المحامي عبد الوهاب المجالي
عقد النكاح بين النظامين في سوريا والأردن تم فسخهِ كونه شرعي آساساً وغير رضائي بالبلدي "مكافاة شرّ"، فإستمراريته محكوم عليها بالفشل منذ إبرامه للشك والريبة بين طرفيه، توجهات ومواقف وتحالفات متناقضة، لكن للآسف كل ذلك على حساب الوطن والدم العربي، آرضنا ساحة حرب ودمنا مهدور مسفوح..
النظام السوري لا يخفي كرهه للنظام الأردني والآسباب كثيرة حيث ان النظام السوري يتصرف من مبدأ الوصاية على دول المنطقة خاصة بعد أفول العراق، مصدقاً دوره المحوري ويريد وضع دول بلاد الشام تحت الإبط ويبسط نفوذه عليها كما فعل بـِ لبنان آواسط السبعينيات والهيمنة على القيادات الفلسطينية وإحتوائها..
من ناحية ثانية موقف النظام الأردني لا يخفى على احد بغض النظر عما يقال، مصطف الى جانب دول الخليج تحت القيادة الغربية لإسقاط نظام الآسد وهناك دلالات كثيرة توحي بذلك، منها إتهام الأردن من قبل النظام الآسدي السماح بإدخال السلاح ومقاتلين عبر الحدود الى سوريا، وإجراء مناورات ووجود قوات غربية تم تبريره لتأمين الآسلحة الكيماوية في حال سقوط مفاجىء للنظام..
تصريحات السفير السوري بهجت سلمان غير المرغوب ببقائه كان فيها شيء من الإستعلاء من منطلق الوصاية او مقولة الآخ الآكبر، لم تكن السبب ولكنها الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ولم يعد بالإمكان ترديد مقولة الوقوف على الحياد مما يجري في سوريا، النظام السوري منهك يتم إستنزاف قوته وحليفه حزب اللآت، فقد السيطرة على معظم الآراضي وعم الدمار والخراب آرجاء الوطن بالكامل، ناهيك عن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق المواطنيين من قبل النظام والجماعات الآصولية المتطرفة، وحان الوقت إظهار النوايا الحقيقية..
تمدد النظام السوري شرقاً بإتجاه إيران كان الغاية منه إضعاف وإسقاط نظام صدام، تماهى مع عدو اليوم إبان الغزو خوفاً وتعامل معه إستخبارياً، شارك "حماة الديار" بالعدوان الثلاثيني على العراق، وحمى الجبهة مع إسرائيل اكثر من آربعة عقود وحافظ على هدوئها رغم كل الصفعات وبعد ان خسر في حرب تشرين آكثر من سبعمائة آلية مدرعة، مردداً مقولته المعروفة الإحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان وان سوريا لن تجرّ الى مكان لا ترغب به وطوال اكثر من اربعة عقود لم يحن الوقت المناسب لغاية الآن!
الرهان على الموقف الروسي الصيني الى ما لا نهاية آمر غير ممكن، فمواقف تلك الدول لا تستند الى مبدأ بقدر ما هو مناكفة للغرب للحفاظ على مصالح وتحقيقها، وفي هذه المرحلة كلاهما الغرب والشرق يعملان على خدمة الآهداف المصالح يصبون الزيت على النار المستعرة الى ان تأتي على الدولة بالكامل، عندها ستتضح المواقف ويتم تقاسم الكعكة وينقلب السحر على الساحر..
تأكيد لما تقدم بإطالة آمد الآزمة، قبل آيام أفتتح ناصر جودة بمباركة أممية مخيم دائم في الآزرق بدون خيام "آبنية جاهزة" والممول لا يخفي مواقفه، هذا الآمر يعطي دلالة واضحة على ان الآزمة ستطول الى ان ينتهي المخطط بالإتيان على كل مقومات الدولة سياسياً وإقتصادياً وتفتيتها إجتماعياً وجغرافياً كما حدث في العراق..