كشفت مصادر خليجية رفيعة المستوى أمس الثلاثاء عن قائمة بالشركات والمؤسسات التي تستتر خلفها حركة 'حماس' في دول مجلس التعاون الخليجي, للحصول على مبالغ طائلة ترفد الحركة وتمولها, بشكل غير مشروع.
وأشارت المصادر, في تأكيد لما نشرته صحيفة 'السياسة الكويتية' أخيرا, إلى أن السلطات المختصة في دول مجلس التعاون 'لا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي حيال الاستهزاء الذي تبديه الكوادر القيادية في 'حماس', العاملة والمقيمة في دول المجلس, حيال القوانين والأنظمة السائدة, خاصة تلك التي يقوم بها مسؤول قيادة الخارج في الحركة ماهر صلاح 'أبو عارف' المقيم في السعودية, والمسؤول عن مجمل نشاطات الحركة في دول الخليجي'.
وكشفت المصادر عن قيام الكوادر القيادية في 'حماس' العاملة في دول المجلس, وخاصة الناشطة في الجهاز المالي للحركة, والتي تربطها علاقات وثيقة مع جماعة 'الاخوان المسلمين' ومع جهات ايرانية, بعمليات تبييض أموال بمبالغ ضخمة وإنشاء وتشغيل شركات ومؤسسات وهمية في عدد من دول المجلس ودول عربية أخرى, لاستخدامها كواجهة لتبييض الأموال من جهة, وللالتفاف على القوانين الاقتصادية والمالية وقوانين وتعليمات التجارة من جهة أخرى.
واستندت المصادر في هذا السياق الى معلومات كثيرة توافرت لدى السلطات المختصة في دول المجلس, بشأن الشركات والمؤسسات الوهمية التي تعمل تحت إشراف ماهر صلاح والتي يتم تشغيلها من قبل كوادر الجهاز المالي لـ'حماس' المقربين منه, بشكل يمكنهم من القيام بنشاطهم بشكل سري ومن دون ان تستطيع الجهات المختصة الاطلاع على الماهية الحقيقية لنشاطهم.
وكشفت المصادر لـ 'السياسة' عن أسماء بعض هذه الشركات والمؤسسات, ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- مؤسسة 'السواعد الفنية للمقاولات' في جدة بالسعودية, التي يديرها من وراء الكواليس ماهر صلاح وتعمل بشكل صوري في مجال البناء, لكنها تشكل فعلا مقر قيادة الجهاز المالي للحركة في المملكة.
- شركة 'أمصار للتجارة' في مدينة جدة وتعمل هي الاخرى كواجهة لنشاط الجهاز المالي لـ'حماس' والذي يقوم من خلال الواجهات التجارية الأخرى التي تتعامل مع الشركة بنقل الأموال الى اجهزة الحركة في دول عدة.
- مؤسسة 'الأفق لتقنية الكمبيوتر' في حي الشرفية بجدة وتتعامل صوريا بتجهيزات الحاسوب والانترنت وقطع الغيار, ولكنها فعليا تمثل واجهة مريحة لنشاط الكوادر القيادية والمالية في 'حماس'.
- شركة 'حسان والعابد العالمية للطرق والجسور' في العاصمة السودانية, وتوفر غطاءً تجارياً لتنقلات الكوادر القيادية لـ'حماس', بما في ذلك ماهر صلاح الى دول عدة, بغرض تبييض الاموال, ويتم النشاط الرئيسي للشركة في السودان بالتعاون مع احد اكبر مبيضي الاموال السودانيين المدعو عبد الباسط حمزة, حيث يقوم صلاح بسفرات عدة الى الخرطوم تحت غطاء الشركة المذكورة ويتلقى الاموال عن طريق الشركة وبالتعاون مع حمزة.
وأشارت المصادر إلى أن حمزة مراقب من قبل أجهزة مخابرات عربية وغربية, على خلفية ضلوعه في النشاط التجاري الذي مارسه زعيم تنظيم 'القاعدة' الراحل أسامة بن لادن في السودان, خلال تسعينات القرن الماضي, لكن هذه الأجهزة لم تستطع النيل منه حتى الآن على خلفية العلاقة الحميمة التي تربطه بالرئيس السوداني عمر البشير.
وتوقعت المصادر أن تشهد الفترة المقبلة, عددا من الخطوات التي من المقرر أن تقوم بها الجهات المختصة في دول مجلس التعاون, لوضع حد للنشاط المالي غير المشروع الذي تقوم به 'حماس', من دون أن تستبعد ان تقوم هذه الجهات بتوقيف ومحاكمة الكوادر القيادية للحركة وفي مقدمهم ماهر صلاح على خلفية خرقه للقوانين الاقتصادية.