بقلم .. بسام الياسين
( لمناسبة بدء الترشح للانتخابات النيابية) مهما تفاوتت الآراء حول الرجل،يظل القاسم المشترك بينها انه نائب وطن،ورجل اعمال ناجح،ومواطن منتمٍ ،وإنسان متميزمن طراز رفيع.نظرة صافية محايدة ناقدة،تدرك انه اصبح رقماً صعباً في المعادلة الوطنية، له انصاره الُكثر، وموآزيه الاكثر،ومعجبيه على مستوى محافظات المملكة كافة.هذه الجموع اجمعت ان غازي عليان شخصية وطنية تتأجج فيها مشاعر الانتماء للتراب الاردني،والولاء للعرش الهاشمي.مازاد من اعجاب الناس به انه شخصية طيبة خدومة لايتأخر عن اغاثة ملهوف،او رد مظلمة مظلوم، مايزيدها طيبةً كرمها وتسامحها اذ انها لاتحمل كرهاً لاحد،ولاتُخزَنُ غُلا لمخلوق،وليس لديها متسع لترهات يغطس بها العاطلون عن الوطن والعمل، لان الهموم الوطنية والقومية تستحوذ على تفكيره،وتُشغل وقته،اما التنابز بالالقاب،وعلك الكلام فهي حرفة الهّمازين المشائيين بالنميمة والغيبة بين الناس،التي تحترفها الفئة الضالة المُضلة
***
غازي عليان،يكره اللغة الممطوطة،والاحاديث الانشائية،واسلوب السرد القصصي،ولايؤمن بالعموميات والتهويمات أوالروايات الطويلة التي تتفنن بها الجدات ايام الشتاء الطويلة كما يتفنن بحياكة الصوف،بل بالافكار الناضجة، والارقام المحددة للوصول الى نتائج سليمة في غاية الدقة،عملاً بالقاعدة الذهبية "المقدمات الصحيحة تقود الى نتائج صحيحة. اللافت فيه انه إنسان دائم التجدد،وله مقولة في هذا السياق،يرددها على الدوام :"يجب ان لانقبل انفسنا كما هي بل علينا ان نجددها ونطورها الى اقصى الحدود" ،يضيف عليان قائلاً:لهذا علينا ان نتعلم من تعاقب الفصول طريقة التجدد الدوري كل عام، شريطة ان نُطيل ربيعنا اعمارنا قدر الامكان،فالسبيل الى ذلك العطاء ثم العطاء ثم العطاء،لان الربيع موسم الحب والتكاثر والاعتدال النفسي والمناخي .فالتميز والتفوق احد اسباب قلق ابو سلطان، للبحث عن الافضل والاكمل،فالسكون صفة ملازمة للجمادات،والكائنات المحنطة مكانها المتاحف.
***
مَنْ يتعامل مع سعادة غازي عليان عن قرب،يكتشف من دون كبير عناء عمق شخصيته،وحدة ذكائه،وهدوئه اللافت،وطول نَفَسِهِ وصبره،فالعجلة من الشيطان حكمة يؤمن بها ويعمل فيها.لذلك قلما يرفع صوته،ويحرص على تجنب الدخول في نقاشات عبثية اقرب ماتكون الى المهاترات، يكون الصراخ سيد الموقف،والشتائم بهارات الجلسة،وربما تصل الامور الى اقناع الطرف الآخر،بسحب المسدسات على طريقة رعاة البقر"الكاوبوي"،فهو يطلق على هذا النوع من الحوار الخشن "صراع الديكة".
فإثبات الرأي بهذه الطريقة لايتم الا بنتف ريش الاخر،وربما سلخ جلده،وكشف عوراته امام الملأ.فوق ذلك فان مثل هذه النقاشات تتعارض مع تكوينه النفسي وسلوكه الاخلاقي وبنائه العقلي.فالحياه بمنظوره عمل فني رائع،فقد ابدع الله في خلق الانسان" وخلقنا الانسان في احسن تقويم"،ومن هذا المنطوق الرباني على الانسان ان يرسم حياته كلوحة فنية تثير اعجاب الناس لاسخطهم عليه وغضبهم منه،عملا باجمل الكلام: "اجمل مافي الوجود،نفس جميلة،في جسد جميل،داخل بيئة جميلة".
***
النقطة المفصلية فيالاستاذ غازي عليان انه شخصية منتجة، المعروفة في علم النفس بالشخصية النموذجية،التي يسعى كل مجتمع الى تحقيقها في نفوس ابنائه،وقد نجحت اليابان في هذا المضمار في التعليم وحفز روح الابداع والابتكار لدى افرادها،وهم بدورهم حولوا اليابان من جزر شحيحة الموارد ضيقة المساحة الى معجزة اقتصادية عالمية،فقد طوعوا الحديد،وفتتوا الذرة لتوليد الطاقة، وزرعوا اليابسة بالورود و المصانع الثقيلة والاجهزة الدقيقة،و نزلوا لاعماق البحر،واستنبتوا الاسماك، وحولوا قيعانه مزارع لؤلؤ نادر باعلى المواصفات حجماً ولوناً وشفافية.
***
هذا يقودنا الى خصائص الشخصية المنتجة الخاصة التي ينتمي لها عليان،انها مؤثرة وفاعلة ومعطاءةً.وتمتلك مهارات عقلية وخبرات عميقة، وطاقات ابداعية ومعارف متنوعة مايجعلها متفردة ،لما تحمله من قدر كبير من الصحة النفسية وقدرة فكرية مقرونة بالخيال الابتكاري.
***
من المحطات المهمة في حياة الاستاذ غازي عليان عمله التجاري في دولة الكويت إبان الطفرة النفطية،وبناء هذه الامارة الفتية،ولااحد يجهل ان الكويت كانت آنذاك تضاهي بيروت في الانفتاح السياسي والثقافي وكانت صحافتها هي الاعلى سقفاً في حرية التعبير،وطرح الرأي الآخر،وقد اتاح مناخ الحرية حينها للشباب العربي من كل الاقطار للتوجه اليها خاصة ذوي الآراء المحظورة في بلادهم المحكومة بالقبضة البوليسية وقوانين الطوارىء والاحكام العرفية.مناخ الانفتاح وتمازج الثقافات العربية وتلاقح الافكار على الساحة الكويتية اعطى الشاب غازي عليان فرصة ذهبية لينهل من جميع الينابيع،ويتشرب المبادىء الوطنية والقومية ويلامس بعمق معاناة الشعوب العربية من خلال جالياتها الموجودة في الكويت،مما شكل عند ذخيرة واسعة وثقافة متنوعة واطلاع شمولي،وخاصة القضية العربية المركزية القضية الفلسطينية،وكان اهم انعكاسات المحطة الكويتية في حياته إصدار صحيفة المواجهة الاسبوعية الاردنية،ثم اطلاق صحيفة العراب الالكترونية،والتفكير الجاد بانشاء محطة تلفزيونية سياسية جادة ومختلفة عن محطات الضجيج والفحيح والصراخ،بحيث تكون صحافة مسؤولة وامينة عن قضايا الامة عنوانها الدقة والمصداقة والامانة بعيدا عن التهريج والتهويش.
***
و في ذات السياق،لابد من الوقوف عند محطة النيابة،حيث كنت خلالها شاهد عيان على هذه الحقبة، بحكم عملي كرئيس تحرير لصحيفة المواجهة الورقية الاسبوعية التي كان ابو سلطان يرأس مجلس ادارتها،مما اتاح لي ان ادلي بشهادتي عن معرفة يقينية.فالرجل لايبحث عن راتب تقاعدي فالله قد كفاه مؤونة البحث عن معاش محدود، حيث اعطاه من وافر النعمة ورغد العيش،واكرمه بالكثير الذي يذهب بعضه الى وجوه الخير،كما ان الرجل لايبحث عن جواز احمر فقد مَنَّ الله عليه بشبكة واسعة من الاصدقاء التي لم ار مثيلاً لها،فأموره ميسورة في كل مكان، ناهيك ان شخصيته المحبوبة والمهيوبة هي اعظم جواز سفر.اذاً، فقد دخل النيابة لخدمة الناس،وليس له ادنى مصلحة شخصية فيها،خاصة دائرته الثانية ان لم نقل انها محرومة فهي مظلومة.فالنيابة في الميزان التجاري،هي تجارة خاسرة بالمطلق، لانها تأخذه من اعماله المتعددة و احضان اسرته الدافئة الى الركض هنا وهناك لتأمين مصالح الناس،ونصرة المظلوم،ومساعدة المكلوم،وتحديداً في "عام الرمادة الاردني".
***
فوق ماسلف ان ابا سلطان /غازي عليان نائب وطن،فمصلحة الوطن عنده تتقدم على مصلحته الشخصية ،والهم الوطني والقومي يستأثران باهتمامه،فعلى مدى سبع سنوات عملتها معه،لم اسمع منه قط كلمة عابرة او سقطة لغوية،او زلة لسان،تتناول المنابت والاصول والفروع والجذور،و فقد كان اعتزازه الاكبر باردنيته واجندته الوطنية، وعروبته الصافية وحبه لهذه الامة من محيطها حتى خليجها لايدانيه شيء.يرافق ذلك ايمان بالله لايشوبه شائبة، طاعة على مدار الساعة ،في السر والعلن،والعمل على مايرضي رب العباد في السراء والضراء.ولمن لايعلم فان الرجل ملتزم دينياً لكنه ليس متزمتاً بل منفتحاً وتقدمياً في هذا الموضوع كأي شاب عصري.
***
في الآونة الاخيرة،كان شغل المعلم الشاغل،كما يحلو لموظفية تسميته،استعادة الاقتصاد الوطني عافيته،ومحاربة الفساد،واثراء التجربة الديقراطية،والخروج من الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد،وتجنيبها مزالق البلدان العربية،فالرجل يؤمن بالحوار والمصارحة والمكاشفة ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء بعد توفر شروط الادانة،كما ينادي بعدم جواز اخذ الناس على الشبهات،و يحذر من خطورة تجييش الشارع،وتصغير الانجازات وتكبير الاخطاء.الحق الحق اقول انه من اشد المتحمسين بوضع القضايا الخلافية على الطاولة،وتشريحها تحت قبة البرلمان بروية وعقلانية بعيدا عن ضجيج الشارع وصخب المظاهرات من اجل هذا المشروع الوطني عمل بروح الفريق وترأس كتلة وطنية فاعلة مؤثرة لخدمة برنامجه النيابي،ولايمانه الشديد بالعلم والعمل، يرى عليان،ان قوة الوطن ليست في دباباته بل تكمن في مداخن مصانعه،وابحاث جامعاته.
***
اللافت بالاستاذ غازي عليان،انه لم يتكلم عن ذاته،ومن حقه علينا ان نتحدث نحن عنه تكريما له اظهاراً آملين من وراء ذلك ان يكون اداؤه قدوة للآخرين،فذوبان الذات الخاصة بالذات الجمعية هي قمة العطاء.والانصاف يدعونا لبسط حقيقة يجهلها الكثيرون عنه.هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الاقتصاد الاردني رغم وجود مئات بل الوف الموسرين من ذوي الارصدة المليونية،ووصول بعضهم حائط الملياردية،لكن اموالهم تتوزع على العقارات والاسهم ،والباقي مودع في البنوك الاجنبية،هذه كلها اموال ساكنة غير منتجة كما يقول خبراء الاقتصاد،بينما رجل الاعمال غازي عليان يرى ان الاقتصاد الوطني بحاجة الى تسييل الاموال لتحريك السوق وتشغيل الايدي العاملة وتوفير العملة الصعبة،واستعادتها من الخارج .مايبعث على الفخر والاعتزاز انه قام بكل ذلك "فعلا لاقولاً".
***
قولا وفعلا طبق المعلم الوطني ونائب الوطن شعاره الانتخابي، وبرهن عمليا ان المواطنة الحقة عطاء،وليست احاديث صالونات وديباجة مقالات،حيث رفع اللافتة الاكبر في سماء عمان عاصمة القلب والروح والحب،وعلقها تحت الشمس: "ان غازي عليان انتماؤه اردنياً حتى العظم،وولاؤه هاشمياً للنخاع.،مرجعيته ضميره و قلبه نافذة مفتوحة على اقصى مداها لكل اردني واردنية ايماناً بوحدة الهوية والرسالة.
***
"واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض"، من روح هذه الاية القرانية الشريفة،والنص الرباني العظيم،فان الشارع الاردني المثقف المسيس الناضج لفظ الادعياء الوطنية والانتماء.فالنيابة موقف وطني،وخدمة عامة،والعمل النيابي في حقيقة الامر هو التصدي للقضايا الكبيرة اضافة للتشريع والرقابة،ولم تكن بحثاً عن مكاسب شخصية ، ورواتب تقاعدية،وخطوط باصات وعطاءات تلزيمية،بل هي هذه الايام بالذات، عمل فدائي في ظل إحجام النخبة المتنعمة عن الترشح للعمل النيابي بعد ان قطفوا خيرات البلاد، وحصدوا غلالها،ووضعوها في سلالهم،وجلسوا في صالونات النميمة يطلقون الشائعات ويفبركون الاتهامات للاخرين
***
المواطنة الحقة كما يقول الرائع الوادع ابو سلطان:هي ان لاتتصدر المشهد ايام الرخاء والدنيا "قمرة وربيع" بل ان تدفع عجلة الوطن الغاطسة في وحل الفساد وطين المديونية ونفق الانسداد السياسي بكل ماتملك من وجوه القوة،وان تضع كتفك مع اكتاف الخيرين للوصول بحافلة الشعب الاردني الى سكة الامن والامان والسلامة.هنا يبرز المواطن البطل/المواطن المنتمي، ليتقدم المشهد للبذل والتضحية، وليس للتسول والشحدة تحت العديد من المسميات الوطنية او الانسانية،كما فعلها المنافقون من اصحاب الصوت العالي،وطلاب التغيير وهم جالسون في المقاهي وشاشات الابتزاز والارتزاق او خلف المايكرفونات الاعلامية الضالة والمضللة هدفهم تلميع انفسهم وتسويق شعبيتهم القائمة على خداع الناس وتضليلهم.
***
هذا هو غازي عليان باختصار شديد حضور مشع ،اداء مقنع، ونقاء مبهر.ومن يطلب الاستزادة،فليتعرف عليه شخصيا، فابوابه مشرعة،وهاتفه الجوال مثل قلبه الكبير كان ولم يزل جوالاً بين المحافظات الاردنية،ومفتوحاً على حب الناس ـ كل الناس ـ ...قلوبنا معك وضمير الاردنيين الجمعي يؤشر صوبك، وارداة الناس الناطقة بالخير والحب توحي بانك تحظى بثقة دائرتك.. ابو سلطان: سر على بركة الله،قلوبنا معك، ودعواتنا لك،ان موعدنا تحت القبة باذن الله، والله لايضيع اجر من احسن عملا.