صحيفة العرّاب

الولايات المتحدة:الإطاحة بالأسد خلال فبراير وعلى مرسي احترام الديمقراطية

 بدأت الولايات المتحدة تتحرك بقوة في المنطقة من أجل ضمان مصالحها الاستراتيجية سواء في مصر أو في سوريا، حيث تشكل الأوضاع السياسية المضطربة في القاهرة والحرب الأهلية في دمشق خطرا كبيرا على المصالح الأمريكية.

وسريعا عبر المسئولون الأمريكيون عن قلقهم من تدهور الأوضاع السياسية في مصر، وشددت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية على أن الديمقراطية الحقيقية في مصر الآن أهم من فكرة حكم الأغلبية، لأن الديمقراطية ستحمي حقوق المعارضة والأقليات وتبنى مؤسسات الدولة على أساس سليم.

وأوضحت الصحيفة إنه بعد إقرار الدستور الجديد رسميا، والذي وضعته التيارات الإسلامية في مصر بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، فإن الجميع وعلى رأسهم الولايات المتحدة تأمل الآن أن تنتهي الاضطرابات السياسية والفوضى التي عمت البلاد خلال الأسابيع الماضية.

ووفقا للجنة العليا للاستفتاء فقد تم اقرار الدستور الجديد بموافقة 63.8% من إجمالي 17 مليون مواطن قاموا بالتصويت على الدستور الجديد، وهي الأغلبية التي سيعتمد عليها الإخوان في التأكيد على رضا الشعب عن الدستور، وتفنيد إدعاءات المعارضة حول شرعية الدستور.

وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم قلقا لما يجري في مصر حاليا، حيث تشعر بالقلق على مصالحها نظرا للأهمية الكبيرة التي تمثلها القاهرة في رعاية المصالح الأمريكية، واستمرار الاضطرابات على هذه النحو يؤثر بشدة على واشنطن ويزيد قلق المسئولين الأمريكيين.

وقد دفعت هذه المخاوف الإدارة الأمريكية إلى حث الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين على فتح حوار مع المعارضة واحتواء الموقف بصورة سريعة، وعلى الجانب الآخر دعت المعارضة إلى المشاركة في العملية السياسية وقبول الحوار مع مرسي.

وشددت واشنطن على جميع أطراف العملية السياسية في مصر أن تنبذ العنف وأن تنتهج الحوار، وأن يحترم كل طرف مخاوف الطرف الأخر ،أما بالنسبة للوضع في سوريا، فبدأت واشنطن التحرك الجاد من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الأسد، في فبراير القادم بالتعاون مع روسيا أكبر الداعمين لبشار.

وهو ما أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية التي أوضحت أن هناك قنوات حوار مفتوحة الآن بين روسيا والولايات المتحدة لإيجاد مخرج سريع للأزمة السورية، والإعداد لمرحلة انتقالية جديدة، من المتوقع أن تبدأ في فبراير.

وجاء هذا نظرا لاقتناع روسيا التي تعد الداعم الأول والقوي لنظام الأسد، بان الوضع الحالي ليس في صالحها وان بشار فقد السيطرة على الموقف وبقائه أصبح أمرا مستحيلا فكان الحل عن بحث سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة.

على الجانب الميداني كشفت الصحيفة أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بشراء كميات هائلة من الأسلحة خلال العامين الماضيين تفوق ما حصلت عليه سوريا إبان حر أكتوبر عام 1973، يأتي هذا في الوقت إلي أعدت فيه روسيا وأمريكا خطة مشتركة لتنحية السد فبراير القادم.

و نقلت الصحيفة عن مسئول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت شراء الأسد كمية هائلة من الأسلحة خاصة المدفعية والصواريخ وبطاريات مضادة للطائرات، بصورة تفوق ما حصلت عليه سوريا أثناء استعدادها لحرب أكتوبر ضد إسرائيل عام 1973.

وقدرت المصادر أن الأسلحة الجديدة تبلغ قيمتها ما بين 2 و3 مليار دولار، وغالبية هذه الأسلحة تم الحصول عليها من روسيا، واستخدمت بصورة أساسية ضد المعارضة، على مدار العامين الماضيين وذلك خلال الحرب التي أدت إلى مقتل حوالي 44 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين