صحيفة العرّاب

غضب سعودي اماراتي من الاردن.. و جودة يفقد السيطرة

  كشفت مصادر متطابقة، ان حلفاء الاردن الخليجيين ابدوا استيائهم من موقف الحكومة الاردنية إزاء الخلاف الخليجي الاخير، بعد سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين من الدوحة.

وكانت الحكومة قد اصدرت بيانا حول الازمة، اكدت فيه وقوف الاردن على مسافة واحدة من اطراف الازمة، وهو ما اثار حفيظة حلفاء الاردن التقليدين، حيث رفضت كل من السعودية والامارات وضع علاقتهما مع الاردن في كفة مساوية للعلاقات الاردنية القطرية.

وهمست المصادر قائلة ان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، حاول تدارك ما اعتبره حلفاء الاردن بالخطأ، مستعينا بوصف وزير خارجية بالانابة ضمن الوفد الرسمي المشارك في قمة الكويت ، حيث كلف وزير الصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني بمهام وزير الخارجية ناصر جودة الذي رافق بدوره الملك عبدالله الثاني للمشاركة في القمة الدولية للأمن النووي للعام عشية انعقاد القمة العربية، قبل ان ينضم جلالته وجودة الى الوفد الرسمي الى الكويت.

واشارت المصادر الى أن النسور 'رمى عصفورين بحجر واحد' باستعانته بالحلواني، فمن جهة حمل عدم اصطحاب جودة ضمن الوفد الحكومي الى القمة رسالة الى الحلفاء الخليجيين بان الحكومة براء من الموقف الذي عبر عنه البيان الرسمي، مستبدلا ما جاء في البيان بتصريحات 'معتدلة' اطلقها من الكويت، اشار فيها الى ان الاردن ليس طرفا في الخلافات العربية.

ومن جهة اخرى جاء اختيار وزير الصناعة ، بدلا من وزير الداخلية كما جرت العادة لينوب عن جودة، ليكشف حقيقة الصراعات داخل الحكومة رغم المحاولات المتكررة لاخفائها، وفي سياق ذي صلة ، وكما يبدو فان الرئيس النسور عمد على ابعاد وزير الدولة لشؤون الاعلام د.محمد المومني عن الصراع الحكومي ، بعدم تكليفه بمهام وزير الخارجية.

وقرأت المصادر بادخال مفهوم وزير خارجية بالوكالة الى القاموس الحكومي ، يمهد الى خروج ناصر جودة من السيطرة التامة على مفاصل وزارة الخارجية، وهو ما برز في غياب جودة عن ترتيبات الزيارة التي يقوم بها امير دولة قطر الشيخ تميم الى عمان في اول زيارة له منذ توليه الحكم، للطلب من عمان لعب دور الوسيط، بحسب مراقبين ، بعد الانباء التي تحدثت عن فشل المبادرة الكويتية، وعدم رغبة الولايات المتحدة التدخل بصورة مباشرة في رأب الصدع بين الاشقاء الخليجيين.