صحيفة العرّاب

فيتو سوري ضد الذهبي!!.

طبقًا لما أشارت إليه "إيلاف" قبل أكثر من أسبوع بأن العاصمة السورية لن تستقبل رئيس وزراء الأردن نادر الذهبي بسبب ما اعتبرته سوريا إساءات من الذهبي خلال زيارته للعراق، فقد أبلغت دمشق عمان أن زيارة الذهبي يومي 28 و29 من الشهر الحالي، وهو الموعد المحدد من قبل عمان قد ألغي بسبب مرض مفاجئ لرئيس وزراء سوريا محمد عطري، لكن مصادر تحدثت لـ"إيلاف" كاشفة عن أن مرض عطري الذي لم يعلن عنه في وسائل الإعلام السورية لا يستدعي إرجاء زيارة الذهبي للمرة الثانية، بل إن الأمر يتعلق بفيتو وضعته دمشق ضد الذهبي بإنتظار قرار تغييره طبقًا لإشارات قرأتها وفهمتها دمشق

 ففي ثاني حرج سياسي بالغ تتعرض له أركان الحكومة الأردنية من قبل الحكومة السورية أُعلن في العاصمة الأردنية عمان اليوم أن رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي أحيط علما من قبل نظيره السوري محمد عطري خلال إتصال هاتفي بأن زيارة الذهبي الى دمشق التي سبق وأن حددتها عمان في يومي 28 و29 من الشهر الحالي لترؤس إجتماعات اللجنة العليا الأردنية السورية المشتركة لن تتم في موعدها، إذ تم إرجاء الزيارة الى أجل غير مسمى، ووفقًا للرواية الأردنية فإن الذهبي هاتف عطري للإطمئنان على صحته بعد عارض صحي بسيط، فتم الإتفاق على إرجاء الزيارة.
 
لكن مصادر أردنية رفيعة كشفت لـ"إيلاف" أن دمشق إلتقطت العديد من الإشارات التي تعزز سيناريو رحيل وشيك لوزارة نادر الذهبي، وبالتالي فإنها متمسكة بالفيتو الذي تضعه الحكومة السورية ضد زيارته بسبب ما اعتبرته الأخيرة تصعيدًا وإصطفافًا ضدها أثناء وجوده في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علمًا أن لا مرض عطري ولا إتصال الذهبي ذكرا في وسائل الإعلام السورية ، مما يشير الى ضعف في الرواية الأردنية يؤكده عدم مبادرة عمان الى الحديث عن موعد جديد للزيارة تجنبًا لإحراجات إضافية في هذا الإطار.
 
وبحسب معلومات "إيلاف" فإن مسؤولين أردنيين رافقوا جلالة الملك عبدالله الثاني الى المملكة العربية السعودية أمس كشفوا لمسؤولين سوريين رافقوا الرئيس السوري بشار الأسد الى السعودية أيضًا أمس بأن عمان تتهيأ لتغييرات أساسية مهمة في المواقع العليا، وأن العاهل الأردني يبحث عن توقيت ملائم لإعلان تلك التغييرات، وهو ما قد يكون وراء تذرع دمشق بمرض عطري لإلغاء زيارة الذهبي، بإنتظار تسمية رئيس وزراء جديد للأردن تفتح معه دمشق صفحة بيضاء وجديدة بشأن بضعة ملفات لا تزال عالقة أهمها الملف الحدودي، وكذلك الملف المائي، خصوصًا أن دمشق استبقت إرجاء زيارة الذهبي بالإعلان عن أن ملف الحدود لن يجري طرحه على طاولة الإجتماعات الأردنية السورية العليا المشتركة، وهي الإشارة الأولى لوجود حركة سورية ما لخلق ذرائع مانعة للزيارة.
 
علمًا أن عبدالله الثاني والأسد قد أظهرا صداقة قوية وحميمية خلال زيارة الملك الأردني الأسبوع الماضي إلى دمشق، وسمع العاهل الأردني في دمشق عتبا سوريا ضد تصريحات الذهبي، بيد أن العاهل الأردني أفهم الأسد حقيقة تصريحات الذهبي، ورفض عمان المطلق الإصطفاف سياسيًا ضد أي طرف عربي ضد طرف عربي آخر، بل شرح له أن عمان مستعدة للقيام بدور بإتجاه إبرام مصالحة بين دمشق وبغداد.
 
وكانت أوساط سياسية وإعلامية أردنية قد تساءلت بعيد زيارة الذهبي لبغداد عن دواعي الزيارة في وقت تنهار فيه العلاقات العراقية السورية، وكذلك جرى التساؤل في عمان عن جدوى الزيارة الى بغداد التي كان ممكن تأجيلها وإنتقاء ظرف أفضل لها، على إعتبار أنه لا توجد أي مكاسب سياسية أو إقتصادية أو أمنية فورية للزيارة التي لم يرشح عنها أي فائدة حتى الآن، على الرغم من مرور نحو شهر عليها.