اعتبر رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور سليمان عربيات أن "قانوني مجلس التعليم العالي والجامعات الرسمية حملا في طياتهما مواد استفزازية ومحبطة تمكن رؤساء الجامعات من إقناع مجلس النواب بترميم بعضها".
وقال في حوار مع "الغد" إن رؤساء الجامعات يحترمون أي قانون أو نظام يصدر، ولكن "نبدي في مرحلة ما قبل صدور الإرادة الملكية السامية عن هذه القوانين وجهات نظرنا قد تكون داخل المجالس أو الدوائر الرسمية. كما حصل في مجلس النواب تم الاستماع إلى وجهات نظر رؤساء الجامعات الرسمية والخاصة وتم إقناع المجلس، خصوصا لجنة الثقافة والتربية والشباب بما أسميته ترميم بعض المواد الاستفزازية أو المحبطة في القانونين المذكورين".
وأضاف أن "قانون مجلس التعليم العالي الجديد يحرم رؤساء الجامعات من حقهم في أن يكون لهم تمثيل في المجلس"، واصفا تشكيلة المجلس الجديدة بـ"غير المناسبة مع غياب رؤساء الجامعات وهذا لن يكون عادلا".
وتابع "أعتقد أن مجلس التعليم العالي في صورته الحالية هو شكلي وسيشكل نوعا من الفجوة أو القطيعة الفعلية في عملية التواصل بين رؤساء الجامعات ووزارة التعليم العالي أو مجلس التعليم العالي".
وتابع "إذا كان الهدف من التشكيلة الجديدة تدمير مجلس التعليم العالي فقد فعلتم".
وفيما يخص قانون الجامعات الرسمية قال عربيات "يزال أحيانا رؤساء جامعات بجريرة رؤساء جامعات آخرين كان أداؤهم سيئا، وآمل أن لا يعود هذا الأمر ويتكرر".
وحول الشروط الواجب توفرها في رئيس الجامعة، بين "يجب أن يتوفر في رئيس الجامعة الحد الأدنى للشروط الواردة في النظام والقانون. لذلك يجب أن يكون رئيس الجامعة قائدا ويعرف البلد والتعامل مع الناس، ويجب أن يكون قياديا لديه فهم كامل للمجتمع والبلد، خير من أن يعرف بالسياسة وقضايا الوطن، لكن يجب أن لا يكون مسيسا".
ورفض عربيات الحديث أن التعليم العالي في الأردن يتراجع، مشيرا إلى أن "إسرائيل انتبهت وتفاجأت بخريجي الجامعات الأردنية من إخواننا عرب 48 وكانوا يتنافسون من الأوائل للحصول على الوظائف، هناك شهادات من جامعات عالمية واختراقات لكثير من الجامعات الأردنية تؤكد أن التعليم العالي في الأردن بخير ويتقدم".
ولفت إلى اقتباس للدكتور فايز الخصاونة باعتبار أن التعليم العالي في الأردن "إعجاز في الإنجاز".
وتابع أنه بـ500 مليون دينار للجامعات الرسمية والخاصة يستوعب التعليم العالي في الأردن الـ8 آلاف عضو هيئة تدريس و12 ألف موظف إداري وربع مليون طالب وطالبة، إضافة إلى المرافق وصيانتها واستمراريتها.
وزاد "برأيي 500 مليون دينار لا يساوي مشروع بحث في إحدى الجامعات التي يقال عنها أفضل 100 في العالم هذا هو الإنجاز والإعجاز".
وحذر عربيات من تناقص الدعم الحكومي للجامعات. وقال "أخشى أن يكون رفع الرسوم واجبا إذا بقي الحال كما هو ولم تقدم الحكومة الدعم الكافي لسداد عجز موازنات الجامعات".
وبين أن "وضع الجامعة الهاشمية المالي كان مريحا قبل قرار توزيع الدعم الحكومي لست جامعات واستثناء أربع من بينها الهاشمية"، موضحا أنه "بعد حرمان الهاشمية من الدعم الحكومي بدأنا نشعر بالأثر وقمنا بدراسة الأمر حيث تم وضع خيارات تقشفية للموازنة ووجدنا أنه في أحسن الأحوال سنخرج بعجز مقداره 4 ملايين دينار".
وعن البحوث العلمية في الجامعات بين أن غالبية البحوث "تتم لأغراض الترقية"، بيد أنه اعتبر ذلك "ليس عيبا".
وحول البحوث التي يقدمها الطلبة في برامج الدراسات العليا، قال إن "البحوث في مجال الدراسات العليا أصبحت غير عميقة ومكررة ولا تخدم المشكلات الواقعية سواء العلوم الطبيعية أو الإنسانية أو أي تطبيقات أو اختراق في مجال البحوث العلمية أو النظريات الاجتماعية أو الأدبية".
وبخصوص برنامج الموازي أفاد عربيات "الموازي يعني السماح لعدد من الطلبة دخول الجامعات بشكل يتجاوزون به التنافس أو قائمة القبول الموحد برسم أعلى من الرسم الذي يدفعه طالب التنافس، وهذا البرنامج يحقق دخلا للجامعات".
وأضاف "لكن البرنامج الموازي قد يؤثر على النوعية، لكن هناك لكل شخص الحق بالالتحاق بالجامعة إذا كان ناجحا من منطلق ديمقراطية التعليم".الغد