صحيفة العرّاب

الدبلوماسية الناعمة او الآمن ناعم، ليس السبب بإنحسار الربيع العربي..!!

المحامي عبد الوهاب المجالي

 في المقابلة الشهيرة الذي آجراها جـيفري غولدبـيرغ مراسل مـجلة ذا أتلانـتك مع الملك عبدالله الثاني قال جيفيري "الملك مصرّ على أنه قد تعامل مع هذه المظاهرات بدبلوماسية ناعمة، فهو يقول بأن الملكة رانيا هي من إقترحت عليه بأن يـأخذ خطا ناعما مع المتظاهرين.

ويضيف "قلت لهم أن لا يحملوا أسلحتهم ، وكنت أنسق مع كافة القادة الأمنين حول كيفية التعامل مع المظاهرات وقالت رانيا "هل تعلم ماذا يجب ان تفعل؟

إن عليك أن توزع عليهم الماء والعصير ولكل المتظاهرين.. واجعل رجال الشرطة يوزعون ذلك عليهم " تلك كانت فكرة جيدة وإتصلت بهم وقلت "إن فكرة رانيا هي أن نعمل هكذا " وفعلا قامت قوات الأمن بعمل ذلك وتلك كانت نكهة مظاهراتنا".

لو نظرنا الى الفكرة من حيث المبدأ غير مقبولة ففي آعرق الديموقراطيات لم يحدث مثل هكذا آمر، ولو طلب مني ذلك لقدمت حل آفضل لتطبيقها، يبقى رجال الآمن يقومون بواجبهم وليستدعى من يمتنهون تلك المهنة لتنفيذها بإسم الحكومة ليس الآمن العام..

القيام بمثل هكذا عمل في مجتمع شرقي مرده سلبي آكثر من إيجابياته، ببساطة عدم لياقته ويجعل رجال الآمن بزيهم العسكري مدعاة للتندر والسُخرية والتطاول عليهم والنيل من هيبتهم، واجب رجل الآمن الآساس تطبيق القوانيين وحفظ الآمن، ليس الحرص نقاهة المتظاهرين!!

من ناحية ثانية وفي نفس المقابلة قال جيفري "آمران يهمان الولايات إستقرار الأردن وكون صحة الملك جيدة، والملك عبدالله شريك رئيسي في الحرب على الإرهاب الإسلامي، وهو حاكم لواحد من الدول القليلة الداعمة للغرب ــ سواء كانت مستقرة أم غير مستقرة ــ في منطقة مضطربة".

وآضاف ان السيناتور جون ماكين، وهو واحد من أقوى حلفاء الملك في الكونغرس قال له: "إن الملك ووالده قد قاما بأمور ضخمة لأجلنا، إن الدول الأخرى قد ساعدتنا ولكن ليس كما فعل الملك الأردني، وبالنسبة للإسرائيلين ودول الخليج العربي، فإن عبدالله هو حائط ضروري ايضا".

إذا كان الملك عبدالله قادرا على أن يدبر أموره ، فإن هناك أمل لأنظمة الخليج العربي ، "يجب أن نقول لإدارة الرئيس أوباما والغرب بأنكم إن لم تدعموا عبدالله لإنكم تقللون من أهمية المعتدلين في المنطقة فسوف تخلقون منطقة من المتطرفين"، هكذا قال لي مسؤول خليجي.

 

فوز الإخوان المسلمين في الإنتخابات في تونس ومصر، وعدم الإستقرار في ليبيا، والوضع المضطرب في اليمن، ودخول داعش على الخط في سوريا والعراق آربك المشهد برمته، ناهيكم عن قلة خبرة الإخوان في الحكم وعدم قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور، والخطأ الفادح الذي وقعوا فيه إحتكار السلطة من آلفها الى يائها وإقصاء الليبراليين..

وعليه لا يمكن قبول او إختزال فكرة نظرية الآمن الناعم كسبب لتجنيب الأردن مخاطر الربيع العربي، السبب آبعد من ذلك بكثير، مال خليجي، دعم غربي، تحالف خليجي عربي بقيادة سعودية التي لا تخفي كرهها للإخوان..