صحيفة العرّاب

باراك يدعو الفلسطينيين لـ"انتهاز" فرصة السلام وحماس تدعو مصر لـ"صفحة جديدة"

دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس الفلسطينيين الى "انتهاز" الفرصة لاستئناف مفاوضات السلام.

 وقال باراك للصحافيين اثر محادثات اجراها في منتجع شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك ان اسرائيل اتخذت اجراء "غير مسبوق" عبر قرار وقف الاستيطان في شكل جزئي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
 
واضاف "نقبل بحل ورؤية الدولتين، لقد قررنا الاعتراف بكل الاتفاقات التي وقعتها الحكومات السابقة"، في اشارة الى الحكومة اليمينية الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو.
 
وتابع باراك "نأمل ان يرى الفلسطينيون بدورهم خلال الاسابيع المقبلة الفرصة التي ينبغي انتهازها لاستئناف المفاوضات".
 
وتوقفت مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008.
 
وتشترط السلطة الفلسطينية لمعاودة المفاوضات وقفا كامل للاستيطان الاسرائيلي يشمل القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها العام 1967. لكن اسرائيل ترفض هذا الامر.
 
وبحث باراك ومبارك ايضا المفاوضات المستمرة لاجراء عملية تبادل للاسرى بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والدولة العبرية، وفق ما افادت اوساط الوزير الاسرائيلي.
 
وتجري اسرائيل وحماس مفاوضات غير مباشرة ترعاها مصر بمساعدة وسيط الماني بهدف مبادلة الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
 
من جهتها، دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس القيادة المصرية لاستئناف جهودها بعد التوتر الاخير الذي شاب علاقة الحركة بمصر من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية بين الحركة وفتح مع المطالبة باعادة فتح الحوار لحل المسائل المعلقة.
 
وقال محمود الزهار القيادي في الحركة للصحفيين "ندعو الاخوة في مصر لفتح صفحة جديدة للتوقيع على اتفاقية المصالحة و تنفيذها بالسرعة الممكنة وتقويض التداعيات السلبية الناشئة في الفترة الاخيرة".
 
وتابع "نحن ذاهبون بكامل القناعة الى المصالحة، ذاهبون بكامل التصميم على انجازها".
 
واوضح الزهار "عندما اعترضنا على ما جاء في الورقة كانت ملاحظاتنا تستهدف تحصين اتفاق المصالحة وضمان تنفيذها لا لرفضها".
 
واضاف "اذا كانت مصر تضمن عند التطبيق ما اتفقنا عليه فنحن ذاهبون ولكن اذا كانت بقيت بعض القضايا معلقة فلا بد ان يتم بيننا وبينهم وبين الفصائل الفلسطينية حوار".
 
ودعا الزهار "الاخوة في مصر لدعوة قيادة حركة حماس للنظر في كيفية تحصين هذا الاتفاق من السلبيات التي يمكن ان تنشا عند التطبيق".
 
وشدد على انه "اذا توفرت النوايا و توفرت الضمانات من اي جهة كانت وبالذات من مصر لحسن تطبيق المصالحة سنذهب اليها".
 
واعلنت مصر ارجاء توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الى اجل غير مسمى بعد ان رفضت حركة حماس التوقيع عليه في الموعد المحدد وهو 15 تشرين/الاول اكتوبر الماضي.
 
ووقعت فتح من جانبها الاتفاق واتهمت حماس بتعطيل التوافق الوطني الفلسطيني.
 
وتوترت العلاقة بين مصر وحماس بعد مقتل شرطي مصري برصاص فلسطينيين في السادس من كانون الثاني/يناير على الحدود بين مصر وقطاع غزة واصيب عشرات الاشخاص من مصريين وفلسطينيين بجروح في مواجهات اندلعت اثناء تظاهرة نظمتها حركة حماس احتجاجا على منع دخول قافلة مساعدات الى غزة.
 
وبهذا الصدد، قال الزهار "اوشكنا على الانتهاء من التحقيق في احداث مقتل الجندي المصري وهناك اطراف تعمل على خدش العلاقة بين حماس ومصر".
 
واكد على ان حركته "ليست جزءا من اي محور اقليمي ولم تدخل في محاور لانها تضعف القضية الفلسطينية".
 
وفي سياق متصل، عبرت الامم المتحدة عن القلق مجددا حيال استمرار العراقيل التي تقوض الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
 
وقال مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرناندز ترانكو في تقريره امام مجلس الأمن الدولي في جلسته الشهرية حول الوضع في الشرق الاوسط الليلة الماضية "إن انعدام الثقة بين الطرفين والنزاع حول مرجعية المفاوضات والتوتر في القدس بالإضافة إلى التنمية غير المتوازنة في المناطق المتبقية من الضفة الغربية والظروف غير المستدامة في غزة من شأنها أن تعرقل النشاطات الدبلوماسية لاستئناف المفاوضات بين الطرفين".
 
وأضاف أنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير لم يتم فتح المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية بما فيها بيت الشرق وغرفة التجارة خلافا لما جاء في خارطة الطريق.
 
من جهته، قال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور ان العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على غزة والحصار المفروض على القطاع منذ حوالي ثلاث سنوات يؤكد دون أي شك نية إسرائيل معاقبة الشعب الفلسطيني بشكل جماعي وتسببت في محنة اقتصادية واجتماعية وزرعت بذور اليأس العميق في نفوس الفلسطينيين.
 
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم الخميس عشرة فلسطينيين في الضفة الغربية.
 
وذكرت مصادر فلسطينية ان الاعتقالات تمت في مدن نابلس ورام الله والخليل.
 
وفي غزة، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح اليوم الخميس مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل مدينة رفح جنوبي القطاع.
 
وقالت مصادر فلسطينية إن زوارق بحرية الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب قوارب الصيادين قبالة شواطئ رفح قبل أن تقوم بمطاردتهم في عرض البحر ملحقة أضراراً ببعض المراكب ،ما اجبر الصيادين على مغادرة البحر خشية على حياتهم.
 
وتستهدف زوارق الاحتلال بشكل يومي الصيادين في قطاع غزة في محاولة منها لمنعهم من مزاولة مهنة الصيد التي يعتاشون منها ويعيلون أسرهم.
 
كما توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح اليوم شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة وجرفت مساحات من الاراضي الزراعية.
 
وقال مصدر فلسطيني ان قوات الاحتلال المعززة بالدبابات والجرافات توغلت في بلدة القرارة شرق خانيونس وقامت بأعمال تجريف للاراضي الزراعية بالمنطقة.
 
(وكالات)