لا تزال وزارتا التربية والتعليم والصحة تواجهان سؤالا حول جدوى الإجراءات الوقائية في المدارس للحد من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير, بينما تتسارع وتيرة انتشار المرض بين الطلبة, وسط قلق متزايد من حدوث وفيات كما حصل في دول عربية مجاورة.
منذ أن أخذ مرض أنفلونزا الخنازير ينتشر في المدارس وبدأت الإصابات تظهر بين الطلبة, سارعت وزارتا الصحة والتربية والتعليم إلى الإعلان عن خطة وقائية شاملة للحيلولة دون وصول المرض إلى الطلبة, تمثلت في توزيع النشرات الإرشادية عن الفيروس وطرق الوقاية منه, إلى جانب بيان مخاطر المرض وأعراضه على جسم الإنسان.
ويقول أمين عام وزارة التربية والتعليم د. فواز جرادات ان الإدارات المدرسية قامت خلال عطلة العيد بحملة تعقيم واسعة شملت الساحات ومرافق الغرف الصفية للحد من انتشار أنفلونزا الخنازير, غير أن مساعد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية د.عادل البلبيسي يشترط في تصريح ل¯ العرب اليوم استمرار وزارة التربية والتعليم بحملة التعقيم التي شرعت بتنفيذها في المدارس حتى تحقق الهدف منها, مبينا أن فترة تعقيم الغرف الصفية يجب أن تكون كل 4 ساعات لمنع انتشار الفيروس والا فإنها ستكون غير مجدية فيما يؤكد د.جرادات أنه من الصعب الإستمرار بحملة التعقيم على جميع مدارس المملكة بسبب تكلفة الحملة التي تحتاج الى ميزانية خاصة
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد شرعت وزارة التربية والتعليم منذ عودة الطلبة الى مدارسهم الأسبوع الحالي بتوزيع مستحضرات خاصة للتعقيم مقدمة من شركات خاصة تسمى هاي جين, فيما قامت مدارس أهلية بإجبار الطلبة على شراء معقم هاي جين وكمامات واقية من مالهم الخاص وإحضار مناشف خاصة بهم أيضا, في خطوة إحترازية لمنع تفاقم المرض.
ورغم بساطة هذه الإجراءات ومحدودية جدواها أكد مدراء مدارس و أذنة ل¯ العرب اليوم أن وزارة التربية والتعليم لم تطلب منهم تعقيم أو تنظيف الغرف الصفية أو المغاسل أو خزانات الشرب خلال عطلة العيد, ما يثير التساؤل حول حقيقة هذه الإجراءات ومدى التزام الإدارات المدرسية في تنفيذها.
مع اتساع رقعة الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير في المدارس حيث وصل الى المحافظات القريبة من عمان مؤخرا, تتصاعد موجة من الجدل حول قدرة وزارة الصحة على السيطرة على المرض وتقويض أهدافه خاصة ان وزير التربية والتعليم يشترط لإغلاق المؤسسات التعليمية تسجيل 50 الف اصابة في صفوف طلبة.
وتتوقع وزارة الصحة انتقال المرض إلى الجامعات لكن هذه المرة بوتيرة أكبر بسبب الإختلاط الواسع بين طلبة الجامعات الى جانب تعدد القاعات الدراسية التي يذهب إليها الطلبة, مما يوجب إعادة النظر في الإجراءات الاحترازية التي تبنتها وزارة الصحة لمنع انتشار المرض.
وكان أمين عام وزارة التعليم العالي د. تركي عبيدات أكد أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة بين وزارتي التعليم العالي والصحة تحسبا لأي إصابات بين صفوف طلبة الجامعات مؤكدا أن قرار تعطيل أو إغلاق أي كلية يتم عبر هذه اللجنة التي تراعي عدد الإصابات والكليات التي تفشى فيها المرض, مبينا توزيع 30 ألف نشرة توعوية حول مرض أنفلونزا الخنازير في الجامعات.