صحيفة العرّاب

دراسة تكشف.. " 39% " من الموظفين غير راضين عن رواتبهم

في دراسة جديدة اجراها Bayt.com, أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط, وبالتعاون مع خبراء YouGov تبيّن ان معدلات رضى الموظفين تجاه الرواتب تتدنى في الاردن حيث ان 39 بالمئة من الموظفين غير راضين مقابل 4 بالمئة فقط من الذين يشعرون بالرضى تجاه ما يتلقونه. وتتكرر هذه الصورة في باقي دول الشرق الاوسط التي سجلت معدلات منخفضة لرضى الموظفين بلغت 6 بالمئة.

  وألقت الدراسة الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة التي تتفاوت بين دولة واخرى, وسجلت الامارات العربية المتحدة أعلى نسبة للرواتب حيث ان 20 بالمئة من الموظفين يتلقون شهرياً ما بين 5000$ و10000$, و7 بالمئة تصل رواتبهم الى 10000$ وما فوق. وقد سجلت كل من البحرين وقطر نسباً مماثلة مع 22 بالمئة و19 بالمئة على التوالي من اصحاب الرواتب ما بين 5000$ و10000$ شهرياً, مقابل 7 بالمئة ممن يحصلون على أكثر من 10000$ شهرياً. امّا في الاردن فنسبة الذين يتقاضون اقل من 500$ بلغت 29 بالمئة مقابل 30 بالمئة تتراوح رواتبهم ما بين 500$ و1000$.
 
وقد سجّلت دول شمال افريقيا ادنى معدلات الرواتب, حيث تبيّن ان 54 بالمئة من المقيمين في الجزائر يتقاضون اقل من 500$ شهرياً, مقابل 4 بالمئة فقط تتراوح رواتبهم بين 5000$ و10000$. أما في مصر والمغرب, فقد كشفت الدراسة ان 47 بالمئة من المقيمين لا تصل رواتبهم الى 500$ في الشهر, مقابل 2 بالمئة يتقاضون ما بين 5000$ و10000$, في حين ان 1 بالمئة فقط من المقيمين تفوق رواتبهم ال¯ 10000$ شهرياً.
 
وتهدف دراسة الرواتب في الشرق الاوسط التي يجريها موقع Bayt.com سنوياً الى تسليط الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة, ونسبة رضى الموظفين تجاه الرواتب التي يتلقونها في ظل الارتفاع الملحوظ لتكاليف المعيشة.
 
وقال المدير الاقليمي في Bayt.com عمر زريقات: ان القيام بدراسة واسعة النطاق في الشرق الاوسط واستبيان معدلات الرواتب ونسبة رضى الموظفين عنها, تساعد على معرفة الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولة. وتزيد اهمية المعلومات المقدمة في هذه الدراسة في ظل الازمة المالية التي نشهدها هذه الايام حيث انها تلقي الضوء على مخاوف الموظفين وتساعد على مقارنة مواقف وآراء المجتمع خلال دورات مالية أخرى.
 
ويتم جمع المعلومات جزئيا بالنظر في ما إذا كان متوسط زيادة الرواتب في الدول يتناسب مع ارتفاع متوسط في تكاليف المعيشة, هذا ما لم تظهره الارقام المسجلة في الدراسة في جميع الدول.
 
وسجلت الاردن اعلى نسبة تفاوت بين ارتفاع تكاليف المعيشة التي سجلت 39 بالمئة وزيادة الرواتب التي لم تتعد 15 بالمئة ما يدعم نتائج بحث سابق بيّن ان دول الشام هي الاكثر تأثراً من حيث الفرق بين نسبة زيادة الاجور وتكاليف المعيشة. وقد سجلت كل من الجزائر وتونس ادنى مستويات التفاوت حيث تمت زيادة الرواتب بنسة 12 بالمئة و9 بالمئة على التوالي في حين سجلت تكاليف المعيشة زيادةً بنسبة 26 بالمئة و23 بالمئة في كلا الدولتين.
 
كما سلطت الدراسة الضوء على نسبة الادخار التي يقوم بها الموظفون في المنطقة شهرياً, التي تراوحت بين 1 بالمئة و5 بالمئة بالنسبة لعدد كبير من المجيبين في حين ان 25 بالمئة من جميع المشاركين أكدوا عدم قدرتهم على الادخار. واكّدت الدراسة ان اكثر الموظفين قدرة غلى حفظ نسبة من رواتبهم هم المقيمون في كل من عُمان, وقطر, والبحرين, حيث ان 33 بالمئة و30 بالمئة على التوالي من الموظفين يدخرون اكثر من 21 بالمئة من رواتبهم شهرياً. وبشكل عام اكثر الموظفين قدرة على الادخار هم المقيمون في البحرين وعُمان حيث ان 83 بالمئة منهم لديهم القدرة على حفظ جزء من رواتبهم, مقابل 54 بالمئة في الاردن.
 
وقال نسيم غريّب المدير التنفيذي في YOUGOV نسيم غريّب,: تدّل هذه الارقام انه رغم ان بعض الموظفين يتقاضون اجوراً مرتفعة في بعض الدول الاّ انهم لا يتمكنون من الادخار أكثر من غيرهم وهذا ما كان متوقعاً. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بالتفاوت الكبير بين ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الاجور, اضافة ان معظم اصحاب الدخل العالي يفضلون نمط حياة يتناسب مع مرتباتهم المرتفعة.
 
كما قسّمت الدراسة معدلات رضى الموظفين على رواتبهم على قطاعات الاعمال المختلفة في المنطقة, حيث اكدت ان العاملين في قطاع النفط والغاز, والبتروكيماويات هم الاكثر رضى وهذا طبيعي اذ ان هذه القطاعات هي الاكثر ربحاً مع الاخذ بعين الاعتبار الحجم الكبير للصادرات النفطية في دول الخليج. ورغم الازمة التي يمر بها قطاع النفط والاسعار المتفاوتة التي تدنّت بشكل ملحوظ العام الماضي فان رواتب الموظفين لم تتغيّر. اما القطاعات التي سجلت ادنى معدلات الرواتب فضمّت قطاع التعليم, والقطاع الحكومي, والخدمات المدنية, وقطاع النقل والسفر.
 
وكشفت الدراسة ان 77 بالمئة من المقيمين في الشرق الاوسط قالوا انهم تضرروا بفعل الازمة المالية القائمة, و24 بالمئة فقط من المقيمين في الامارات العربية المتحدة لم يشعروا بأيّ تأئّر. ووجدت الدراسة ان المقيمين في مصر هم الاكثر تضرراً بنسبة 81 بالمئة في حين ان عُمان كانت الاقلّ تضرراً حيث ان اكثر من 37 بالمئة من الموظفين افادوا عدم تأثرهم بالازمة.
 
وردّاً على سؤال حول سوق العمل في ظل الازمة المالية الراهنة, عبّر 25 بالمئة من المجيبين عن تشاؤمهم, في حين ان 16 بالمئة أكّدوا انهم متفائلون بنمو الاقتصاد وتكاثر فرص العمل حيث ان ظروف العمل سوف تصبح اكثر تنافسية وستتابع الشركات التوظيف ولو برواتب متدنية. وكشفت الدراسة ان المشاركين من كل من مصر والامارات العربية المتحدة كانوا الاشد تشاؤما? حيث ان 30 بالمئة و29 بالمئة منهم عبروا عن تشاؤمهم في المستقبل الوظيفي في حين أكّد كثير من المشاركين في كل من عُمان 23 بالمئة من المشاركين والبحرين 22 بالمئة من المشاركين عن تفاؤلهم في المستقبل وعن وجود فرص عمل مهمة. وفي الاردن فقد اعرب اكثر من 27 بالمئة عن تشاؤمهم تجاه الوضع الاقتصادي وفرص العمل مقابل 20 بالمئة أعربوا عن تفاؤلهم في استمرار توفّر فرص العمل ولو برواتب منخفضة.
 
وختم زريقات قائلاً: تعد هذه المعلومات مهمة جدّاً بالنسبة لقطاع التوظيف في المنطقة كموقع Bayt.com اضافة الى كبرى الشركات العاملة في المنطقة حيث انها تمثل نقطة البداية لتعريف العوامل التي تؤثر في توجهات القوى العاملة. لذلك تسمح لهم بتغيير الخطط المتبعة في التوظيف والتركيز عليها بغية معالجة المشاكل التي يواجهها الموظفون كافة.
 
وجرى جمع المعلومات لهذه الدراسة على الموقع الالكتروني في كانون الاول 2008 وكانون الثاني 2009 حيث شارك فيها 13881 من الاناث والذكور الذين تجاوزت اعمارهم ال¯ 20 عاماً في كل من الامارات العربية المتحدة, والمملكة العربية السعودية, وقطر, وعمان, والكويت, والبحرين, وسورية, ولبنان, والاردن, ومصر, والجزائر, والمغرب اضافة الى تونس.