صحيفة العرّاب

تناقض التقارير يضع اتحاد الكرة في موقف محرج

عندما خلت الجلسة السابقة لمجلس إدارة اتحاد الكرة من مصادقة على عقوبات متخذة بحقّ لاعبين، اعتقد المتابعون بأن ما أشيع عن عقوبات منتظرة بحقّ اللاعبين محمود قنيدل ومحمد خير، ما هو إلا مجرد شائعات وأن "تلاسن اللاعبين" في الممرّ المؤدي إلى غرف اللاعبين، ما هو إلا حالة معتادة في كثير من المباريات.

 توقيت قرار اتحاد الكرة بشأن عقوبة الإيقاف بحقّ أربعة لاعبين من فريقي الوحدات وشباب الأردن "عامر شفيع ومحمود قنديل ومحمد خير ووسيم البزور"، أثار أكثر من علامة استفهام وتعجّب، ذلك أنه استند إلى تقرير أمني عوضا عن تقرير مراقب المباراة، والتقرير الأمني في هذا المقام لا يمكن الأخذ به ولا يصلح إلا في المحاكم؛ لأن تقرير مراقب المباراة هو ما يؤخذ به فقط والمعترف به دوليا، مع أن اتحاد الكرة أشار في تعليماته إلى أنه بمقدوره الاعتماد على التقرير الأمني كبيّنة مساعدة لتوضيح الحقائق.
 
صحيح أن مراقب المباراة قد لا يشاهد كل شيء وبالتالي لا يذكر الحقيقة كاملة، لكن المشكلة في التقرير الأمني انه يحدث خللا في العلاقة بين الأندية والدرك، والتعليمات المعمول بها لم تحددها مديرية الدرك بل هي نتاج عمل الاتحاد، بيد أن تلك التعليمات التي يتم تمحيصها في كلّ موسم تكاد تتضمن سلسلة من الأخطاء التي لا بد من تلافيها لاحقا، فما من مادة في التعليمات تشير إلى عقوبة بحق لاعب يقوم بإحداث ضرر في غرفة غيار اللاعبين بعد المباراة كما فعل عامر شفيع مثلا.
 
كان اتحاد الكرة في غنى عن وضع نفسه في موقف حرج مثل هذا يمكن أن يؤدي إلى تفسيرات واستنتاجات خاطئة، فالتعليمات التي توضع يجب أن يتم احترامها من قبل كلّ ركن من أركان اللعبة، ويجب أن يتذكر اتحاد الكرة بأنه يدير دوريا للمحترفين وليس تحت مسمى آخر، وبالتالي فإن استحقاقات الاحتراف تفرض على الاتحاد وضع اللوائح المعترف بها، والتي يمكن أن تدير المسابقات وتحكمها بعدالة وشفافية بعيدا عن التفسيرات والتأويلات، وربما من غير المعقول أن تبقى اللجان من غير إعادة تشكيل ومن المفترض أنها تقوم بدور الذراع المساعد لمجلس إدارة الاتحاد.
 
وما حدث يجب أن ينبّه الاتحاد إلى ضرورة التنبيه على الحكام والمراقبين بكتابة التقارير جيدا، ووضع النقاط في مكانها الصحيح، واستخدام المفردات التي لا تتعارض مع النصوص الموضوعة في التعليمات، فثمة خلاف على تفسير كلمة "التلاسن" بين اللاعبين، هل هو سبّ وشتم وتحقير أم هو كلام عادي فلماذا لا تسمى الأشياء بأسمائها؟.
 
النقطة المهمة الأخرى التي يجب التنبّه لها، وهي المتعلقة بآلية تبليغ الأندية بالقرارات وضرورة أن يراعي الاتحاد وجود مباريات للفرق، فلا يجوز مطلقا أن تبلغ الأندية عن تلك القرارات قبل يومين من موعد بدء المباراة، في الوقت الذي يحقّ فيه للنادي الاعتراض خلال يومين من تسلّمه القرار ومن حقّه الاستئناف بعد مرور 48 ساعة من صدور القرار، وبالتالي ماذا سيستفيد الفريق المعترض والمستأنف طالما أنه سيلعب المباراة قبل صدور الردّ والاستئناف؟.
 
يسجل لاتحاد الكرة أنه تراجع عن الخطأ في إيقاع عقوبة غير منصوص عليها في التعليمات، ويسجل عليه أنه وقع في الخطأ عندما قبل بتقرير الدرك كنتيجة نهائية مسلّم بها، ثم تراجع بعد حين عقب صدور تقرير جديد من الدرك ينفي حدوث اشتباك بين اللاعبين محمد خير ومحمود قنديل واقتصار الأمر على تبادل الشتم، في حين يشير إلى عدم حدوث اشتباك أو شتم بين اللاعبين عامر شفيع ووسيم البزور، وإنما قيام الحارس عامر شفيع بكسر زجاج غرفة غيار اللاعبين.
 
ما جرى يدعو اتحاد الكرة إلى تفعيل دور مراقب المباراة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون إمكانية توفير أجواء التشابك بين اللاعبين والمدربين والإداريين بعد المباراة الغد