لا يخلو موقف رئيس مجلس النواب الأردني الجديد سعد هايل السرور القافز بقوة إلى واجهة الأحداث في الأردن من الجرأة ورفع السقف والرسائل وهو يتحدث قبل ساعات فقط من (مصافحة) مبرمجة لرئيس الديوان الملكي فايز الطراونة عن (أصابع) حاولت التدخل في الإنتخابات الأخيرة التي فاز فيها الأول.
الطراونة المكلف ملكيا بالبدء بمشاورات تشكيل وزارة جديدة وفقا لآلية مستحدثة في البلاد يفترض ان يزور الثلاثاء مكتب رئيس ممثلي الشعب السرور مهنئا ومباركا ومدشنا المشاورات التي كلف بها.
لكن قبل ساعات من إختلاط أصابع الطراونه بأصابع السرور تحدث الأخير علنا وأمام الجمهور عن (أصابع) حاولت العبث بإنتخابات رئاسة البرلمان ملمحا لإنها قد لا تكون (رسمية) رافضا تحديدها.
ليس سرا أن أنصار السرور وأركان حملته الإنتخابية خاضوا معركة معقدة وشرسة خلف الكواليس للظفر برئاسة المجلس الجديد تحت إنطباع تأييد مفترض من قبل الطراونه لمرشح منافس وآخر هو ممثل حزب الوسط الإسلامي الدكتور محمد الحاج.
ولا يخفي السرور نفسه سرا عندما يعلن وعلى الهواء مباشرة بأن إعتبارات بعضها (شخصي) وبعضها يتعلق برئاسة مجلس الأعيان تدخلت في معطيات أول منافسة ديمقراطية في الإنتخابات الداخلية فتلك المواجهة نظمها أيضا إيقاع عام يتصور بأن جهة ما في مستوى القرار دعمت ترشيح الحاج لتقليص عودة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري قبل إفساد السرور للحفلة برمتها.
وما لم يقال في السياق قد يكون أكثر تأثيرا فخلال مداولات إنتخابات رئاسة البرلمان بالكواليس نقلت شخصيات برلمانية عن الطراونه عبارة باللغة الإنجليزية تحدث فيها عن (نيو بوولز) في إدارة المشهد البرلماني الداخلي.
ترجمة العبارة باللغة العربية واضحة (بيضات جديدة) وتشير للحاجة (لأدوات جديدة) في واجهة البرلمان, الأمر الذي فسر وفقا لمراقبين خبراء إهتمام شخصية مثل الطراونه بدعم خلفي لمرشح حزب الوسط الإسلامي ضد السرور وهو من رموز النظام عمليا طوال المرحلة الماضية.
طبعا السرور خلط الأوراق وخطف الموقع في معركة إنتخابية تداخلت فيها الإعتبارات وسط إيقاع دلل على أن خيارات الجهات الرسمية ترتبت على أساس إنجاح الحاج في المرتبة الأولى أو الدكتور مصطفى شنيكات في الثانية.
وفي غضون ذلك تترقب عدة أطراف في الأردن الكشف عن تقرير وصفته مصادر القدس العربي بانه (في غاية الأهمية) أو مهم جدا ويتحدث بالتفصيل عن مجريات الإنتخابات الأخيرة التي شهدتها البلاد وإعتبرت تاريخية.
ويبدو أن جهات غربية وأوروبية ودبلوماسية متعددة ونافذة ضغطت بقوة لإصدار تقرير مفصل ونهائي ومرجعي يقال أنه سيتضمن (مفاجآت) لم تسجلها تقارير الرصد سابقا بخصوص (إنتهاكات) شهدتها الإنتخابات الأخيرة في الأردن.
وتوقعت مصادر (القدس العربي) أن يصدر التقرير في غضون الأسبوعين المقبلين بضغط من جهات ممولة خارج الأردن ويتبنى سياقات في رواية الإنتخابات الأردنية متعاكسة أو مختلفة مع الروايات التي تبنتها سفارات دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة في عمان.
ويفترض أن عدة جهات رقابية تولت إعداد هذا التقرير.
القدس العربي