صحيفة العرّاب

مقابلة الملك الصحفية ... الخبر والحقيقة ... وانتقادات واسعة لاعلام الديوان

 كتب : الكركي الملثم 


تداعيات مقابلة الملك عبدالله الثاني مع الصحيفة الامريكية ، وما تلاها من تفاعلات وصلت الى حد الازمة المكشوفة والمفتوحة ، كشفت عن خلل عميق وظاهر في أعلام الديوان الملكي .


في الاعلام هناك مهارات وفنون لصناعة وأنتاج الخطاب الصحفي ، ولكن السؤال الذي يراود مكانه ، و يثقل أي بحث عن أجابة من يصنع أعلام الديوان الملكي ؟ خالد دلال مثلا ... هو غير قادر على أنتاج خبر عادي وروتيني للزيارات الملكية ، وقاصر عن خلق فضاء عام للخبر الملكي ، فكيف أن كان الامر يتعلق ب"رد" أعلامي على مقابلة صحفية أدعى الديوان الملكي أنها مفبركة .


معلوماتي أن عماد فاخوري أيضا لا يجيد أستعمال اللغة العربية كتابة ونطقا ، وأنه يتسلم يوميا تقريرا مقتضبا مكتوبا باللغة الانجليزية عن الشؤون الاردنية كما وردت في أعلامنا الالكتروني والورقي ، وأن حقيقة رؤيته للاردن يشكلها ويبلورها الاعلام الاجنبي .


واجب أعلام الديوان الملكي ، عندما يفكر بالتنسيق لمقابلة أو حوار صحفي لجلالة الملك ، ان يتحوط من الامكانات المهنية للصحفي والمؤسسة الاعلامية التي يعمل لحسابها ، فالخطورة لا تقاس أن أفلت الصحفي في أستغلال أو توظيف أي معلومة سمعها على لسان الملك ، وهو حال ما وقع به الصحفي الامريكي .


ليست المرة الاولى التي يرتبك بها أعلام الديوان الملكي خطاءا فادحا وفظيعا ومكشوفا ، فالزيارة الاخيرة لجلالة الملك لتركيا والصورة التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية والعربية والمحلية عن الملك وهو يقف يمسح دموعا أمام ضريح الزعيم التركي أتاتورك شاهد مثال على فضاعة الازمة التي يعاني منها أعلام الديوان .



الغريب أن ماكينة عمل أعلام الديوان الملكي ، ليست كسابق عهد مضى ، كادر من المختصيين والفنيين والخبراء الصحفيين يتجاوز 50 زميلا ، رفاهية لا توصف في رحالات السفر للخارج ومياومات تفوق قيمتها المالية ما يخصص لكبار موظفي الدولة ، ومبنى مستقل داخل الديوان الملكي ، والنتيجة أرتباك وأخطاء وعثرات لا يمكن السكوت والتستسر عليها أطلاقا .


ما هو أسواء أن أعلام الديوان يخوض حربا للركب على مفارقات وخصومات وثنائيات تحرض على الفرقة بين الزملاء الصحفيين ، وأن بعضها يخلط بين الموضوعية والحياد ، والاقتراب من زملاء على حساب الاخرين ، وتسمية البعض بصحفي الديوان ، واخرون يحاورون من وراء حجاب وأقترابهم من الديوان محرم وممنوع .


الاعلام فن عظيم ، وحل أخيرا ليكون منتجا للفتن والازمات ومفتاحا لحلها ، أكثرية الازمات من حولها سببها الاعلام ، وما نتداول من أزمات عربية وأقليمية يلعب الاعلام دورا مركزيا في أنتاجها وفتح أفق لتطورها وأنسداد أبواب حلها .


على أعلام الديوان الملكي الاقتراب أكثر من أدوات ومهارات المهنية الصحفية ، عليه أن يتسلح في المسؤولية الوطنية ، الصحافة هي الوسيلة الاقدر على خلط الخاص بالعام ، وما هو بسيط بالمعقد والممكن بالمستحيل ، ما أكثر حاجتنا اليوم للاقتراب من خصوصيتنا وأحترامها ...

و للحديث أكثر من بقية ، لعل أحدا يقراء جيدا و يدرك ما نكتبه ...