صحيفة العرّاب

96 ألف فتاة تجاوزن الـ «30» عاماً ولم يسبق لهن الزواج

شرع الإسلام الزواج لمقاصد سامية ولتحقيق غايات عظيمة جليلة ، منها على سبيل الذكر لا الحصر أنه وسيلة من وسائل العفاف والإحصان والعفة ثم أن من أهداف الزواج أنه سبب لبقاء النوع البشري والإنساني ، وأنه وسيلة إيجابية لتحقيق الأمومة والأبوة وصناعة الأجيال المتلاحقة لإقامة المجتمع المسلم.

 وناقش مؤتمر الاردن "مجتمعات وافراد ، ميراث وحداثة" يوم امس خطرا يهدد الزواج ويهدد هذه الأهداف السامية ، تعطل الزواج أوما يسمى بظاهرة العنوسة.
 
وقالت الأستاذة الدكتورة رويدا المعايطة ان الأسرة واحدة من أهم النظم الاجتماعية التي تحقق للإنسان المحض الأول لوجوده واستقراره واستمراره جسدا وروحا ونفسا وعلاقات اجتماعية.ومن هنا كان الزواج من أهم العمليات والعلاقات الإنسانية والتي تعتبر من موجبات ومستلزمات نماء الفرد ونضجه في مختلف نواحي النماء والارتقاء.
 
واضافت.. يظهر التقرير التحليلي للنتائج السنوية لمسح العمالة والبطالة 2008 معدل النشاط الاقتصادي المنقح 39,8% ، 64,4 % ذكر ، 14,7%انثى ، معدل البطالة 13,1% ، 10,3 % ذكر ، 25,6 %أنثى معدل الزواج الخام (لكل ألف من السكان)10,6 ، معدل الطلاق الخام (لكل ألف من السكان)2,1 ، متوسط العمر وقت الزواج (سنة)28 ، 29,5ذكر ، 26,5أنثى ، اما نسبة السكان الأردنيين المتزوجين من مجموع الأردنيين الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر 54,1 ، 53ذكر ، 55,3أنثى.
 
وبينت ان قوة العمل في المحافظات الأكثر سكانا (العاصمة ، إربد والزرقاء) وحوالي %18 من قوة العمل من الإناث ، مشيرة الى ان نصف الأفراد في قوة العمل في الفئة العمرية 25 - 39 سنة (49%) ، وحوالي نصف المشتغلين في الفئة الفاعلة والمنتجة 25 - 39 سنة ، ومعظم الإناث المشتغلات (74,7%) وأكثر من ربع الذكور المشتغلين (28,5%) يحملون مستوى تعليميا أعلى من ثانوي.
 
سرحان
 
من جانبه قال مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان عن واقع الزواج في الاردن ، ان الدراسة التي اعدها تشير الى ارتفاع نسبة العزاب من الذكور في الأعمار من 15 سنة فأكثر من 38,3% سنة 1979 إلى %40 سنة 2004 ، ووصلت إلى %46 سنة 2008 فيما انخفضت نسبة المتزوجين لنفس الأعمار من 60,3% سنة 1979 إلى %54 سنة 2004 ووصلت إلى %53 سنة ,2008
 
واضاف ان الدراسة اظهرت أن متوسط سن الزواج ارتفع بالنسبة للشباب ليصل إلى 30 عاماً وبالنسبة للفتيات 26,5 عاماً ، موضحا ان ارتفاع نسبة العزوبية في الأعمار أقل من (30) سنة بالنسبة للذكور حيث أن نسبة غير المتزوجين في فئة الأعمار 20 - 24 ، 25 - 29 سنة قد ارتفعت من %53 ، 31,5% على التوالي سنة 1979 إلى 94,6% ، 65,2% سنة 2008 ، أما الإناث فقد ارتفعت نسبة غير المتزوجات للفئات ذاتها والفترة نفسها من 33,6% ، 12,8 إلى 67,7% ، %34 على التوالي.وأشارت الدراسة إلى وجود ما يقارب (96) ألف فتاة أعمارهن تجاوزت الثلاثين عاماً ولم يسبق لهن الزواج.
 
بدارنة
 
وعزا عادل بدارنة من جمعية العفاف الخيرية ارتفاع نسبة غير المتزوجات لاسباب اقتصادية ومنها انتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل أمام الكثيرين ، وانخفاض وتدني مستوى الأجور والرواتب وارتفاع أجرة المساكن مما يجعل الشباب يحجم عن الزواج واستئجار بيت مستقل ، بالاضافة الى ارتفاع المهور وتوابعها وارتفاع تكاليف حفلات الزفاف وتأثيث المنزل.واقترح بدارنة (9) حلول رأى ان من شأنها حل المشكلة وهي التمسك بتعاليم الإسلام ، والعودة إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتوعية بأهمية الزواج وبناء الأسرة بحيث تساهم في ذلك وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات التربوية وخصوصاً في مراحل التعليم العالي ، وكذلك التعاون لتجاوز العادات والتقاليد التي تعيق إقدام الشباب على الزواج ، بالاضافة الى مبادرة الشخصيات الاجتماعية والمسؤولين إلى تزويج أبنائهم وبناتهم بتكاليف متواضعة.
 
ومن الاقتراحات دعم فكرة الأعراس الجماعية وتخصيص مبالغ سنوية من قبل المؤسسات التجارية لتقديمها كقروض حسنة للمقبلين على الزواج ، وإنشاء صناديق للزواج داخل العائلات والمؤسسات.
 
هلسة
 
من جهتها تعتقد الاعلامية حنان هلسه ان اسباب تأخر الزواج والعنوسة تعود الى تعليم المرأة ، دخول المرأة سوق العمل ، الوضع الاقتصادي للعائلة ، تغير الثقافة الاجتماعية ، الشكل العام للمرأة والرجل ، الاعلام والانفتاح الثقافي العالمي.وناقشت الهلسة هذا الامر وفقا لنتائج احصائية حيث قدمت احصائيات عن المتزوجين والعزاب فقد بلغ متوسط العمر عند الزواج في الاردن للإناث 3,26% والذكور 8,29%. وتظهر الاحصائيات بخصوص الحالة الزوجية (اعزب 15سنة فما فوق) ككل من مجموع السكان ان الاناث تشكل نسبة %36 والذكور 3,46% فيما تبلغ نسبة المتزوجين من الاناث 6,55% والذكور 6,52% ، اما بخصوص العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج 35 سنة فأكثر حيث تشكل نسبة الإناث 8,7% ذكور 4,3%.وحول التأثير الاجتماعي على قرار الزواج المتأخر ومشكلة الزوجة الثانية فقد اوضحت ان اسباب ذلك تعود الى نظرة المجتمع للفرد ، وايضا الى تحميل المرأة مسؤولية عدم الزواج ، وكذلك اعتبار الاسرة هي اساس المجتمع والثقافة الاجتماعية بمعنى حصر المرأة بالأسرة ، الى جانب رفض المجتمع للفرد بالاستقلال بالسكن خصوصا الاناث ورفض اعطاء المرأة حرية للحركة الاجتماعية والثقافية والسياسية واخيرا مشكلة القبول بان تكون زوجة ثانية للخلاص من مشكلة العنوسة. الدستور