صحيفة العرّاب

صغار المستثمرين في بورصة عمان متفائلون بعودة الأسهم إلى الارتفاع

أصبح شراء الأسهم ملاذا لكثير من صغار المستثمرين الذين أغرتهم قفزات الأسعار التي حققتها البورصة خلال الأعوام السابقة ، الا أن أحلام الكثيرين منهم تبددت مع تراجع أداء البورصة نهاية العام الماضي و خلال العام الحالي على صعيد الأسعار وأحجام التداول.

 ويرى مستثمرون صغار أن البورصة تأثرت بعوامل خارجية أبرزها تداعيات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بأسواق العالم دون استثناء ، وما لبثث السوق أن تلتقط أنفاسها حتى تمكنت مجموعة من المؤثرات الداخلية من تحويل مسار الأسهم من الارتفاع الى التراجع على الرغم من تعافي بعض الأسواق العربية المجاورة وعودتها للارتفاع مجددا.
 
صغار المستثمرين ما زالوا متفائلين بعودة الأسهم الى الارتفاع مجددا خلال العام المقبل ، خاصة وأن الأسعار باتت في مستويات لا تتناسب وأداء بعض الشركات وربحيتها بالاضافة الى أن الدول النامية والمتقدمة تراهن على عودة النشاط للاقتصاد العالمي للنمو مجددا في العام المقبل.
 
ناديا عليان احدى المستثمرات اللاتي وضعن مبلغا من المال لاستثماره في البورصة ، حيث اشترت أسهما بقيمة 5 الاف دينار وجميع الأسهم التي اقتنتها أسهم"مضاربة" ، أي أنها دخلت الى البورصة بهدف تحقيق الربح السريع معترفة أنها في بعض الأحيان لا تتوفر لديها أية معلومات لدى أداء الشركة المالي ، حيث أنها تكتفي بالأخبار التي يتم تداولها في السوق.
 
وتنصح عليان الراغبين في استثمار أموالهم في الأسهم اللجوء الى أصحاب الخبرة في هذا المجال وقراءة البيانات المالية للشركات بشكل جيد ، ومحاولة تنويع المحفظة الاستثمارية بحيث تشمل أسهم يتم اقتنائها لاجال طويلة.
 
ويعلق مدير دائرة الاستثمار المصرفي لدى شركة السنابل الدولية للاستثمارات الاسلامية وجدي مخامره على هذا الموضوع بقوله أن المستثمرين الصغار يقعون في خطأ كبير من خلال تتبعهم للأسهم التي يقتنيها البعض ممن يسمون"حيتان السوق" ، خاصة وأن عمليات شراء تلك الأسهم تتم عن طريق التحالف بقصد رفع سعر سهم شركة الى حد معين ومن ثم بيعها دون النظر الى الضرر الذي يلحق بقية المستثمرين.
 
وينصح مخامرة صغار المستثمرين بعدم الالتفات الى الشائعات المتداولة حول الشركات والتي يتم تناولها في أروقة السوق ، حيث أن ذلك يتسبب في الغالب بخسارتهم لرؤوس أموالهم التي غالبا ما تكون محدودة.
 
ولفت مخامرة أيضا الى الدور المنوط بهيئة الأوراق المالية باعتبارها الجهة الرقابية المسؤولة عن كشف عمليات التلاعب بأسعار الأوراق المالية ، حيث شدد على أهمية ايقاف سهم الشركة عن التداول فوار في حال ارتفاعها أو انخفاضها بشكل ملفا و لحين تبيان الأسباب الحقيقة وراء ذلك ، بالاضافة الى التأكد من افصاح الشركات بشفافية عن أوضاعها المالية.
 
ويرى مدير دائرة الأصول لدى شركة البلاد للأوراق المالية والاستثمار باسم بلاسمة أن أفضل طريقة ممكن اتباعها لتجنيب صغار المستثمرين الوقوع في الخسارة هي اختيار الاستثمار طويل الأمد بدلا من المضاربات العشوائية التي لا تساعد على استقرار السوق وتربك التداول.
 
ويمتلك المساهمون الأردنيون في البورصة مايقارب 4,8 مليار دينار ، تمثل ما نسبته 70,5% من مجموع الأوراق المالية ، وذلك بحسب البيانات المالية الصادرة عن مركز ايداع الأوراق المالية وحتى نهاية شهر تشرين الأول الماضي من العام الحالي. وتبلغ قيمة الأسهم التي يمتلكها الأردنيون في البورصة ما يقارب الـ 14 مليار دينار من مجموع القيمة السوقية البالغة 23,6 مليار دينار.