صحيفة العرّاب

شح المياه يهدد المساحات الزراعية في السخنة وسيل الزرقاء

تجددت استغاثة المزارعين في منطقة السخنة وسيل الزرقاء ومخاوفهم من شح المياه وانخفاض منسوبها في الابار الارتوازية مما سيؤدي الى ضياع فرصة الزراعة الصيفية في تلك المنطقة, وطالب المزارعون وزارة الزراعة بوضع خطة عاجلة لاسعاف الموسم الزراعي الحالي بمنطقة السخنة بشقيه الصيفي والشتوي من الفشل, وقال عدد من المزارعين في حديثهم لـ العرب اليوم أن الموسم الزراعي الصيفي واجه معوقات عديدة تتمثل في نقص مياه الري المطلوبة والتمويل اللازم للمشاريع الزراعية في مناطق السخنة وسيل الزرقاء, وتخوف المزارعون من أن تؤدي المعوقات السابقة لتراجع حجم المساحات الزراعية المستهدفة لمحاصيل الخضار والفواكه التي تشتهر بها المنطقة, وأضاف المزارعون في حديثهم أن الجهات المعنية بالزراعة اذا لم تتدارك وضع معالجات للمشكلات التي تهدد الزراعة سيخرج معظم المزارعين من دائرة الانتاج لهذا الموسم والمواسم المقبلة.

ويقول المزارع طه سلطان كانت منطقة السخنة من اكثر مناطق المملكة خضرة ومياها ومع تزايد حفر الابار الارتوازية في المناطق الصحراوية ومصفاة البترول والمحطة الحرارية وسلطة المياه فقد تدنى منسوب المياه بشكل مفاجىء في بداية السبعينيات من القرن الماضي وازداد الامر سوءا الى يومنا هذا حيث تحول اعتماد الزراعة على الابار الارتوازية بدلا من الينابيع والمياه الجارية وهذه الظاهرة سببت العديد من المشاكل للمزارعين في المنطقة علما بأن الاراضي الزراعية في سيل الزرقاء كافة لها حقوق السقاية ضمن سندات التسجيل. من جانبة يرى المزارع محمد جمعة ان ما زاد الطين بلة موضوع المياه العادمة التي باتت تهدد البيئة ولوثت ما تبقى من ابار ضحلة في المنطقة و المياه العادمة مصدرها محطات التنقية التي انشئت على سيل الزرقاء والتي تقوم بالتخلص من حمولاتها الزائدة ليلا وخاصة في فصل الشتاء الى مجرى السيل وبمعنى آخر فان ابناء المنطقة يدفعون ثمن عدم قيام محطات التنقية بواجبها الصحيح وفي سياق متصل قام امين عام وزارة الزراعة الدكتور راضي الطراونة يرافقه مدير عام المركز الوطني للبحث وارشاد الزراعي د. فيصل العواودة ومدير زراعة الزرقاء د. كريم الربضي وعدد من المختصين في الوزارة بزيارة ميدانية الى المناطق الزراعية في السخنة وسيل الزرقاء واللقاء بالمزارعين لتلمس مشاكلهم والاستماع الى التحديات والصعوبات التي تواجههم حيث قدم المهندس محمد شهبز نبذة مختصرة لتاريخ الزراعة في مناطق السخنة وسيل الزرقاء التي كانت تعتبر سلة الغذاء في محافظة الزرقاء مبينا انه نتيجة استمرار قلة الامطار وانخفاض منسوب المياه في الابارالارتوازية وجفاف نبع السخنة وانجراف التربة الموازية لسيل الزرقاء تآكلت المساحات المزروعة.
 
وتلخصت مطالب المزارعين التي تم عرضها امام الامين العام بالنقاط التالية: تحديد مسار سيل الزرقاء من خلال انشاء جدران الغابيون على طرفي السيل للحد من انجراف التربة, مد انبوب مياه لمزارع السخنة من المياه الصالحة للزراعة في محطة الخربة السمراء اسوة بالخطوط التي ستمد الى مزارع الغور من المحطة نفسها لتجنب خطر التصحر, التنسيق مع سلطة المياه حول الابار الارتوازية التي تواجه مشكلة الجفاف خاصة فيما يتعلق برسوم العدادات والرسوم الاخرى, بعض الابار تحتاج الى التعميق لزيادة مخزونها من المياه والوصول الى بعض النزازات والمطالبة بوضع الحلول لتعميق هذه الابار,حل مشكلة مديونية المزارعين الذين تضرروا نتيجة شح المياه هذه السنة وما لحق بهم من خسائر ناجمة عن تدهور الموسم الصيفي الماضي. وفي نهاية اللقاء أبدى امين عام وزارة الزراعة اهتماما بالغا بمشاكل وتحديات المزارعين في المنطقة مبينا استعداد وزارة الزراعة تقديم كافة الخدمات للمزارعين الذين يحتلون مساحة مهمة في الامن الغذائي الوطني حيث أبدى توجيهاته بتشكيل لجنة مشتركة تضم مهندسي مديرية زراعة الزرقاء ومركز اقليمي المفرق ووحدة ارشاد الزرقاء وثلاثة مزارعين من منطقة السخنة وستقوم اللجنة بزيارات ميدانية وتحديد المساحات المتضررة واعداد مسودة مشروع يتضمن الاقتراحات والتوصيات الضرورية لغايات تطوير المنطقة.0