صحيفة العرّاب

الملك يرفض أي طرح بقيام الأردن بدور في الضفة الغربية المحتلة

حذر جلالة الملك عبدالله الثاني امس من أن العالم برمته سيدفع ثمن الفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي تؤيده أكثرية الفلسطينيين والإسرائيليين ويشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

ورفض جلالته أي طرح بقيام الأردن بدور في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن الأردن لا يقبل حتى مناقشة هذا الطرح. وقال إن الدور الوحيد الذي سيظل الأردن يقوم به هو مساندة الأشقاء الفلسطينيين على إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
وأكد جلالته، خلال تحدثه في جلسة حوارية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الأردن لن يقبل باستبدال الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بجيش أردني، لافتا إلى أن ما يريده الفلسطينيون هو حقهم في دولتهم المستقلة.
ورفض جلالته، خلال الجلسة التي حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله، أي حديث عن الخيار الأردني، مؤكدا أن هذا مرفوض من قبل الأردنيين والفلسطينيين وإنه إذا لم يتحقق حل الدولتين فإن البديل هو خيار الدولة الواحدة.
وقال جلالته في رد على سؤال إنه وللمرة الأولى متشائم من الوضع الذي آلت إليه جهود تحقيق السلام وحل الصراع الذي تسبب بمعاناة هائلة على مدى العقود السابقة.
وشدد جلالته، خلال الجلسة التي أدارها فريد زكريا، الإعلامي في شبكة (سي ان ان ) والتي ستبث الحوار يوم الأحد المقبل وستنشر تفاصيله بعد بثه، على أن الأمور ستزداد سوءا إذا لم يتم التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار جلالته إلى أنه إذا لم يتم البدء بمحادثات جادة وفاعلة خلال الشهر القادم، فإن فرص تحقيق السلام ستتضاءل بشكل كبير، محذرا من أن استمرار الوضع القائم يقوض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.
وقال جلالته، خلال الجلسة التي حضرها ولي عهد البحرين سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية المشاركة في المنتدى الاقتصادي، إن الرئيس الأميركي ملتزم بحل الدولتين وشدد على الحاجة إلى دور أميركي فاعل لاستئناف المفاوضات لأن مصداقية أميركا في المنطقة على المحك.
وقال جلالته إن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة وأن حلها على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للوصول إلى السلام في الشرق الأوسط، وقال إنه إذا ما تم التوصل لحل لها، ستحل العديد من الملفات الساخنة في المنطقة.
وشدد جلالته في رد على سؤال على رفض الأردن للخيار العسكري في التعامل مع إيران، داعيا إلى التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وأكد جلالته حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وعلى ضرورة التعامل بشفافية مع جميع الملفات النووية في المنطقة بما في ذلك الملف النووي الإسرائيلي.
وسئل جلالته عن موضوع «الهلال الشيعي» فأكد أنه لم يتحدث عن «هلال شيعي» وأن ما كان قاله هو أنه كان قلقا من أجندة البعض في الحكومة الإيرانية التي تستهدف خلق انطباع بوجود هلال شيعي «لأن ما لا نريده هو إيجاد صراع بين السنة والشيعة».
وقال جلالته إن «ما حذرت منه هو إستراتيجية سياسية كانت ستؤدي في النهاية إلى فتنة سنية شيعية».
وأشار جلالته إلى أنه خلال الحرب الإيرانية التي بدأت حربا حول الأرض وتحولت لاحقا إلى قضية بين العرب والفرس، «وهذا أمر أعتبره خطأ»، لم يتم الحديث أبدا عن الجانب المذهبي لأن اللعب بهذا الموضوع يشكل كارثة. وأضاف جلالته أنه «عندما شعرت أن هنالك أجندة تحاول الدفع باتجاه الفتنة المذهبية أطلقت جرس الإنذار لأنه ليس من المسموح أن يحدث هذا».
وتناولت الجلسة الحوارية الأوضاع في العراق، حيث أكد جلالته دعم الأردن لأمن واستقرار العراق.
وقال جلالته إنه يؤمن بقدرة العراقيين وحرصهم على تجاوز التحديات التي تواجه بلدهم.
وأمل جلالته أن تسهم الانتخابات البرلمانية المقبلة في تعزيز أمن العراق واستقراره.
وأكد جلالته أن العالم العربي والإسلامي يواجه مجموعات إرهابية تحاول تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة.
وأكد في رد على سؤال أنه «إذا أحسسنا أن هنالك من يحاول مهاجمة الأردن سنهاجمهم».
واستذكر جلالته العمليات الإرهابية التي ضربت ثلاثة فنادق في عمان في العام 2005 وذهب ضحيتها أكثر من ستين من الأبرياء وجرح فيها أكثر من مئة، مؤكدا حق الأردن في الدفاع عن مواطنيه وأمنهم.
وأشار جلالته إلى الجهود التي يقوم بها الأردن لإظهار الصورة الحقة للدين الإسلامي الحنيف ومواجهة من يريدون اختطاف الإسلام وقيمه السمحة.
وأكد جلالته اعتزازه بجهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية الأردن ومواجهة الإرهابيين الذين لا صلة لهم بديننا.
وأوضح جلالته في رد على سؤال أن الأردن ماض في مسيرته الإصلاحية التحديثية، قائلا «إنها شراكة بيني وبين الشعب بهدف المضي قدما في تعزيز الديمقراطية», مؤكدا ثقته بقدرة الأردنيين على تحقيق ذلك. ولفت جلالته إلى الانتخابات النيابية القادمة وإلى مشروع اللامركزية الهادف إلى زيادة مشاركة المواطنين في صناعة مستقبلهم.
وسئل جلالته عن كيفية تمكن الأردن من تحقيق إنجازات اقتصادية لافتة على مدى السنوات العشر الماضية رغم شح موارده، فأجاب المهم هو أن لا تقبل «لا» كجواب، حيث أن هناك فئات دائما تقول «لا، تسك، ما بيزبط» بمعنى أنه لن يكون من الممكن تحقيق الأهداف».
وشدد جلالته على أن رؤيته من اليوم الأول لتحمله أمانة المسؤولية هي تحقيق الأفضل للأردن.
 
بترا