صحيفة العرّاب

مرسي يعلن حالة الطوارئ بمحافظات ويهدد : ساضطر لأكثر من ذلك

  اعلن الرئيس المصري محمد مرسي مساء الاحد فرض حالة الطواريء في ثلاث مناطق كبرى بمصر.

واعلن مرسي فرض الطواريء وحظر التجوال في ثلاث محافظات متوترة هي السويس والاسماعيلية وبور سعيد ولمدة شهر ، وبين "حقنا للدماء، وحفظاً للأمن ضد مثيرى الشغب، قررت إعلان حالة الطوارئ بمحافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة 30 يوماً بعد منتصف هذه الليلة، كما يحظر التجوال فى نطاق المحافظات الثلاث طوال مدة إعلان حالة الطوارئ".

وقال أنه اذا رأى الوطن "أبنائه او مؤسساته او الممتلكات تتعرض لخطر ساضظر لأكثر من ذلك".

وأكد الرئيس مرسى، رفض الشعب المصرى لكافة أشكال العنف، ومن يدعمونها، قائلاً فى كلمة موجهة للشعب المصرى، مساء الاحد : "سنواجه أى تهديد للمواطنين والممتلكات، بكل حزم".

وأضاف: "سنتابع الإجراءات القانونية لتقديم المجرمين للعدالة، فى أقرب وقت، وأصدرت تعليمات لرجال وزارة الداخلية، بكل وضوح، للتعامل بمنتهى الحزم، والقوة، مع من يعتدى على المواطنين ومنشآت الدولة، ممن يروعون الناس، ويقطعون الطرق". 

** 

وكان قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 500 آخرين الأحد في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بمدينة بورسعيد شمال شرقي مصر، بحسب مصادر طبية.

وقال مدير مستشفيات بورسعيد لبي بي سي إن عدد حالات الإصابة بطلقات نارية بلغ 105، بينما بلغ عدد حالات الاختناق بالغاز المسي للدموع 419.

وقال مصدر امني ان حشودا حاولت اقتحام ثلاثة اقسام للشرطة ونادي اجتماعي للقوات المسلحة.

ياتي هذا بعد اشتباكات بين قوات الشرطة ومشيعي جنازات ضحايا أعمال عنف اندلعت عقب اصدار احكام بالإعدام على "مرتكبي أحداث بورسعيد".

كان 72 من مشجعي النادي الأهلي الذين يطلق عليهم "ألتراس أهلاوي" لقوا حتفهم في أحداث استاد بورسعيد العام الماضي عقب نهاية مباراة النادي المصري البورسعيدي والنادي الأهلي في منافسات بطولة الدوري.

وقال مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن مراهقا يبلغ من العمر 18 عاما توفي جراء تلقي رصاصة في الصدر بينما بلغ عدد المصابين نحو 433 شخص.

وأفادت تقارير بوقوع إطلاق نار وبإطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، حيث شارك آلاف في تشييع جثامين ضحايا العنف الذين بلغ عددهم 30 قتيلا على الأقل.

وتسبب إطلاق النار في حالة مؤقتة من الذعر بين المشيعين الذين فروا في شتى الاتجاهات قبل عودة الهدوء، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.

واندلعت أعمال العنف بالمدينة السبت على خلفية حكم قضائي بإعدام 21 متهما في حادث استاد بورسعيد العام الماضي، الذي قتل فيه العشرات.

وتجوب قوات الجيش شوارع بورسعيد المطلة على قناة السويس. وأفادت وكالة اسوشيتد برس للأنباء بأن وحدات عسكرية تتمركز حول منشآت حكومية بالمدينة منها محطات الماء والطاقة، ومقر المحكمة ومقر المجلس المحلي والسجن.

ونقلت اسوشيتد برس عن متحدث باسم هيئة قناة السويس قوله إن قطع من البحرية ترافق سفن الشحن في الممر المائي، وأن مروحيات تابعة للجيش تجوب سماء القناة لضمان سلامة عمليات الشحن.

كما نشر الجيش قوات بمدينة السويس القريبة، المطلة بدورها على قناة السويس.

كانت أعمال العنف تجددت في أنحاء متفرقة من مصر الأحد، وذلك في رابع يوم من اضطرابات تعصف بالبلاد بالتزامن مع الذكرى الثانية للثورة، التي أطاحت الرئيس حسني مبارك.

وقال مكتب بي بي سي في القاهرة إن حالة من الكر والفر تسود بين المتظاهرين المتواجدين فى ميدان سميون بوليفار القريب من ميدان التحرير وبين قوات الأمن، حيث يتوجه العشرات من المتظاهرين اتجاه قوات الأمن ويرشقونهم بالحجارة، وترد عليهم قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع.

ووقعت عشرات الإصابات بحالات الاختناق بين صفوف المتظاهرين

وفي الميدان، أشعل المتظاهرون النار فى علم دولة قطرورددوا هتافات ضد قطر و قناة الجزيرة و تواصل منصة ميدان التحرير ترديد الهتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".

وامتدت أعمال العنف الأحد إلى العاصمة القاهرة، حيث اشتبكت قوات الشرطة مع محتجين بالقرب من ميدان التحرير، رمز الانتفاضة التي أطاحت مبارك.

وأفادت تقارير بأن قوات الشرطة أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشقها المحتجون بالحجارة.

وأعلنت سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا - الواقعتان بالقرب من ميدان التحرير - تعليق أعمالهما الأحد بسبب الوضع الأمني في المنطقة.

ومنذ الجمعة، قتل سبعة أشخاص على الأقل في أعمال عنف صاحبت إحياء المصريين للذكرى الثانية للثورة، حيث تظاهر الآلاف بأنحاء متفرقة من البلاد ضد الرئيس محمد مرسي، متهمين إياه بخيانة أهداف الثورة.

"طمأنة" الجيش
من جهة أخرى، سعى الجيش لطمأنة المصريين بأن نزول قواته إلى مدينتي السويس وبورسعيد مؤقت.

وقال المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي بصفحته على موقع (فيسبوك) إن القوات المسلحة "ملتزمة بأقصى درجات ضبط النفس"، مضيفا أن نزولها إلى الشارع في السويس وبورسعيد يستهدف فقط "حماية المواطنين المصريين وتأمينهم".

بدوره، قال اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، في مؤتمر صحفي بالسويس إن قوات الجيش ستنسحب من المدينة بمجرد عودة الشرطة. وحذر في الوقت نفسه من أن الجيش ربما يفرض حظر تجوال بالمدينة إذا تعرضت منشآت الدولة للاعتداء.

طالبت القوات المسلحة مواطني بورسعيد والسويس بضبط النفس والحفاظ علي الممتلكات العامة للدولة، مؤكدة أن حرية التعبير السلمي عن الرأي حق مكفول ولكن دون المساس بمصالح الوطن .

كما ناشد الجيش في بيان له مواطني بورسعيد والسويس "بضبط النفس والحفاظ على الممتلكات العامة".

وفي تطور منفصل، أفادت وزارة الداخلية بصفحتها الرسمية بموقع (فيسبوك) بأن الوزير، محمد إبراهيم، تعرض للطرد من جنازة ضابط قتل في بورسعيد.

وورد بالصفحة أن ضباطا مشاركين في الجنازة رفضوا حضور وزير الداخلية، حيث اتهموه بالإخفاق في تجهيزهم وتسليحهم وتأمينهم، مما نتج عنه أحداث بورسعيد.