صحيفة العرّاب

شعوب إستمرأت الركوع والسجود..!!

 المحامي عبد الوهاب المجالي

النظام العربي التقليدي يكرر مقولة عدم آهلية الشعوب العربية لممارسة الديموقراطية والتعايش معها، واننا بحاجة الى عقود لنهضمها او ندرك ماهيتها، وللسلامة علينا ان نأخذها بالقطارة لا ان نتجرعها مرّة واحدة كي لا نصاب بالحمىَ!!

كغيري كنت اعتقد زيف تلك المقولة واننا بلغنا سن الرشد الديموقراطي، لدينا آحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وزعامات يقال عنها وطنية وكل متطلبات الإنتقال والتغيير للخروج من كنف أبوة الأنظمة، لكن على ما يبدو انها محقة، الواقع آثبت صحة مقولتها!!

مع بداية الربيع العربي إستبشرنا خيراً إعتقاداً منّا ان قطار الديموقراطية إنطلق وسيطوف الدول الواحدة تلو الأخرى وسيتغير وجه العالم العربي، سيندحر الفساد، ستطلق الحريات، يعم الرخاء، سنلحق بشعوب العالم الثالث عشر، لكن الواقع صدمنا ولم تكن تلك إلا آضغاث آحلام بعيدة المنال!!

العلاقة بين الشعوب العربية وبين الدكتاتورية كعلاقة السمك بالماء إن خرج منه فمصيره حتماً الموت والهلاك، هذا ما حصل بعد سقوط بعض الآنظمة عمت الفوضى، شاع القتل والخراب والدمار، القوي يأكل الضعيف، كل فرد يبحث له عن موقع على حساب المصالح الكلية، وبعد آقل من عام سرّعان ما تم تمهيد الطريق للعودة الى المربع الآول والترحم على الآنطمة الساقطة!!

العلة والعيب ليست بالآنظمة فقط بل بالشعوب التي آصبحت العبودية والخنوع جزء من ثقافتها، لا يمكنها العيش دون جلاد بيده سوط تحت مسمى قائد، مخلص، ملهم يلتهم كرامتها وكل ثرواتها، يُذيقها الآمرين، تسجد وتركع له، تهتف بإسمه صباح مساء!!