إزاء تساؤلات ملحة يتلقاها وزير الخارجية ناصر جودة عن أسرار تراجع حضوره السياسي على الساحة الأردنية،بل وغيابه شبه التام عن واجهة الحدث الأردني، وتراجع إطلالته الإعلامية، لدرجة إفتقاد تغريداته السياسية والدبلوماسية على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) إلا أن الوزير جودة يتجاهل الكثير من هذه التساؤلات، دون إجابة واضحة وحاسمة، لكن مقربين منه يقولون أن الوزير جودة حتما يخفي سرا وراء غيابه السياسي والإعلامي، رغم إنتظام حضوره الى مكتبه الخاص في وزارة الخارجية.
التحليلات كثيرة، ومتعددة.. فبعضها يرى أن العلاقة بين رئيس الحكومة عبدالله النسور والوزير جودة ليست على ما يرام منذ تشكيل الحكومة الجديدة، إثر الحديث غير الموثق عن طلب النسور من جودة اللعب السياسي والدبلوماسي داخل مساحة محددة، لكن تحليلات أخرى ذهبت الى الإعتقاد بأن الوزير جودة أدرك منذ الإعلان عن وزارة النسور أن الرئيس يريد ولايته العامة بلا أي نقص، وأنه من غير المقبول الحديث عن وزراء يرتبطون بمؤسسات وجهات أخرى غير دار الرئاسة، في إشارة ضمنية الى حصول توافق على هذه المسألة.
الأخطر في التحليلات هو الحديث عن تسجيل الوزير جودة إستقالة سياسية من وزارة النسور، لكن هذه الإستقالة ظلت مكتومة بناء على طلب مرجعية عليا، طلبت أيضا أن يستمر الوزير جودة في أداء مهام منصبه، تحضيرا لإنتقاله الى موقع آخر بعد الإنتخابات البرلمانية المقبلة، والمقررة في الثالث والعشرين من الشهر المقبل.
أوساط أردنية تقول ليكن السبب أي سبب مقنع أو غير مقنع، صحيح أم لا، لكن الثابت الذي لا يمكن تجاهله هو أن ثمة أمر غير طبيعي خلف الوضعية الجديدة للوزير جودة.بلدنا