سجل ذوو طالب في الزرقاء شكوى لدى المركز الوطني لحقوق الإنسان للتحقيق فيما أسموه اعتداء وحشيا وانتهاكا للكرامة الإنسانية بحق ابنهم داخل حرم المدرسة وخلال الدوام الرسمي وما تبع ذلك من اعتداء على شقيقه وأحد أعمامه وتجاوزات أدت إلى فقدانهم لحقهم القانوني في مقاضاة المعلم المتسبب بالاعتداء، حسبما يؤكدون.
ووفقا للشكوى فإن الطالب قصي محمد حسين (16 عاما) في مدرسة سعيد بن المسيب تعرض لضرب مبرح من قبل معلم في المدرسة على خلفية شكوى تقدم بها زميل الطالب الذي كان يمازحه وأن "المعلم استشاط غضبا عندما طلب منه قصي "عدم الضرب على الوجه" وانهال عليه باللكمات والركلات والشتائم حتى خارت قواه وسقط على الأرض "وقام باحتجازه في غرفة الإدارة من دون السماح له بمسح الدماء التي غطت وجهه"، فيما قام بعض الطلبة بإبلاغ عائلته حيث حضر عمه لإسعافه والوقوف على ملابسات حادثة الضرب.
ويؤكد عم الطالب أنه أخبر مدير المدرسة بأنه ولي أمر الطالب وأن ضرب ابن أخيه بهذه الطريقة "جريمة يجب أن لا تمر من دون عقاب"، إلا أن المعلم المشتكى عليه عاجله بلكمة على الوجه وواصل ضربه إلى أن أفقده الوعي تماما وعلم لاحقا أن المعلم قام أيضا بالاعتداء على شقيق قصي الذي كان متواجدا معه في غرفة الإدارة.
وكان الطالب قصي قد أدخل في الخامس من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الحالي إلى مستشفى الزرقاء الحكومي وحصل على تقرير طبي يؤكد وجود كدمات على الوجه والرقبة ورضوض وتورم على الرسغ واليد اليمنى.
فيما حصل كل من صهيب (14 عاما) على تقرير طبي أولي بوجود آلام في منطقة الأنف وشعور بالدوار وعمه (35 عاما) على تقرير طبي يفيد بإصابته بكدمات وتورم في الوجه فوق العين اليسرى.
ويطالب ذوو الطالب "بالتحقيق في كيفية حصول المعلم المتسبب على تقرير طبي استخدمه لتقديم شكوى بتعرضه الى "الاعتداء والضرب" من قبل ابنهم "قصي"، زاعمين حصول تدخل مباشر من قبل أحد الأطباء في مستشفى الزرقاء الحكومي لتسهيل حصول المعلم على تقرير طبي وأن الطبيب الذي تبين لاحقا وجود صلة قربى تربطه مع المعلم كان حريصا على إخراجهم من المستشفى بسرعة على الرغم من أن الحالة الصحية للمصابين كانت سيئة، حيث يبدي عم الطالب عدم ارتياحه من خروج قصي تحديدا من المستشفى بهذه السرعة، مؤكدا أنه "ما يزال غير مطمئن أبدا على صحة ابن أخيه".
وقال لـ"الغد" إن "خروج قصي من المستشفى وهو غير مستكمل لعلاجه أمر خطير".
ويؤكد عم الطالب أنه "تقدم بشكوى إلى المركز الأمني بحق المعلم واضطر إلى التنازل عنها لاحقا بعد أن تقدم المعلم بشكوى مماثلة مستخدما التقرير الطبي الذي حصل عليه من دون وجه حق وتحسبا من إيقاف ابن أخيه"، حسبما يؤكد.
أما بالنسبة لقصي فالنتائج لا تنحصر في آثار علامات الضرب التي تظهر بوضوح على وجهه بل تتعداها لتترك أثرا نفسيا كبيرا عليه دفعته للتفكير بترك الدراسة حتى لا يتذكر كيف ضربه المعلم أمام أقرانه أو حتى تختفي علامات الضرب عن وجهه بحسبه.
وقال لم يكتف المعلم الغاضب باستخدام قوته ومهارته في لعبة الكاراتيه لضربي، بل أمعن في "إذلالي وأمرني بجلوس القرفصاء ومنعني من مسح الدماء التي غطت وجهي ويدي لمدة ساعتين".
إلى ذلك أكد مدير التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى الدكتور أحمد العياصرة في اتصال هاتفي مع "الغد" تشكيل "لجنة متخصصة للتحقيق في ملابسات الحادثة منذ اليوم الأول وأن اللجنة ستنهي أعمالها الأسبوع المقبل"، موضحا أن المديرية "ستتخذ قراراتها وفقا لنظام الخدمة المدنية".
وأشار الى أن "الشق القانوني للقضية تم إقفاله بتنازل الطرفين عن تقديم الشكاوى".
وأكد العياصرة أن "المديرية ترفض كل أساليب العنف في المدارس والتي تتنافى مع أساليب التربية والتعليم".
من جانبه أوضح مدير مستشفى الزرقاء الحكومي الدكتور ياسين الطراونة أن المراجعين حصلوا على الرعاية الصحية المناسبة طوال فترة وجودهم في المستشفى وأن الأطباء الذين أشرفوا على علاجهم قاموا بتشخيص حالتهم المرضية بالاستناد الى صور الأشعة وأنهم حصلوا على تقارير طبية أولية وليست قطعية بإشراف عدد من الأطباء". الغد