المبررات التي ساقتها وزارة التربية والتعليم للأخطاء التي وقعت في أسئلة امتحان الثانوية العامة للدورة الحالية في مادتي العربي والفيزياء غير كافية وتحتاج للمزيد من التوضيح ومعرفة من تسبب بها لمحاسبته.
اخطاء الامتحانين أججت مشاعر الغضب لدى الطلبة وتحديدا في امتحان الفيزياء حيث سادت العديد من القاعات هرج ومرج وصراخ واغماء لعدد من الطلبة اللذين صعقوا من صعوبة هذا الامتحان ووجود خطأ صريح فيه.
العشرات من الاتصالات التي وردتنا أمس الاول تكشف عن حجم الرعب والقلق الذي أحبط العديد من الطلبة في إكمال دراسة بقية المواد إضافة للقلق والإرباك التي سادت اسر الطلبة من حيث الاستعداد والتكلفة المالية والجهود التي بذلت من اجل دراسة هذه المادة من خلال دروس ومعلمين خصوصيين.
امس الاول اجرينا العديد من محاولات الاتصال مع مدير ادارة الامتحانات حسني الشريف استمرت منذ انتهاء الامتحان حتى المساء للحصول على اجابات وتفسيرات لصعوبة الامتحان الا أن جهودنا اصطدمت برفض الشريف الرد ومنع اعطاء أي تصريح.
سؤال اللغة العربية حول تموضع»الشدة» تمسكت الوزارة بردها ان هناك خلل في الطباعة تسبب في ازاحة الشدة عن موقعها وهذا مبرر لا يليق بان يكون موضعه امتحان الثانوية العامة التي من الممكن ان يكون مصير طالب يقف خلف هذا الخطأ في الوقت الذي يؤكد أحد الخبراء في تدريس اللغة العربية بأن واضعي الأسئلة ليست لديهم الكفاءة الكافية في وضع الأسئلة وتنوعها ومن ثم تدقيقها قبل وإثناء وبعد الطباعة.
ويضيف الخبير ان المناهج الحالية معقدة ولا تستوي مع خبرات المعلمين في منح الشرح الوافي لتفسير «طلاسم» هذه المناهج حيث يطلب من المعلم والطالب على الاعتماد على خبرات المعلم والطالب السابقة من اجل استنباط حل القاعدة من هذا المنهاج المختلف كليا عن المناهج السابقة التي كانت تحوي أمثلة وحلولا واضحة تسهل عملية الفهم والاستيعاب بين المعلم والطالب والمنهاج.
ووصف الطلبة أسئلة امتحان الفيزياء بأنها كانت صعبة وبعضها تعجيزي وأنها ليست مباشرة واستنتاجية تفوق مستواهم كانت في محلها ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى ضيق الوقت ووجود خطأ في السؤال الثاني المتعلق بزخم زاوية الطاقة، مشيرين إلى ان ذلك استوجب تعديل الخطأ في الدقائق الأخيرة من وقت الامتحان، إضافة إلى صعوبة السؤال الأول «ضع دائرة» المتعلق بـ»الكرة المعزولة» كان لها ما يبررها.
تبرير الشريف الذي اقر بتعديل خطأ «باي تربيع» وارساله للتعديل قبل بدء الامتحانات مع مغلف ورقة الاسئلة ونافيا ما يردده الطلبة انه طلب منهم التصحيح في الدقائق الاخيرة تكشف عن اخطاء اصبحت متكررة وتحتاج الى تبرير أكثر اقناعا يضع علامات استفهام حيال عدم كفاءة ام عدم تدقيق الأسئلة وغيرها من التساؤلات التي تقف خلف مثل هذه الأخطاء.
اخفاء المعلومات وعدم تقديم اجابة شافية لم يتوقف عند صعوبة اسئلة هذين الامتحانين فقط بل يتوجب الانفتاح الشفاف من اجل معرفة اجابات على عدد من الاسئلة الهامة والتي طالبنا فيها اكثر من مرة وهي عدد الطلبة الذين تم حرمانهم نتيجة الاخفاق في الامتحان المدرسي او لتغيبهم ومدى تطبيق هذه التعليمات على مختلف المناطق والمديريات الا انه لم تردنا اية اجابة ومنذ سنوات حول هذا الموضوع.
إضافة لمعرفة أعداد المراقبين الذين تعرضوا للضرب والقاعات التي تعرضت للتكسير وتهديد المراقبين وعدد الذين حولوا للمحاكم وما هي التهم الموجه لهم ؟وهل تم توقيف أي منهم؟إضافة لكيفية اختيار مراقبي ورؤساء القاعات والمطالبة بأن يكونوا من خارج المديرية واللواء.
روايات واتصالات عديدة تردنا لا يمكننا التأكد من صحتها إلا من خلال انفتاح التربية على الاعلام والتعامل بشفافية معها وتوضيح ما يجري وحصولنا على اجابات كافية ووافية. حتى لا نقع أسرى الشائعات.
جميعنا حريصون جدا على هيبة وحرمة هذا الامتحان الوطني ولا ننتقد اية إجراءات الا من اجل المصلحة العامة وخوفا من تكرار فضيحة مشابه لتسريب أسئلة الثانوية العامة كما جرى في عام 2004 وكلفت الدولة اكثر من ثمانية ملايين دينار وتسببت بهزة شديدة لسمعة هذا الامتحان لم يتعاف منها بعد. خالد الخواجا - الرأي