صحيفة العرّاب

دون الاستعانة بصديق أو حذف إجابتين ... تذكرة سفر لمَنْ يعرف اسم وزيرة النقل !!!

 جمال حداد 

إن لم يُترجم الانتماء فعليا على ارض الواقع ولم يلمسه المواطن انجازاً ملموساً ينعكس عليه،فهو مجرد انتماء استعراضي وصوري ومزايدة وطنية لا تسمن و لا تغني من جوع .

العرب قالت : الحق ما شهدت به الأعداء،ولكننا في هذا السياق الوطني نشهد كأصدقاء لا أعداء،ومخلصين لا مزيفيين،و غيورين لا أدعياء لا نبغي سوى الحقيقة ومصلحة الوطن التي هي مصلحة الناس كافة.

الحقيقة تقول أن وزارة النقل في الدول المتقدمة من أهم الوزارات،لان النقل بكافة أشكاله عصب الحياة العصرية،حيث ترتبط بها أعمال ومصالح كل افراد الشعب.لذلك عمدت الدول الراقية،والتي تحترم مواطنيها على تحديث الحافلات وضبط برامجها،حتى انك تضبط ساعة يدك على انطلاقة الحافلة او موعد وصولها لان المواصلات لها ارتباط وثيق بالإنتاج،واحترام الوقت من أهم عوامل زيادة الإنتاج وتقدم الأمم لان الوقت هو الحياة . 

في الأردن بدل أن تكون وزارة النقل أداة حل لمشكلات الناس في حلهم و ترحالهم،وتسهر على التخفيف من معاناتهم للحاق بوظائفهم ومصانعهم ومعسكراتهم.لكن الوزارة والوزيرة أدارتا ظهرهما للجميع وكأن نقل الناس إلى مواقع أعمالهم لا يعنيهما،على طريقة "كل واحد يدبر رأسه". بسياسة اللامبالاة هذه والتطنيش خلقت أزمات متعددة،وطوابير طويلة ومشاجرات على أبواب الجامعات و ملاسنات بين الركاب.فلا برامج لها ولا خطط مستقبلية تعتمدها،حتى أصبحت الأردن هي الأسوأ في المنطقة بمنظومة النقل. 

في ساعات الصباح الأولى بدل أن تسمع الموسيقى الناعمة،تجد الآلاف هنا وهناك في طوابير ملتوية كالثعابين المرقطة والجميع يتدافع على الحافلة ليفوز بمقعد،حتى قيل من اجل الوصول الى باب الحافلة عليك الحصول على دورة مدافشة ومناطحة في المجمعات،وهذا ما يعكر المزاج العام،ويخلق التوتر ويرفع الضغط ويزيد نسبة الادرينالين في الدم الامر الذي يؤدي ربما الى جلطة لا سمح الله.من ناحية اخرى فان المواقف تخلو من المظلات فعليك الوقوف في البرد القارس او الحر الحارق اكثر من ساعة حتى "يُشرف عطوفة الباص". 

الازمات تبدأ صباحاً مع صياح الديك،وتنفجر مساءً ساعة انتهاء الدوام،حينها ترى جيوش الموظفين وقد اندفعت من الشركات الخاصة وطلبة الجامعات والعمال والعسكريين ورجال الشرطة باتجاه الحافلة اليتيمة،وكأنها تسعى الى رجم ابليس الرجيم في يوم الحشر مع ان اعداد الباصات محدودة وخاصة في ايام الرحلات المدرسية،و اوقات العمرة ومواقيت الحج.في ظل هذه البلبلة ترى ديكتاتورية السائق تتجلى و كانه الحاكم بامره والكنترول يقلب بوزه في وجه خلق الله كالامبراطور ناهيك عن تفوهه بكلمات بذيئة غير مكثرت بشيخ كبير ولا امراة محتشمة او طالبة تتأبط كتبها.اللافت في هذه الفوضى العارمة ان كثيراً من الطالبات والنسوة لا يستطعن الاقتراب من هذا المد البشري،وينتظرن رحمة الله لانقاذهن من ورطة الانتظار. 

وزارة النقل وزارة ميتة،قياسا بالوزارت الاخرى العاملة كوزارة المياه مثلا،حيث ابلى الوزير حازم الناصر بلاءً حسنا في تطهير الوزارة،وقطع دابر لصوص الماء،وجرجر كبار الحرامية للقضاء،وقضى على كل الاختراقات و الاختلالات والسرقات حتى اصبح مضرب المثل في عطائه وتطوير وزارته،فيما وزارة النقل تراجعت كثيراً عما كانت عليه ايام المهندس المبدع علاء البطاينة والنشيط مهند القضاة،وغاب حضورها حتى انطفأت،وبالكاد يعرف احد اسمها حتى لو استعان بصديق خبير في علم الاسماء ،و كأنها غامضة تعمل في دائرة استخبارية وليس في وزارة خدمية. 

وزارة النقل تمر بحالة موت سريري،لكنها تعيش بحالة احتراق وظيفي و انهاك عملي،وتراجع تنموي .اللافت ان دوائر صغيرة كمؤسسة الغذاء والدواء ومؤسسة المواصفات والمقاييس اكثر حركة وتواصلاً مع الناس،وانجح عطاءً من وزارة ضخمة وعريقة كالنقل تقودها وزيرة براتب ضخم وكادر كبير اكلافه عالية و للاسف غير مُفعّل.لذلك فان الشعب الاردني كافة يأمل اطلاق رصاصة الرحمة على الوزارة مثل خيل الانجليز المعطوبة حيث يتخلصون منها لانها لم تعد تصلح لشيء،تماماً كدائرة التموين او تجميدها كوزارة التنمية السياسية،وجعلها وزارة لجوائز الترضية. 

نطالب الرئيس عبدالله النسور ان يجول بسيارته صباحاً او مساءً،ليرى حال الحافلات وحالة مجمعات السفريات،وبؤس الركاب،ليرى بام عينه ازمة النقل وقصور الوزارة،لدرجة اننا تفوقنا على الشقيقة مصر ام الازمات في هذه الازمة تحديداً، مع الفارق ان عدد سكان القاهرة وحدها ضعف عدد سكان المملكة......

بالمناسبة ما هو اسم معالي وزيرة النقل؟!. من يعرف له تذكرة ذهاب و اياب من العبدلي الى وسط البلد رغم الاكتظاظ .