كتب عماد شاهين
اطفال يستشهدون .. وزعماء يتشدقون ورؤساء يجددون تأثيث قصورهم وصناعة كراسيهم من عظام اطفال غزة (الغزيون ) وبسبب انقطاع الكهرباء فانهم لا يشاهدون التلفاز ولا يستمعون «لعرط» بعض الناطقين باسماء الحكومات العربية ولا يريدون ان يسمعوا وان اقصى ما يطلبونه هو ايقاف المؤامرات التي تحاك ضدهم في الدهاليز المعتمة والاقبية السرية.
اطفال غزة وباجسادهم القوية ارادو ان يكونوا النار التي تلتهم الصهاينة وتطوي ملفات المؤامرات العربية وتحرق الاوراق وتفند آمال واحلام الخونة الذين ارتضوا لانفسهم ان تكون مادة كراسيهم لا من الخشب الاوروبي المستورد بل من عظام اطفال غزة الوطني ..
ما ابشع سادتنا وهم يهرولون خوفا وذعرا من امام دماء اطفال غزة التي امتزجت مع افطارهم في شهرا رمضاني كان به الصوم أجباري على الجميع حتى من هم بالمهد الغزي ..
وحدهم القابضون على جمر النار .. فلم يحضرهم بشري .. الله وحده هو من يتحكم بكل شئ .. يرحم .. ينصف .. وكانه لم يسخر ولو مخلوق واحدا يمشي على الارض ليكون اداة الخلاص لأطفال غزة ..
ما اروع دماء اطفال غزة حين تدحر المؤامرات العالمية والعربية لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك بانها اقوى من كل اؤلئك الذين لا يملكون حتى «الدم» بعد ان تجمدت اطرافهم وجفت الدماء في عروقهم واصبحوا اداة طيعة في يد الصهاينة وبيادق شطرنج تحركها اصابع الادارة الامريكية.
التاريخ لن يكتب بارادة المتربصين والجبناء بل انه كتب ويكتب وسيكتب بارادة الرجال الاشداء ودماء اطفال غزة التي عبرت التاريخ تلو التاريخ وجعلت منه تاريخا فلسطينيا متينا لم يترك مجالا للتزوير والخيانة، بل ان هذه الدماء هي الشاهد الوحيد على الاقزام وارباب الحياة ..
تاريخ غزة المبارك كيف لا وهو الذي خط (بالدم ) وحلمه من بحرهم الذي لن يجف يوما، وكان الحاني
.. المعطاء ..
بحر غزة سيبتلع انصاف الرجال وعبدة الحياة , والواقفين امام تدفقه وصخبه وموجه العالي وغضبه العارم يستمد كل ذلك من عزائم اهله بارادة الاطفال ( الرجال ) الذين احبوه واحبهم وكان على الدوام كريما وحانيا وكلما اوشك على الجفاف سقوه وافاضوا عليه بدمائهم الزكية.
عظام اطفال غزة لن تكون كراسي للمتزعمين والخونة فهي التاريخ والحب والولاء والانتماء.
يا انتم .. نحن على اتم الاستعداد للتعلم منكم كيف يكون الدم الطاهر عنوانا للحياة .. فنحن نعاني دونكم من حالة نجاسة ازلية.
هو الله وحده من يقف معكم ..فاسألوه