صحيفة العرّاب

"الأونروا": لا توجه لتدريس الهولوكست في مدارس الوكالة بالأردن

أكدت وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأنه "لا توجه لديها لتدريس المحرقة النازية "الهولوكست" في مدارسها بالأردن التي تتبع فيها المناهج المعتمدة وزارة التربية والتعليم".

وقال المتحدث الرسمي باسم الأونروا في القدس المحتلة سامي شعشع إن "البحث المتعلق بتدريس المحرقة النازية "الهولوكست" يتم فقط في المدارس التابعة للوكالة في قطاع غزة ولا يشمل الأقاليم الأخرى كإقليم الأردن، حيث تتبع الأونروا فيها منهاج الحكومة".
 
وأضاف شعشع لـ"الغد" أن "القضية قيد البحث، تتعلق ببرنامج تدريس حقوق الانسان في قطاع غزة، من دون أن يرتبط فقط فيما اذا كانت الوكالة تنوي تدريس المحرقة النازية من عدمه".
 
وأشار إلى "التوجه بادخال هذا الموضوع ضمن السياق الواسع والبالغ الأهمية والمتعلق بتوصيل مبادئ حقوق الانسان وتطبيقاتها وأهميتها في حياة المجتمعات والأفراد".
 
واعتبر أن "حصر القضية بموضوع المحرقة يشكل حرفاً للأنظار عن عمل تربوي مهم يشرف عليه مجموعة كبيرة من طواقم الاونروا التربوية والمتخصصة"، لافتاً إلى أن "منهاج حقوق الانسان في مدارس الاونروا في غزة ما يزال في طور التحضير ولم يتم الانتهاء من العمل به ولم يوظف ضمن منهاج مدارس الاونروا في قطاع غزة حتى اللحظة". 
 
وأوضح بأن المنهاج "سيخضع قبل تبنيه رسميا إلى مناقشات أشخاص من أصحاب العلاقة خارج أطر الاونروا".
 
وأوضح بأن "المنهاج يرتكز على مبادئ الأعلان العالمي لحقوق الانسان، أي الحق في الحياة والحرية والعدالة (...)، وهي مبادئ عالمية تصلح لكل مكان وزمان".
 
وقال إن "التوجه العام في حال اعتماد هذه المادة للطلاب في مدارس الأونروا في قطاع غزة، يقضي بالاستعانة بحوادث وأحداث تاريخية امتحنت أو خالفت هذه المبادئ، حيث ستتم الاشارة في هذا الاطار الى البشائع التي ارتكبت في رواندي والتعريف بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا في حينه، والنكبة الفلسطينية والمحرقة ضمن سياق تربوي يشمل أمثلة أخرى للتعريف بحقوق الانسان وتبعات انتهاك حق الانسان في الانتماء وحرية الاختيار والسعي للتخلص من نير الاحتلال".
 
ورأى بأن "التركيز القسري على موضوع المحرقة يخرج كل الجهد المبذول عن سياقه التربوي ويضعف المجهود الريادي في هذا الخصوص"، رغم أن "الاونروا تدرك تماما بأن تدريس المادة، عندما يتم، سيكون كثير التأثير وأكثر وقعا لو أن قطاع غزة لا يخضع لحصار إسرائيلي جائر محولا غزة الى سجن كبير".
 
غير أن الإعلان عن هذا التوجه أثار موجة غضب عارمة في الأراضي المحتلة مصحوبة باعتراض الشخصيات والقوى والفصائل في قطاع غزة لأي تحرك في هذا الاتجاه.
 
فيما اعتبر بعض العاملين في الوكالة بالأردن أن "مسعى الوكالة الحالي يساوي بين النكبة بحقائقها الراسخة بتهجير اللاجئين الفلسطينيين بفعل العدوان الإسرائيلي عام 1948 وبين ما يسمى بالمحرقة التي ما تزال تشكل موضع نقاش وتشكيك إما بحدوثها أو بالأرقام التي يوردها الجانب الإسرائيلي للضحايا اليهود".
 
وأوضح أستاذ في مدرسة تابعة للوكالة في مخيم الوحدات (فضل عدم ذكر اسمه) بأن "الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للممارسات والانتهاكات ولجرائم الاحتلال منذ 61 عاماً ليس معنياً بالخوض في ما يسمى الهولوكست"، محذراً من "الأهداف الكامنة وراء هذا التحرك".
 
وقالت مصادر مطلعة أن "قلقاً يسود صفوف موظفي الوكالة في الأردن (نحو 7 آلاف) من توجه الوكالة نحو تدريس تلك المادة في مدارسها، رغم نفيها لذلك"، لافتة إلى أنها "ستبقى في حالة تيقظ وحذر من أي تحرك يصب في هذا الاتجاه باعتباره أمراً مرفوضاً كلياً ولا يمكن القبول به". ويتبع لوكالة الأونروا في الأردن 174 مدرسة تضم حوالي 125 ألف طالب وطالبة.