين الى سيناء، موضحًا أن المخابرات رصدت قدرة إسرائيل على إدخال نصف مليون فلسطيني لسيناء في أربع وعشرين ساعة فقط.
وبدوره تخوف مسعد أبوفجر ناشط سيناوي، من وجود مخطط خطير يحاك خلف الكواليس لتوطين نصف سكان قطاع غزة في سيناء، من خلال تسارع وتيرة شراء الفلسطينيين لأراضي تقع شرق مدينة العريش، بالإضافة الى موافقة الحكومة على منح أهالي فلسطين حق الإنتفاع في أراضي سيناء لمدة 99 عاما، بما يعني تحقيق فكرة "الوطن البديل" والتي ستقضي على حلم العودة للاجئين الفلسطينيين، ولا بد أن نضع في الاعتبار حقيقة شراء فلسطينيين لأراضي في سيناء.
وحذر اللواء متقاعد محمد عكاشة مؤسس ائتلاف محاربي 1973، من خطر قانون تمليك أراضي سيناء لأهلها، حيث أن القرار لم يحمل أي إشتراطات تقنن عملية تملك هذه الأراضي، مما يعني وقوعها في أيدي غير المصريين، بالإضافة إلى رفض قانون منح الأراضي بحق الانتفاع لغير المصريين لمدة تصل إلى 99 عاماً