- ركب وزراء ومحافظون ومسؤولون موجات الثلج وسيول الإمطار للظهور على شاشة التلفزيون الأردني؛ ليؤكدوا أن 'كله تمام'، في الوقت الذي كانت فيه الثلوج تغرق الطرق والمياه تجتاح شوارع العاصمة والمحافظات والقرى لدرجة أنها عطلت الحياة، وبدا التخبط واضحاً على أداء الأجهزة المختلفة. وقال علي هباهبة إنهم وجدوا صعوبة في الخروج من منازلهم من أجل تأمين الغاز والكاز بعد نفاذهما، مشيراً إلى أن إغلاق الطرق يحول دون ذلك. وروي اخرين من محافظة الطفيلة ان الثلوج تسببت باغلاق الطرق الرئيسية والفرعية في مناطق من لواء بصيرا وغرندل وطريق الطفيلة-الحسا، وشريف الجنوب والرشادية وطريق التصدير في القادسية، مع صعوبة التزود بالمحروقات، إثر الإغلاقات الكثيرة في الطرقوشهدت أنحاء واسعة من قصبة الطفيلة ولواء بصيرا والقادسية تساقطاً للثلج الذي وصلت سماكته إلى متر في منطقة الرشادية.
وبحسب مواطنين غاضبين فان كبار المسؤولين اكتفوا بزيارة صالات في مناطقهم ذات تدفئة المركزية، والتقطوا الصور أمام شاشات مضاءة، بينما يغرقون هم في الوحل والماء.
ولفتوا الى التلفزيون الأردني إكتفى بأخذ وجهة نظر دون الأخرى، واسهب في شرح انجازات المحافظين والمسؤولين.
وشهدت المحافظات والمدن والقرى انقطاعات في الماء والكهرباء، وأغلقت مناهل الشوارع وبرزت الحفر والبرك مع عجز شبكات التصريف الصحي، ووصل فيه منسوب المياه في بعض الشوارع المتر ما تسبب بتعطل مركبات، في وقت كانت فيه وجوه المسؤولين والمطربين تملأ الشاشات.
وبدا واضحا مع ما رشح من مواقف حكومية عبر وسائل الإعلام، انها تشير إلى حالة من الارتباك وعدم الجاهزية، اكدتها حملة تراشق الاتهامات بين مؤسسات وشركات حكومية لتبرير العجز في تصريف مياه الأمطار ورداءة شبكة الصرف الصحي.
كما ابرزت ازمة المنخفض الجوي الاخير عيوب تصميم الأنفاق التي تنفق عليها موازنة الدولة، ومعها الجسور والشوارع، أكثر من 55 مليون دينار سنوياً.
وقال مواطنين من سكان الكرك: 'لقد عشنا يومين كاملين بلا كهرباء، الأمر الذي زاد من عزلتنا بعد إغلاق طرق المحافظة بسبب تراكم الثلوج'، مشيرين الى نسبة انقاطع الكهرباء عن المحافظة تجاوزت الـ 80%، إثر تعطل واحتراق المولدات الكهربائية.
وذكروا ان العديد من مخابز المحافظة الالية تعطلت عن العمل، كما وتوقفت مضحات محطات المحروقات ما منع تزويد المواطنين بهذه المادة الأساسية.
وفي منطقة الشوبك احتج مواطنون في منطقة 'بير الدباغات' بلواء الشوبك التابع لمحافظة معان على ما أسموه 'التقصير الحكومي' في التعاطي مع المنخفض الجوي الذي أثر على المملكة.
وقالوا:' عشنا بلا غاز ولا خبز ولا محروقات'، لفتين إلى أن ثلاث قرى جنوب الشوبك هي بير الدباغات وبير خداد وأخرى معزولة منذ أيام عن العالم الخارجي بسبب تراكم الثلوج وتقصير الجهات الحكومية عن التفاعل مع الأزمة وإنقاذ المواطنين.
ولاحظ مواطنون في المنطقة حدوث ضعف في شبكة الاتصالات وانقطاعات متقطعة للخطوط الهاتفية الأرضية، فضلا عن ضعف اخر في خطط فتح الطرق وتصريف مياه الأمطار وتجهيز المستشفيات، وكل ملامح التعامل مع ظرف استثنائي بامتياز.
من جهته قال أمين عام وزارة الأشغال سامي هلسة لوسائل الإعلام أن '30 % من الطرق الرئيسة في المملكة بحاجة إلى صيانة عاجلة جدا'، مقدرا تكلفة تلك الصيانة بـ250 مليون دينار، تستمر على مدى خمس سنوات، وفق دراسة المخطط الشمولي للطرق'، مشيرا إلى أن الصيانة السنوية للطرق تحتاج لنحو 60 مليون دينار لإدامتها، وإبقائها بحالة جيدة.
وسط كل ذلك غطت القوات المسلحة النقض الحاصل في اداء الاجهزة الرسمية بفتح الطرق في بعض المناطق الأكثر تضرراً بالمنخفض، قبل أن تشرع بتوزيع الخبز والغاز بواسطة مدرعاتها، وتوصيل العديد من الحالات الطارئة إلى المستشفيات.
أكدت الأزمة الحاجة الى وقفة محاسبة ومراجعة لجاهزية واداء مختلف الجهات الحكومية ووزارتي البلديات والأشغال العامة وأمانة عمان، ومن يدري.. فلعنا نرى استقالة وزير او مسؤول او محافظ أسوة بوزير النقل المصري اثر تصادم حادثة قطارين؟