صحيفة العرّاب

الأردنيون يسبحون في بحر من العطش والنواب يستدعون وزير المياه

  من المتوقع أن يشهد الأردنيون صيفاً صعباً مع أزمات المياه بسبب نزوح إعداد متزايدة من اللاجئين السوريين وقدوم المغتربين، بالإضافة إلى شهر رمضان المبارك، وهي تغيرات تختلف عن سابقاتها في السنوات الماضية .

 وأمام إعتصامات العطش من المواطنين مثل الزرقاء واربد وجرش وعجلون والكرك مدين والثنية وتصاعد الغضب الشعبي في كل مكان ونداءات استغاثة ومناشدات، أطلقها مواطنون بسبب استمرار انقطاع المياه المستمر عن منازلهم، فيما لوح آخرون بتنفيذ اعتصامات واحتجاجات أمام رئاسة الوزراء، ووزارة المياه في حال استمرار الحال كما هو عليه . 

انقطاعات المياه تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات غير مسبوقة، ودخول شهر رمضان، ما أدى بـ'العطشى' للجوء إلى ينابيع ملوثة رغم خطورتها، فضلا عن شراء الصهاريج بأسعار مرتفعة. يرى مواطنون ان وزارة المياه تتحمل جزء من المسؤولية، معتبرين ان برنامج توزيع المياه المعلن عنه سابقا شهد خلال الفترة الماضية فوضى غير مبررة، ما ادى الى خلل في التوزيع، وخاصة في مناطق العاصمة، ومحافظات جرش وعجلون والزرقاء واربد والمفرق. حوالي (50) ألف لاجئ صرخات المواطنين وتفاقم المشكلة، أدى الى تبادل اتهامات بين شركات توليد الكهرباء والمياه، فكل طرف من إطراف المشكلة يحمل الطرف الأخر مسؤوليةو ما إلى ذلك .

 و دعا النواب وفق مازن الضلاعين الجوازنة الى اجتماع موسع لاستدعاء وزير المياه والري حازم الناصر بأسرع وقت لمواجهة الغضب الشعبي وبينما كشفت مصادر وزارة المياه ان كمية المياه التي يستهلكها اللاجئون السوريون يوميا في مخيم الزعتري كميات تصل إلى خمسة ملايين لتر خلال اليوم الواحد ففي بداية استقبال مخيم الزعتري للاجئين السوريين,كان معدل تزويده بالمياه (2) مليون لتر يوميا عندما كان يقطنه حوالي (50) ألف لاجئ, إلا إن هذه الكميات من المياه زادت بمعدل (3) مليون لتر يوميا,بسبب ارتفاع الطاقة الاستيعابية للمخيم من اللاجئين السوريين وسط الأزمة فقد أعلن وزير المياه والري حازم الناصر تنفيذ المرحلة الثانية من خطة سلطة المياه للطوارئ واستعرض أبرز التحديات التي تواجه قطاع المياه مع استمرار تدفق إعداد كبيرة، وباستمرار من الجوار السوري؛ نتيجة استمرار الأوضاع على حالها هناك، مع ما تشهده بعض المصادر المائية من تراجع حاد نتيجة الضغط الشديد عليها.

 850 مليون متر مكعب من المياه الخاصة بالشرب سنوياً بدورها حذر مختصين من تلاقي شح المياه مع تفاقم انقطاع التيار الكهربائي مثلما شهد الصيف الماضي، إذ إن 'رمشه' انقطاع كهرباء تحتاج إلى ساعات لتعويضها ولإعادة الضخ، وربما ضياع دور مواطنين في تزويدهم بالمياه خاصة مع عدم إقامة وحدات توليد جديدة لزيادة الإنتاج بمعدلات تناسب الزيادة في معدلات الطلب أو استبدال بعض الوحدات الخارجة من الخدمة بحكم مرور السنوات كما لم يتم تفعيل قرار بناء 'وحدات وتسعى وزارة المياه والري إلى إنشاء العديد من المشاريع الطويلة المدى لمعالجة شح المياه، تتمثل في مشروع القناة التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الميت التي ستوفر ما يوازي 850 مليون متر مكعب من المياه الخاصة بالشرب سنوياً، وعلى الرغم من الأجواء الحذرة فان مصادر سلطة المياه تنصح المواطنين الذين يملكون طاقة تخزينية لا تتجاوز الأسبوع بتركيب مضخات للمباني المرتفعة لمعالجة ضعف الضخ، ووضع خزانات إضافية على أسطح منازلهم لمواجهة أي ظروف طارئة تتسبب في نقص مياه الشرب .