صحيفة العرّاب

آلاف في سويمة: احتلال فلسطين سيزول مهما طال الأمد

  أكد المشاركون في مسيرة القدس العالمية الرابعة أن القضية الفلسطينية عالمية وأن إرادة الشعوب هي أقوى من قوى البطش والعدوان، مشددين على ان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين سيزول مهما طال الأمد.

وأضاف المشاركون الذين أحرقوا العلم الإسرائيلي خلال المهرجان الذي نظمته الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات في منطقة سويمة عقب صلاة الجمعة بمشاركة أكثر من 7 آلاف مشارك يمثلون جميع أطياف الشعب الأردني أنهم أتوا الى هذا المكان ليؤكدوا على أن للقدس والمقدسات حقا على كل عربي ومسلم في الدفاع عنها وأن أي مساس بها يعتبر إهانة لمشاعرهم سيؤجج من الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال سالم الفلاحات خلال خطبة صلاة الجمعة بالمشاركين "إننا وجدنا هنا في الأردن في قلب الأمة والمسجد الأقصى في قلب القرآن، وهو أقرب في قلوب المسلمين، حيث حملهم على المشى آلاف الكيلومترات مارين من هنا لنجدته وتحريره"، داعيا الشباب الى تجديد البيعة جيلا بعد جيل مرددين صدى التكبير في أرجاء الأرض لنصرة الأقصى وتحرير مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن الأرض المقدسة التي كانت في عهدة موسى عليه السلام ومن ثم في عهدة عيسى عليه السلام هي الأن في عهدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده، مبينا أن الأجداد المسلمين تغلبوا على من هم أكبر من اليهود الصهاينة المغتصبين، جاؤوها متحملين العطش والجوع حاملين في قلوبهم التصميم والعزم على تحرير الأرض المقدسة.
وبين الفلاحات أن الطريق الى القدس ليس المرسوم على الأرض ولكن الطريق الى القدس من هنا حيث "نصلي كما صلى رسول الله واتباع أوامر الله وسنة رسوله"، موضحا أن "أسرانا في سجون الاحتلال مضى على إضرابهم عن الطعام أكثر من 44 يوما"، عدا عن آلاف الأحرار في سجون الصهاينة وسجون الدول العربية التي تخاف من أن تتحول تمتماتهم بالتوجه الى القدس الى فعل على الأرض.
وأكد الفلاحات "لدينا من الضوابط الذاتية ما يمنعنا من التقدم خطوة واحدة نحو الحدود مقرين بالذل والكبت"، موضحا "لكن هذه الشعوب ستنفجر يوما لتقوم برحلة التحرير الى بيت المقدس بعد أن نؤمن لأنفسنا الحياة الكريمة وأن نعتمد على أنفسنا فنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع".
وقال الدكتور عبداللطيف عربيات إن القضية الفلسطينية مرت بمرحلة النكبة ومن ثم النكسة والآن هي في مرحلة التطبيع، مؤكدا أن هناك مؤامرة كبرى تحاك لإسدال الستارة على القضية الفلسطينية وإنهاء أي شيء اسمه فلسطين.
وأضاف عربيات "أننا ومن هنا ننادي أحرار العالم والمسلمين والعرب من أجل القدس ومن أجل إقامة إحقاق الحق وإقامة العدل، مضيفا أن ما تبقى من فلسطين في خطر داهم والمقدسات والأمة في خطر، والمؤامرة التي يحيكها الغرب بقيادة أميركا لصالح الكيان الصهيوني تحتاج الى مجابهة.
وقال رئيس الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن الأقصى والمقدسات المهندس عبدالله عبيدات "إننا من هذا المكان نؤكد أننا الأردنيين ضد ما يجري بحق المقدسات وبحق فلسطين، وأننا سنبقى المرابطين على حدودها والمركز لتحرير أرضها"، مستغربا قرار الحكومة بمنع الدكتور محمد بن الحسن الددو الشنقيطي من دخول الأردن والذي كان مقررا أن يكون خطيبا للجمعة.
وأضاف عبيدات "أننا جئنا هنا لكي نلفت أنظار العالم لما تتعرض له المدينة والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية من محاولات لتهويدها ورفضا للاعتداءات العنصرية بحقها"، لافتا الى "أننا مع كل شعوب العالم نحذر من أن تهويد القدس وتقسيمها سيقود الى حرب دينية تشعل كل المنطقة".
وأوضح أن هذه المسيرة تزامنت مع مسيرات مماثلة انطلقت وستنطلق خلال اليومين المقبلين في الضفة الغربية والأراضي المحتلة العام 1948 والجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومسيرات أخرى في ثمانين دولة.
وأكد النائب السابق الدكتور عودة قواس أنه "لا توجد سلطة في العالم أو في عالمنا المسيحي أو الإسلامي أو العربي لها الحق في أن تخرج القدس عن هويتها العربية"، مبينا "أننا مسلمون ومسيحيون نعيش معركة نضال مشترك ضد العدوان الصهيوني على القدس ومقدساتها وفلسطين وأهلها، نحتاج الى أن نقوي جبهتنا ونعتصم لنكون صفا واحدا في الدفاع عن حقوق أمتنا وأوطاننا".
من جانبه، أكد رئيس رابطة شباب من أجل القدس المهندس عامر الطباخي أن الشباب هم مقياس تقدم الأمم ورقيها ونحن كشباب "لا نرضى إلا أن نكون مصدر نهوض للأمة ومصدر عز لمقدساتنا وبلادنا"، مضيفا أن هؤلاء الشباب الذين يدافعون عن عقيدة سيكسرون القيد وسيحررون الأرض والمقدسات، "ونحن على يقين بأننا جيل التحرير لا محالة وأننا سندخل القدس فاتحين إن شاء الله".
ودعا الطباخي الحكام العرب الذين راهنوا على أجيال ستنسى أرضها ومقدساتها وأن الربيع العربي قد انتهى أن يعيدوا حساباتهم، قائلا "لقد خسرتم الرهان فربيع الشباب لم ينته ومستمر في كل فصول السنة وثمارهم تحصد في كل هذه الفصول ونحن على استعداد لاستعادة أرضنا وثروتنا وحقوقنا".
وأشارت الدكتورة عيدة المطلق الى أن الجماهير العربية التي استطاعت أن تنتصر على معادلة الخنوع والارتهان، وأن تطيح بأنظمة عريقة في التسلط والتآمر على القضية الفلسطينية مطالبة بأن لا تغرق في مستنقع تفاصيل الأحداث الداخلية، مشددة على أن هذه الجماهير مطالبة باستحضار القدس والأقصى كهم يومي في حياتهم تماما كالخبز والماء، حتى لا تغيب فلسطين والمقدسات في غياهب التيه والضياع.
وأضافت المطلق أن "علينا أن نرفض الصمت المطبق الذي تمارسه الأنظمة العربية حيال المخططات الصهيونية الإجرامية، داعية قوى المقاومة الفلسطينية الى إيجاد معادلة جديدة للردع تجبر العدو على أن يحسب لها ألف حساب بأن أي اعتداء على القدس سوف يرتد عليها بضربات موجعة.