صحيفة العرّاب

متاجر تحف شرقية تبيع منتجات مستوردة على أساس أنها وطنية

تتخذ بعض متاجر التحف الشرقية طرقا ملتوية وتجاوزات عديدة ومخالفة للنظام الذي أقرته وزارة السياحة لأصحاب متاجر التحف الشرقية بحسب أصحاب محال وأدلاء سياحيين.

 وتتمثل تلك الأساليب في قيام بعض أصحاب المتاجر ببيع تحف شرقية مستوردة للزبون على أساس أنها منتج وطني   علما بأن وزارة السياحية تحدد في بنود أنظمتها أن لا تتجاوز نسبة المنتجات المستوردة في متجر التحف الشرقية 30 %.
 
مدير محل تحف شرقية في العاصمة أدهم عوض يقول أن هناك محال تبيع التحف الشرقية بأسلوب الغش والخداع مع السياح من خلال إيهامهم بأن تلك المنتجات صناعة يدوية وطنية والحقيقة أنها منتجات مستوردة.
 
وتتراوح عدد متاجر التحف الشرقية المرخصة بين 260 الى 280 محلا بحسب جمعية الحرفيين غير أنه يوجد نحو 500 متجر لبيع الحرف التقليدية في العديد من المناطق إذ أن العقبة يوجد فيها العديد من المتاجر غير المسجلة في جمعية أصحاب المتاجر لأنها تابعة لسلطة العقبة الاقتصادية.
 
ويشير دليل سياحي فضل عدم ذكر اسمه انه لدى مرافقته للمجموعات السياحية في متاجر التحف الشرقية يلاحظ استغلال العاملين في تلك المتاجر للسياح من خلال بيع المنتجات المستوردة بأسعار خيالية على أساس أنها منتج وطني.
 
ويقول صاحب محل لبيع التحف الشرقية صهيب بنات إن نسبة المنتجات الوطنية في محله تتجاوز 85 % لافتا إلى أن تلك المنتجات تتنوع بين منتجات تطريزية وقطع فضية و قطع مصنوعة من الفسيفساء.
 
ويشير بنات إلى أنه يستورد من مصر وسورية الموزايك والذي لا يصنع في تلك الدول بطريقة مثلى مع إبراز الملصق الذي يبين فيه أن ذلك المنتج مستورد.
 
ويؤكد أن المتاجر التي تبيع تحفا شرقية على أساس أنها منتج وطني تسيء إلى سمعة المتاجر الأخرى كما أنها تطبع لدى السائح انطباعا سيئا عن البلد التي زارها ما يجعله يقرر أن لا يكرر زيارته إلى الأردن مرة أخرى.
 
 ويتفق معه في ذلك محمد نبيل والذي يعمل في متجر للتحف الشرقية إذ أنه أشار إلى أن غش الزبون سواء كان أردنيا أو سائحا يسيء إلى سمعة المنتج الوطني كما أنه يؤثر سلبا على السياحة في المملكة.
 
 ويقول نبيل إن المنتجات التي تباع في المتجر كلها وطنية ومن صنع نساء من المجتمعات المحلية وتتراوح أسعارها بين دينار إلى 80 دينارا غير أن المحال التي تتواجد في المواقع الأثرية تبيع المنتجات ذاتها بأسعار أعلى.
 
 ويؤكد دليل سياحي فضل عدم ذكر اسمه انه لدى مرافقته للمجموعات السياحية في متاجر التحف الشرقية يلحظ استغلال أصحاب تلك المحال للسياح من خلال بيعهم المنتجات بأسعار "خيالية " وإقناعهم بأنها منتجات وطنية صنعت من أيدي محلية والواقع أن بعض تلك المنتجات مستوردة ورخيصة الثمن .
 
رئيس جمعية صناع الحرف التقليدية رائد البدري يؤكد ان نظام الحرف والصناعات التقليدية والذي صدر منذ العام 2002 في قانون وزارة السياحة ينص على بنود واضحة يجب توافرها في محال بيع الحرف التقليدية .
 
 وبحسب البدري فإن تلك الشروط تتمثل بضرورة عرض الصناعات التقليدية بشكل لائق وبجودة ملائمة والاهتمام بإحياء التراث الأردني إضافة إلى تحسين جودة المنتج الأردني وتطويره وفق أسس علمية مع الحفاظ على أصالته.
 
 كما حددت وزارة السياحية في بنودها أن لا تقل نسبة المنتجات الأردنية في متاجر الحرف التقليدية عن 70% من مجموع معروضات المتجر مع وضع ملصق معين على المنتج المستورد يبين فيه بلد المنشأ.
 
 ويضيف البدري أن البنود أشارت كذلك إلى أن صاحب المتجر يتعهد تعهدا خطيا للوزارة بعدم تكليفه لأي دليل سياحي لإحضار المجموعات السياحية إليه للشراء من محله مقابل عمولة يعطيها لهذا الدليل.
 
ويؤكد انه تم منذ نحو شهرين تشكيل لجنة مكونة من ممثلي الجهات المعنية بدعم من مشروع تطوير السياحة usaid طالبت خلالها تلك اللجنة بإيجاد إطار قانوني مهني يحمي المهن التقليدية من أية تجاوزات من خلال المطالبة بوقف تقليد المنتج الأردني وخاصة تقليد تصاميم المواقع السياحية والأثرية على المنتجات إضافة إلى توفير المناخ المناسب لتسويق المنتج الأردني للمتاجر وتفعيل التعميم الذي صدر منذ عام ونصف العام والذي ينص على أن يكون المنتج الحرفي الأردني التقليدي الهدية الرسمية للوفود الرسمية التي تأتي إلى الأردن.
 
 وتتألف اللجنة من ممثلين عن الجمعية وجمعية التجار وممثلين عن مؤسسة نهر الأردن ومؤسسة نور الحسين وممثل عن مؤسسة التدريب المهني وممثل عن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والرابطة الأردنية للفنون الشعبية
 
ويشير البدري إلى أن الجمعية تسعى بشكل جاد إلى ايجاد تشريعات لحماية المنتج الحرفي الأردني من التقليد.
 
 ويلفت إلى أهمية قطاع الحرف اليدوية والتي تساهم بنسبة 16% من مجموع الدخل السياحي، كما أنه يعتبر قطاعا مشغلا لآلاف الأيدي العاملة وخاصة من فئة الإناث وذوي الاحتياجات الخاصة.
 
وبلغ عدد العاملين في متاجر التحف الشرقية خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 762 شخصا مقارنة ب732 شخصا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة مقدارها 4%.
 
ودعا البدري إلى ضبط الجهات المعنية في وزارة السياحة وجمعية التجار التجاوزات التي تحدث في هذا القطاع إضافة الى ضرورة أن يحرص تجار الحرف التقليدية على تسويق المنتج الأردني وأن يتباهوا بذلك معتبرين أن تلك الحرف مثال رئيسي للهوية الأردنية.
 
بدوره يؤكد مدير المهن السياحية في وزارة السياحة محمد عويسات أن الوزارة بصدد تعديل نظامها الخاص بالتحف الشرقية لحماية المنتج الوطني من التزوير ومن أية تلاعبات لأصحاب المتاجر علما بأن النظام المعمول به حاليا يشترط على صاحب المتجر أن لا تقل نسبة الحرف اليدوية في المتجر عن 70% إضافة إلى أنه يتوجب على صاحب المتجر أن يضع ملصقا على المنتج المستورد يبين فيه أن ذلك المنتج مستورد.
 
ويشير عويسات إلى أن دائرة الرقابة في وزارة السياحة تقوم بجولات رقابية دورية على محال التحف الشرقية بالتعاون مع جمعية أصحاب المتاجر مشيرا إلى أن المتجر المخالف للقوانين والأنظمة تتخذ بحقه إجراءات مختلفة تصل الى حد اغلاق المتجر أو إلغائه.
 
 وطالب عويسات المواطنين والأدلاء السياحيين وأصحاب المحلات أن يتعاونوا مع وزارة السياحة لإعلامها بالمخالفات التي يقوم بها صاحب متجر التحف الشرقية لاتخاذ اجراءات صارمة بحق تلك المحال المخالفة.الغد