صحيفة العرّاب

الإرهاب، كذبة كبيرة صدقناها..!!

المحامي عبد الوهاب المجالي

كلمة هلامية، نطاقها واسع، غير واضحة المعالم، مطاطة، لا حدود لها، لا معنى محدد، بلا تعريف جامع متفق عليه، توظف لأي عمل لا يتوافق او يعارض أمر او قرار او مصلحة او رأي او مقولة، تطال كل من يطالب بالحق..

هذا التوصيف يستغل على نحو غير المراد به فيه إسفاف وإستخفاف، للتغطية على كوارث وعورات مقصودة، تعتيم على الحقائق، تلجيم للناس كي لا تعبر عن أرائها وتجاهر بالحقيقة..

الإرهاب بمعناه الضيق كما آراه يعني دب الرُعب في النفوس بأي وسيلة او طريقة سواء كانت اللجوء للعنف او التهديد خلافاً للقانون "العادل" او بإسمه لتحقيق غاية او غرض ما، هذا الآمر لا يقتصر على الآفراد او الجماعات بل تقوم به دول ضد أخرى وسلطات حاكمة ضد شعوبها..

ما يحدث في سوريا والعراق ردات فعل على إرهاب النظام، ولا بد ان يحدث ذات الشيء في مصر بعد الإنقلاب لهول ما نسمع ونرى، إذ لا يعقل ان يفسد القضاء للدرجة التي نرى، آحكام إعدام بالجملة، قمع، إقصاء وتصنيف فئات وآحزاب..

معظم الآنظمة العربية ليس لديها تعريف محدد للإرهاب وتنكر على الشعوب حقوقها، آغلبها إن لم تكن كلها تدعي شن حرب على الإرهاب وفق المنطوق الغربي الذي يعتبر مقاومة المحتل وتهديد مصالحها التي هي نهب لثروات الشعوب إرهاب..

للآسف، سمة الإرهاب إلصقت بالشعوب العربية وبالدين الإسلامي تحديداً، منطقتنا تصنف على آنها منطقة توتر وصراع غير مستقرة، لكن لماذا ومن السبب في ذلك؟؟!!

بعض الآنظمة العربية ومنها الأردن تماهياً مع الغرب قامت بحذف بعض آيات القرآن من المناهج التعليمية، وإذا ما آمعنا النظر فيها نجد آنها تحضّ الناس على العمل لحفظ كرامة الأمة، والتعامل مع الآخرين على آساس المساواة العين بالعين او ولكم في الحياة قصاص.. ؟؟!!

هنا لا بد من تحميل بعض الجماعات التي ترفع الشعارات الدينية المسؤولية عن آعمال قامت بها لا يمكن إدراجها إلا ضمن خانة الإرهاب، لعدم إختيارها آهداف مناسبة، وخالفت تعاليم الدين الذي آوصى عدم النيل من الآبرياء وإلحاق الضرر والاذى بباقي المخلوقات..

للتوضيح بما ان تفجير برجي التجارة العالميين وقطع الرؤوس وآعمال القتل خارج الأطر القانونية العادلة آعمال إرّهابية، كذلك الحرب على العراق التي قتل وشرد بسببها الملايين والإغتيالات التي تقوم بها الطائرات بلا طيار في الفضاء الإسلامي والعربي الآعزل إرهاب بكل ما تحويه الكلمة من معنى؟؟!!

ماذا نسمي الإستيلاء على ثروات بلدان بآكملها ونهبها او إستيلاء فئة محدودة على مقدراتها وتبذيرها من قبل السلطات الحاكمة او صمتها، وإجبار الناس على الصمت والسكوت؟؟!!

ماذا نسمي ممارسات الكيان الصهيوني بالإستيلاء على آراضي فلسطين وقتل المواطنيين والزج بهم بالسجون والتنكيل بهم دون أي سبب وهدم البيوت وخلع الآشحار ووو...الخ؟؟!!

ماذا نسمي شيوع الظلم وتطبيق القانون إنتقائياً على المواطنيين داخل الدولة الواحدة، والتمييز بينهم وتصنيفهم درجات على أسس غير منطقية تحت مسميات باهتة لا لون ولا طعم لها؟؟!!

بإختصار "العدل آساس الملك" وهو السبيل الوحيد الكفيل للقضاء على العنف بكل آشكاله وآلوانه او الحد منه آياً كان مصدره وأسلوبه..

شيوع الظلم والشعور به حاضنة وبيئة مناسبة لنمو الحقد والكراهية والرغبة بالإنتقام، لا يمكن ان يستوي الآمر بأن يتحقق الآمن والظلم في آن..