العراب نيوز: توقفت لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " أمام ما آلت إليه أوضاع كلية الحصن الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية وفق بيان صادر عنها الثلاثاء ، ووجدت فيه تكريساً لسياسة التعليم العالي في السنوات الماضية ونتيجة طبيعية ومتوقعة لهذه السياسة.
وطالبت الحملة كافة الجهات المعنية من مجلس نواب ووزراء وأحزاب ونقابات ومنظمات حقوق إنسان ومؤسسات مجتمع مدني العمل بشكل جدي على إعادة الجامعات إلى ما كانت تتمتع به من سمعة ومستوى ونوعية سابقاً ، والإسراع بعقد مؤتمر وطني للخروج بآليات عملية لرفع مستوى التعليم في جامعاتنا .
وكان رئيس وأعضاء الجمعية الطلابية لكلية الحصن قد تقدموا بشكوى إلى الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " شرحوا فيها معاناة الطلبة في التحصيل الأكاديمي وعدم توفر البنية التحية المناسبة ، وذكر الطلبة مزودين بوثائق تثبت أقوالهم أن الكلية التي تدرّس البكالورويوس إضافةً إلى الدبلوم تبلغ طاقتها الاستيعابية (2200) طالب فقط لا غير ، فيما يدرس فيها حالياً ما يزيد على ألـ (6500) طالب وطالبة أي ثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية ، الأمر الذي أدى إلى إحداث ضغوط هائلة على البنية التحتية للكلية ، فالقاعات لم تعد تتسع للطلبة ما أدى إلى قيام بعض الطلبة بحضور المحاضرات ) عالواقف ( .
وتحتوي الكلية على مبنيين اثنين ، بني الأول عام 1981 بطاقة استيعابية تصل إلى (13) قاعة تدريسية ، وبُني الثاني عام 2001 بخمس قاعات تدريسية ليصل مجموع القاعات (18) قاعة يدرس فيها ما يقارب (6500) طالب وطالبة ، فاستخدمت إدارة الكلية بعض المرافق كقاعات لسد العجز من مثل المستودع والمختبر ومكاتب بعض أعضاء هيئة تدريسية إضافةً إلى وضع " بركسات " لاستخدامها كقاعات محاضرات ، كما أن الكلية تقوم بإعطاء محاضرات يوم السبت وذلك لتخفيف الضغط على القاعات ، إضافةً لغياب أي نوع من أنواع التكييف في هذه القاعات ( تبريد أو تدفئة ) حتى على مستوى المراوح فهي غائبة عن القاعات ليشبه الطلبة بعض القاعات بـ ( الساونا ) لشدة الحرارة فيها صيفاً ، إضافة لتسرب المياه من سقف القاعات في " البركسات " .
وأشار الطلبة إلى غياب الخدمات عن الكلية حيث يوجد خمس مرافق صحية تخدم 6500 ، فيما لا يوجد سوى ثلاجة مياه واحدة ، أما الصالة الرياضية فما هي إلا " بركس " لا تتجاوز مساحته ألـ 6 × 4 متر ، إضافةً إلى دخول الماشية في بعض الأحيان إلى الحرم الجامعي و " تنزهها " بين البركسات ما يخلق أجواءً لا علاقة لها بالتعليم .
وختم رئيس وأعضاء الجمعية الطلابية الشكوى بالتنويه إلى قيام إدارة الجامعة بتهميش دورهم وحرمانهم من تخصيص ميزانية للجمعية الطلابية حيث تكتفي الإدارة بإعطاء الجمعية مبلغ (100) دينار كل فصل كسلفة إضافةً لعدم دعم المبادرات والنشاطات الطلابية التي تعكس انتماءات الطلبة وولائهم لوطنهم أمتهم .
وأكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " على أن كلية الحصن ما هي سوى نموذج مثالي لما ستؤول إليه أوضاع جامعاتنا الرسمية نتيجة سياسات التعليم العالي ، ففي ظل الانخفاض المتواصل للدعم الحكومي للجامعات الرسمية لم تجد هذه الجامعات لسد العجز في موازناتها سوى الزيادة الكبيرة في أعداد المقبولين على البرنامج الموازي دون إيجاد البنية التحتية اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد .
كما وجدت الحملة في سياسة القبول الجامعي سبباً إضافياً لما آلت إليه أوضاع كلية الحصن ، ففي ظل تخفيض الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا لمقاعد التنافس لمصلحة الموازي أصبح على جامعة البلقاء التطبيقية وما يتبعها من كليات الثقل الأكبر في استيعاب العدد الأكبر من طلبة البرنامج العادي ، إضافةً إلى استقبال أعداد كبيرة من الاستثناءات خارج قائمة القبول الموحد ، ما أدى إلى تفاقم المشكلة داخل هذه الجامعة والكليات التابعة لهـا .
إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " بطرحنا لما آلت إليه كلية الحصن إنما نعرض لما ستؤول إليه أوضاع جامعاتنا الرسمية في ظل سياسات وإستراتيجيات التعليم العالي ، ونرى بأن قضية كلية الحصن جاءت لتدق ناقوس الخطر كي تقوم الحكومة بإعادة النظر بسياستها ، لذلك فإننا نؤكد على مطالبنا بالآتي :
1_ إعادة النظر بقانون الجامعات الأردنية بحيث تعود الدولة مسؤولة عن إيجاد الموارد المالية للجامعات الرسمية .
2_ زيادة الدعم الحكومي للجامعات حتى تستطيع هذه الجامعات رسم سياساتها على قاعدة أكاديمية وليس من على قاعدة مالية ومبدأ الربح والخسارة وسد العجز في الموازنات .
3_ ترشيد النفقات الإدارية ( بدل السفر ، السيارات ، المياومات ، ... إلخ ) والتي تقضم جزءاً هاماً من موازنات الجامعات الرسمية .
4_ تحويل كافة الضرائب والرسوم الجامعية إلى الجامعات وليس جزء من هذه الضرائب كما هو حاصل حالياً .
5_ إعادة النظر بسياسة القبول الجامعي من ناحية الاستثناءات أولاً والبرنامج الموازي ثانياً .
6_ العمل الفوري على تصويب أوضاع كلية الحصن وتحسين الخدمات فيها وإعادة النظر بأعداد المقبولين سنوياً فيها .
7_ إعادة النظر بتوزيع أعداد المقبولين في كل جامعة ، فمن غير المقبول أن تتحمل جامعة البلقاء والجامعة الهاشمية الجزء الأكبر من أعداد المقبولين ، بينما لا تقبل الجامعة الأردنية _ الجامعة الأكبر _ سوى العدد الأقل من قائمة القبول الموحد !!! .
8_ تخصيص ميزانية ثابتة للجمعية الطلابية في كلية الحصن بواقع دينار عن كل طالب للفصل الأول والثاني ونصف دينار للفصل الصيفي وذلك وفقاً للأحكام والتعليمات المعمول بهـا .
إن المطلوب من كافة الجهات المعنية من مجلس نواب ووزراء وأحزاب ونقابات ومنظمات حقوق إنسان ومؤسسات مجتمع مدني العمل بشكل جدي على إعادة جامعاتنا إلى ما كانت تتمتع به من سمعة ومستوى ونوعية سابقاً ، والإسراع بعقد مؤتمر وطني للخروج بآليات عملية لرفع مستوى التعليم في جامعاتنا .