يبدو أن آمال طلبة المدارس بتأجيل الدوام خلال شهر رمضان على غرار قرار مماثل اتخذ في الجامعات الرسمية والخاصة قد تبددت.
العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ يوم الأحد المقبل سيكون عاما إستثنائيا على الطلبة وذلك يعود لسببين, الأول أن هناك تخوفات متزايدة من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير في صفوف الطلبة إتخذت وزارة التربية والتعليم إحتياطات إحترازية للحيلولة دون ذلك, في وقت يشعر فيه أهالي الطلبة بالقلق من جدوى هذه الترتيبات.
السبب الثاني أن هناك رغبة واسعة من قبل طلبة المدارس والأهالي بتأجيل الدوام خلال شهر رمضان المبارك بعد قرار مجلس التعليم العالي تأجيل دوام الجامعات لما بعد العيد في خطوة إعتبرها رؤساء جامعات تخفيفا على الطلبة, غير أن وزير التربية والتعليم د. وليد المعاني يصر على عدم تأجيل الدوام لجهة أن تأجيل الدوام سيضر بدوام طلبة الثانوية العامة لا سيما عند طلبة الدورة الشتوية.
يقول ناصر عربيات وهو ولي أمر ثلاثة طلاب في مدرسة السيفية الحكومية أن قرار وزارة التربية والتعليم على عدم تعطيل الطلبة خلال شهر رمضان فيه كثير من التجني وربما عدم المسؤولية, ويتساءل ما جدوى الدوام رغم معرفة المسؤولين أن هناك عدم تركيز في الدروس مؤكدا العام الدراسي صعب في أيام الصيف فكيف هو الحال إذا تزامن ذلك مع شهر رمضان. غير أن معلم الفيزياء عواد طعيمة اكد أن تعطيل المدارس في شهر رمضان قرار غير مسؤول على الإطلاق, فما هي الفائدة التي ستجنيها وزارة التربية من هذا القرار الذي يخالف كافة تعليمات الإنجاز التربوي.
مقابل ذلك يقول المعلم نواف أبو سويلم أن تأجيل دوام المدارس لن يتأثر كثيرا بهذا القرار بإعتبار أن نسبة إنجاز التدريس لا تتجاوز 50% وهي نسبة متدنية جدا في الوقت الذي يجب أن تكون مرتفعة بسبب بدء عام دراسي جديد وخروج الطلبة من عطلة طويلة, لكن تزامن دوام الطلبة مع بداية شهر رمضان وصيف قائض يعاني منه الكبير قبل الصغير أمر لا يبعث على الإنجاز مطلقا.
ويستذكر المعلم أبو سليم مشهد موظفي الدوائر الحكومية خلال أيام الصيام حيث النعاس والتثاؤب والعصبية وقلة الإنجاز متسائلا فما بال الطلبة الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.. هل نمنعهم من الصيام أم نقوم بتعطيلهم على مسؤوليتنا الشخصية.
ويزيد أبو سويلم معظم الهيئات التدريسية لا تقوى على التدريس في هذا الشهر بسبب الكسل, وهذا ينسحب على الطلبة أيضا.
مدير تربية وتعليم فضل عدم ذكر أسمه لا يرى في تأجيل دوام الطلبة أي إعاقة للعملية التعليمية ويقول هناك بدائل عديدة أمام وزير التربية والتعليم لتعويض الدوام مثل اللجوء الى أيام السبت وإختصار العطلة الشتوية خاصة أن ما يتبقى من أيام رمضان بعد إختصار أيام السبت والجمع 16 يوما يمكن تعويضها خلال الأيام المقبلة.
مقابل ذلك حذرت وزارة التربية والتعليم جميع الطلبة من التغيب عن الدوام خلال العام الدراسي مؤكدة أن كل طالب يتغيب عن الدوام الذي يبدأ يوم الأحد المقبل سيتحمل المسؤولية, في وقت أكد أولياء أمور عدد من الطلبة أنهم لن يرسلوا أبناءهم الى المدارس الأسبوع المقبل.