اظهرت صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ان دولة رئيس الوزراء الافخم بدأ باستعمال سيارات هجينة من نوع تويوتا في موكبه الرسمي عوضا عن سيارات المرسيدس واللاند كروز ذات التكلفة العالية التي كان يستخدمها سابقا..
الرئيس على ما يبدو اراد من هذه الخطوة التاريخية التي تسجل له ان يبعث رسالة للرأي العام ان شد البطون ليس مختصرا على المواطنين بل عليه هو أيضا شخصيا..
بداية السيارات الجديدة هي منحة من اليابان، حيث بلغ تعدادها 100 سيارة تم توزيعها على عدد من الوزارات والدوائر الحكومية.. واستخدام الرئيس وهو اعلى مسؤول في الحكومة الاردنية لسيارات من المنحة اليابانية له ايضا ابعاد سياسية واقتصادية على الاردن.. فبعد ان كانت المنح مخصصة فقط للطبقات الفقيرة هاهي اليوم قد وصلت لعلية القوم، وهذا مؤشر واضح، ودليل لا يحتمل الشك على تحسن اقتصاد الاردن وتعافيه وزيادة الاحتياط الاجنبي، فمن يصدق انه حتى سيارة رئيس الوزراء في الاردن باتت هي الاخرى من المنح، فالف الف مبروك وهنيئا لكم هذا الانجاز التاريخي العظيم وعقبال "جرابات" الرئيس من ان تأتي منحة من الصين!!
ثم ان هذه الخطوة التاريخية يجب أن تتبعها خطوات اخرى .. فإذا كان دولة رئيس الوزراء الافخم وهو الذي "مفحج" على اعلى السلم الوظيفي في السلطة التنفيذية يركب سيارة "تويوتا".. فعلى أصحاب المعالي ان يحترموا فورا التسلسل الاداري في الدولة الاردنية، وان يركبوا "كيا".. اما الامناء العامون فيجب عليهم ان يركبوا "هونداي" موديل 1997.. اما المدراء العامون فيجب ان يذهبوا الى اماكن عملهم بـ "البسكليتات".. اما باقي المسؤولين فيجب ان يذهبوا الى عملهم "قزدرة".. وذلك احتراما لقرار رئيس الوزراء التاريخي. فمن غير المعقول ان يركب رئيس الوزراء " تويوتا" وسريلانكيات وفلبينيات اصحاب المعالي والعطوفة يركبن "مرسيدس" حكومية.. هذا ان كان قرار رئيس الوزراء يهدف فعلا الى ضبط النفقات وليس الى ضبط عدسات الكاميرات!!
القرار التاريخي المفاجئ للاسف جاء بعد اقرار الموازنة العامة للدولة، وعلى وزير المالية ان يعقد مؤتمرا صحافيا عاجلا يعلن فيه مراجعته لبنود الموازنة وارقام الدين والعجز والايرادات والنفقات الجارية، وذلك بعد اتخاذ هذا القرار التاريخي ولا اعلم ان كنّا بحاجة من الان للاستمرار في الاستفادة من المنحة الخليجية او تلقي المعونات والمساعادت الخارجية بعد الوفر الذي سيحققه هذا القرار المصيري.. فبحسبة بسيطة نجد الاردن بات قريبا من سداد ديونه كافة:
الرئيس يستخدم 3 سيارات.. لو وفرنا بكل سيارة فقط 20 دينارا بنزين في اليوم نجد ان مقدار الوفر اليومي 60 دينارا اما في الشهر فهي تساوي: 60X 30 = 1800 دينار .. في السنة : x 12 = 21600 1800دينار ..
لسداد الدين العام: 21600 دينار X 1000 سنة = 21600000 مليار دينار قيمة الدين العام مع الفوائد حتى ذلك التاريخ..
أي انه بفضل خطوة الرئيس التاريخية بعد الف سنة مما تعدون وتحديدا في عام 3014 سيكون الاردن قد سدد اخر فلس من الديون التي عليه وذلك بفضل سيارة الرئيس الهايبرد..
خطوة الرئيس تشبه الذي يأكل خروفا محشيا مع المتبلات ومن بعد ذلك يطلب سفن دايت..
ففي بلد بلغت مديونيتها 27 مليار دولار بما نسبته 80 % من الناتج المحلي الاجمالي.. وعجز في موازنتها بلغ مليارا ونصف مليار دولار تقريبا..
أي شخص يعتقد ان المشكلة الاقتصادية ستحل بركوب دولة الرئيس سيارة تويوتا هجينة..
يبقى هو الهجين مش السيارة اللي وقع بسلة تين!!
صالح عبدالكريم عربيات