صحيفة العرّاب

ما رأي السياسيين في الأردن..هل يتحول "داعش" إلى الأردن بعد العراق؟

 ** طاهر المصري: الأزمة العراقية كرة نار تتدحرج.. واخرجوا رؤوسكم من الرمال


** أبو سياف: الظلم يدفع الأردني لاحتضان الشيطان..


** بني ارشيد: محاربة الاسلام السياسي وراء ظهور "داعش"..


** الرواشدة: القوات المسلحة مسيطرة على الحدود مع العراق


** العياصرة: على المملكة كسب جميع الأطراف العراقية


** تليلان: التعاطف مع "داعش" قد يشهد تنامياً كبيراً


ماجد الدباس - لا يخفي الأردنيون توجسهم وقلقهم، من تهديدات مباشرة قد تطالهم، من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي سيطر على مناطق واسعة في شمال العراق، وقبل ذلك سيطرة مسلحي التنظيم على مناطق شرق سوريا.

معطيات الأرض، تقابلها تهديدات مباشرة من التنظيم المسلح بأن تكون وجهته المقبلة الأردن.

ليس هذا فقط، بل أن للتنظيم المسلح، أنصاراً ومؤيدين في المملكة، دللت عليهم مسيرة نظمتها مجموعات من التيار السلفي الجهادي في مدينة معان (جنوب البلاد) تأييداً ونصرةً لداعش.

وتعدّ المسيرة، التي نظمت عقب صلاة الجمعة الفائتة، الأولى من نوعها في المملكة الأردنية التي اتّخذت سلسلة من الخطوات لتعزيز تواجد قواتها على الحدود مع العراق، خوفاً من تسلل مقاتلين من التنظيم إلى البلاد.

ويصل الأمر برئيس الوزراء السابق، طاهر المصري، إلى التحذير "من النار التي وصلت الحدود الأردنية؛ بعد صعود أسهم تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق، وسيطرته على أجزاء واسعة منها".

ويعاني الأردن، بحسب قيادة التيار السلفي الجهادي في المملكة من بيئة جاذبة لأي تيار فكري أو سياسي أو ديني، يحاول تحريره من الظلم، بل أن القيادي في التيار محمد الشلبي "أبو سياف" يقول: "لو يأتي الشيطان لاحتضنته البيئة الأردنية من طبيعة ما يعانيه المواطن".

التماهي بين قول أبوسياف والمصري جاء في جزئية الظروف المجتمعية والاقتصادية، ومعاناة المواطن، ومدى قبوله للأفكار المتشددة، كما أن رئيس الوزراء السابق، يؤكد على "من يضعون رؤوسهم بالرمال، بضرورة إخراجها، واذا لم يخروجها فعلينا نحن اخراجها الى الفضاء؛ في مواجهة القضية العراقية السائدة والتي مست الحدود الشرقية لبلادنا".

ويتحدث المصري بأن ما يحدث بالعراق ليس كرة ثلج تدحرجت، وإنما كرة نار، لا يجوز تجاهلها، ولطالما حذر هو نفسه منها، وعلى رأسها النفس الطائفي الذي تفوح رائحته منها، لافتا الى ان الأكراد دخلوا أربيل، ولن يتزحزحوا قيد انملة منها، كنواة لدولة كردية جاهزة، في تصور وضعته أميركا، على حد قوله.

ويلفت المصري إلى أن القبول بهذا المخطط، سيكون له آثار كارثية على المنطقة؛ حيث ان المرحلة القادمة تشي بتقديم عروض على أشخاص لحكم أجزاء من الدول، مقابل تسكين عدد من السكان على هذه الأرض، تبعا لرأي المصري الشخصي.

وفي المحصلة التي يضعها المصري للمشهد فإن الخطر الذي يمثله "داعش" أقل إلحاحا من الواقع المحلي القائم بشقه الاقتصادي الأبرز، والذي يتطلب تحسينا فوريا، ما يؤدي لتقوية الجبهة الداخلية التي تشكل عاملا للانتصار في أي مواجهة كانت، وكل ذلك يكون بإعادة الهيكلة للادارة القائمة، والاعتناء بالمواطن الذي تشكل ظروفه النفسية والاقتصادية بيئة جاذبة للتطرف بأنواعه.

ومن حيث انتهى المصري، يتحدث نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد، الذي يرى بأن السياسة المتبعة من قبل الدولة تنمي التطرف، "كما ان محاربتها للاسلام المعتدل ومحاولتها اخراج تيارات على مزاجها، والنفخ في تيارات أخرى، جاء بداعش وغيرها".

ويحيل ارشيد التطرف الى موقف الدولة من الأزمة المصرية، مطالبا الدولة بـ"تصحيح أخطائها والتوقف عن محاربة الاسلام السياسي والقوى المعتدلة"، على أنه شدد: "مصلحة البلاد والعباد فوق كل شيء".

ويتحدث بني ارشيد بأن عدم الانفتاح السياسي والديموقراطي، وما أسماه بـ"تزوير الإرادات" هو الحاضن للتطرف الديني والسياسي والفكري، على أنه خالف رأي أبو سياف بالمجتمع الأردني الذي يجد فيه الأول مجتمعا وسطيا غير قابل للتطرف أو الغلو.

التناقض في الموقف هذا، يكمن بحسب أبو سياف للنظرة الى المجتمع وأحواله، مطالبا كل انسان بالتفكر اذا ما ذهب الى موقع حكومي ووجد عليه ضريبة أو رسوماً لا داعٍ لها، فإن النفور والاستفزاز هذا يدفعه للتشدد واستقطاب كل فكر يخلصه من هذا الواقع، وفقا لحديثه.

ويدافع أبو سياف عن بعض توجهات داعش، فبحسبه فإن ليس كل ما يجري تناوله عن الدولة الاسلامية في العراق والشام صحيح، حيث أنهم يتبنون منهج أهل السنة والجماعة، ويرفضون أي تجاوزات تحدث "في ميادين الجهاد"، وان ما حدث في العراق جاء كردة فعل لقاعدة الضغط يولد الانفجار؛ فتهميش أهل السنة، وظلمهم، ومحاولتهم لانهاء القصة سلميا باء بالفشل، ما دعاهم للحلول الجراحية وعلى رأسها اللجوء للسلاح.

وفي معرض رد أبو سياف على سؤال عن انتشار الفكر الداعشي بالأردن، يبين أبو سياف انه ليس بالكبير، بيد ان بعض الرسائل التي يجري تداولها على "الواتساب" ومنها: "نحن بانتظار داعش في مواجهة الظلم"، دليل على ان المضايقات والاستبداد طريق الناس للتشدد والبحث عنه.

الكاتب في صحيفة الدستور حسين الرواشدة، يظهر ان البيئة العربية ككل وليس الأردنية وحدها ليست بمنأى عن خروج الفسائل والأشواك الفكرية والدينية المتشددة والمتطرفة، بيد أن المملكة بعيدة عن خطر داعش، لضعف الحضور السلفي، وعدم وجود حواضن اجتماعية لهذا الفكر، مخالفا الآراء الطاغية.

وفي الجانب الميداني يقول الرواشدة إن البيئة الجغرافية العراقية بعيدة عن المملكة، والوضع العسكري على الحدود مسيطر عليه من قبل القوات المسلحة، مشيرا الى وضع الجبهة الداخلية التي يجب تمتينها.

الموقف الرسمي للدولة تجاه الأزمة العراقية، يعتبره الرواشدة معقدا للغاية، مطالبا اياها بمشابهته للأزمة السورية التي كان التعامل معها في حدود المعقول، فالواجب هو عدم الانحياز لأي طرف في الأزمة، وهو ما يطالب به الكاتب في جريدة السبيل عمر العياصرة، ولكن بطريقة أخرى.

العياصرة، يؤكد ان على المملكة ان تكسب القصة لصالحها، فبدلا من أن تتماهى مع الموقف الأميركي "المالكي"، وهو الخيار الأرجح في تصوره، وبدلا من خسارة العلاقة مع عشائر السنة في العراق، فإن عليها اللجوء إلى اجراء مصالحات، وتصحيح للموقف، في ظل قدرة الأجهزة الأمنية الأردنية على معرفة تنظيم "داعش" وتشريح تفصيلات التنظيم من الداخل.

وفيما يخص الخطر القادم من التنظيم على الأردن، يعتبر العياصرة ان "العقل الداعشي" لن يقترب من الأردن، إلا اذا قدموا للمملكة نتيجة العمليات العراقية في الداخل، أو التدخل العسكري الأردني في العراق، ما سيؤدي الى ردة فعل عكسية، كالتي حدثت في تفجيرات عمان، بدافع الانتقام.

وبدوره يرى الدكتور أسامة تليلان، الكاتب والمحلل، أن التعاطف والتأييد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد يشهد تنامياً كبيراً في حال حدثت مواجهات واشتباكات بين داعش والتنظيمات الشيعية في العراق، الأمر، الذي يجد فيه البعض، أن "داعش" أصبحت قائداً للسنة في مواجهة الشيعة.