المحامي .. عبد الوهاب المجالي
آكاد آجزم ان الخطاب الرسمي منذ عقود لا يخلو من كلمة تحديات ترد مبهمة الغاية منها تبرير إخفاقات، لم يبين ولم يحدد الخطاب ولو مرة واحدة ماهية تلك التحديات، داخلية آم خارجية، طارئة آم دائمة، من صنع آيدينا آم مفروضة علينا كقدر حال لا محالة، الطريق للخلاص منها..
بذات الوقت هناك مرادف لها صنوان يكادان لا يفترقان الحديث عن الإنجازات، يطالب الخطاب التصدي للأولى والحفاظ على الثانية دون بيان ماهية الآخطار والعقبات التي تتعرض لها آيضاً، وبنفس الوقت هناك تحالف رسمي علني وسرّي مع من يشكلون تحدي لنا وخطر على الإنجازات إن وجدت!!
الحديث عن التحديات والتأكيد عليها وبنفس الوقت التغني بالمنجزات بمناسبة ودون مناسبة والتناقض مع ما هو موجود على آرض الواقع كلام لا يستقيم، فما يبدو في الأفق نذير شؤم على الصعدين الداخلي والخارجي..
الواقع يقول ان هناك آخطار خارجية محدقة بنا تطال الوجود والهوية والدولة برمتها، رسمياً إنخراط في تحالفات سرية لا تحظى برضى او موافقة شعبية لا بل على العكس من ذلك تلقى معارضة تامة، وطالما ان المعني بالخطاب الشعب فكيف له ان يدافع عما هو غير مقتنع به؟؟!!
على الصعيد الداخلي هناك تدمير وتخريب من كافة النواحي، سكوت مطبق على الفساد، غياب للديموقراطية، وضع إقتصادي مهتريء على حافة الهاوية، طمس للهوية والثقافة والتراث، محو للعادات والتقاليد وإخلال بتركيبتها..
لا يمكن التصدي للآخطار ولا الحديث عن إنجازات في ظل حالة فصام او تنافر بين موقف شعبي رافض لمعظم السياسات ورسمي مصرّ على المضي بها الى ما شاء الله!!
الحفاظ على الدولة وحماية المنجزات البقاء والصمود والإستمرار يتطلب الإنسجام مع الداخل وصون كرامة المواطن، لا ان يفرض عليهم ما يرفضونه ..