صحيفة العرّاب

صناعة التاريخ..!!!!

المحامي عبد الوهاب المجالي 

 كوننا نعيش وضعاً مزريا إختلطت فيه المفاهيم، ولِبعدنا عن كل مسميات الحضارة، ولإنبهارنا لما وصلت اليه أمم الآرض التي لم نجد لنا مكان فيها إلا بتسويق مصطلحات لا معنى لها، منها صناعة ما لا يصنع على سبيل المثال لا الحصر "صناعة التاريخ..!!

إنها لحالة من الجنون هل يمكن للإنسان عيش ماضيه في حياته، ومن أين لنا الآدوات التي تساعدنا على تلك الصناعة، وآين هي الآسواق التي ستأخذ عنّا تلك البضاعة الكاسدة..؟؟!!

هل نحن آهل هممّ نسعى لريادة القمم قادرين ان نضع بصمة في التاريخ، لدينا آهداف نسعى لتحقيقها لنضيف كنزاً للمخزون البشري والإنساني، هل لدينا علم ودراية بالتاريخ، آم نجتره بكل ما فيه سلبياته وإيجابياته..؟؟!!

هل ما يحدث في البلاد العربية اليوم يسهم في صناعة تاريخ آم يرد الأمة الى قاعه الى الحياة البدائية التي يغيّب فيها العقل وترجح القوة على العدل والمنطق والحق والقيم والمبادىء..؟؟!!ه

هل نعي التفريق بين مجريات التاريخ الحتمية الجبرية التي لا دور للآفراد فيها، وصيرورته التي تأتي على يد من يمتلكون سمات قادرة على رسمه سلبا وإيجابا بعيداً عن تلك الأسباب والظروف، هل الآرضية والأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية السائدة قادرة على إحداث تغيير ما..؟؟!!

إن كُنا نمتلك إجابات على تلك الأسئلة وبيننا عِظام قادرين على رسم التاريخ بوضع بصمة فيه كما يقول هيجل "إن الرجل العظيم في العصر هو الذي يستطيع أن يعبر عن إرادة عصره في كلمات ويخبر عصره ما هي إرادته وينيرها، ما يفعله هو قلب وروح عصره، إنه يحقق عصره" عندها سنتمكن من ترك بصمة في التاريخ..!!

هل يمكن قبول او تصديق مثل هذا الكلام إلا من قبل من فقد عقله او أصيب بحالة من الإهتزاز الفكري وعدم الرجحان العقلي، أي تاريخ سنتحدث عنه، واين هي المبادىء والقيمّ التي آرّسيناها ونجد بها آنفسنا، والآحداث التي صنعناها على كافة الصُعد آتت نتاجاً تأخذنا للقمم..؟؟!