أعاد المنتخب الوطني لكرة القدم مشهد الفرح الذي غاب طويلا، فمنذ ذلك اليوم الذي عُرف بـ"الاربعاء الاسود" وصادف يوم 8 أيلول (سبتمبر) عام 2004، حيث خسر المنتخب آنذاك امام ضيفه الايراني 0-2 في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال المانيا، بعد ان كان فاز ذهابا 1-0 في طهران.. منذ ذلك الحين بقي المنتخب في "عنق الزجاجة"، ولم يخرج منها الا يوم امس، حيث تنفس المنتخب من ستاد الملك عبدالله الثاني رائحة الفوز الاول في التصفيات، وفرض نفسه بقوة كأحد المرشحين لنيل احدى بطاقتي التأهل الى النهائيات الآسيوية التي ستقام في الدوحة عام 2011.
4 نقاط اصبحت في رصيد المنتخب، ورغم أنه بقي في المركز الاخير خلف منتخبات ايران "7 نقاط" وسنغافورة "6 نقاط" وتايلاند "5 نقاط"، الا ان حسابات التأهل الحقيقية بدأت بعد انتهاء "موقعة القويسمة"، التي كان فيها "رجال المنتخب" على قدر اهل العزم والتحدي، ومسحوا "غمامة الحزن" عن الجماهير الوفية التي حضرت الى الملعب لتشحذ همم الابطال وترفع من هدير هجماتهم المتلاحقة، التي لو حالفها الحظ وكانت اللمسة الاخيرة جيدة لكان للمرمى الايراني ان يقول "هل من مزيد من الاهداف".
حسبة التأهل ستزداد اثارة بعد انتهاء المهمة الصعبة امام ايران بنجاح، وقد بقيت لكل منتخب من المنتخبات الاربعة مواجهتان، واهمية الفوز على ايران انها ستفرض على الاخير ضرورة تحقيق الفوز على سنغافورة وتايلاند في المباراتين الاخيرتين له، بينما يحتاج منتخبنا الى التعادل مع تايلاند والفوز على سنغافورة، ويصبح بالتالي رصيده 8 نقاط، شريطة ان تتعادل تايلاند مع ايران في الجولة الاخيرة، وبالتالي فإن رصيد تايلاند سيصبح 7 نقاط فقط، في حين سيبقى رصيد سنغافورة 6 نقاط في حال خسارتها المباراتين المقبلتين امام ايران والاردن على التوالي.
بيد أن تحقيق المنتخب الوطني للفوز في المباراتين على حساب تايلاند وسنغافورة يومي 6 كانون الثاني (يناير) و3 آذار (مارس) المقبلين، يعني ان رصيد المنتخب سيرتفع الى 10 نقاط، وهذا يعني ان المنتخب غير معني مطلقا بنتيجة مباراة ايران وتايلاند في ختام التصفيات، اما اذا خسر المنتخب "لا سمح الله" امام تايلاند فإن رصيد الاخيرة سيرتفع الى 8 نقاط، وبالتالي لو حقق المنتخب الفوز على سنغافورة فإن ذلك لا يفيده، وعليه تعتبر المباراة امام منتخب تايلاند في غاية الاهمية، ولا بد من الفوز فيها لضمان التأهل الاكيد والرسمي، أما التعادل فسيفرض الانتظار حتى الجولة السادسة في شهر آذار (مارس) المقبل، ولا بد لاتحاد الكرة أن يضع المنتخب في اجواء الاستعداد الحقيقية لضمان تحقيق النتيجة المطلوبة في بانكوك.