بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
من الغرابة ان نستغرب تصريحات المسؤولين الرسميين. الاغرب عدم احساسهم هم انفسهم، بردود افعال الناس المستنكرة لاقوالهم،مع ما يرافق ذلك من شعور بالغثيان،ووجع يفوق وجع الاسنان.قال شكسبير ذات الم: ان كل فلسفات العالم لا تعادل وجع ضرس ليلة واحدة. لكنه ثبت للراسخين في علم الشعوب و الاجناس،وعلماء النفس والاجتماع على السواء، ان الوجع الاكثر إيلاماً على الاردنيين من آلآم الوضع عند المرأة، ووجع الاسنان،والمغص الكلوي مجتمعين، احاديث مسؤوليينا اللامسؤولة التي تُدمي القلب وتجرح المشاعر.
*** العاقل لا يستطيع منع نفسه من احترام اصحاب العقول النيّرة،اولئك الذين يحترمون عقول الآخرين حتى لو اختلف معهم.كذلك لا يستطيع الا ازدراء اصحاب العقول الخادعة التي "تستحمره"حتى لو هز راسه بالموافقة زوراً.ففي الالفية الثالثة لازال ذوي العقول المتحجرة،يعملون على"تطفيل" شخصية المواطن أي إبقائه طفلاً خلف حاجاته وغرائزه،كأن جُلَّ اهتمامه اشباع الحيوان البدائي الهمجي الرابض في اعماقه،من اجل إتهامه بعدم النضج السياسي،والمراهقة الفكرية.و لغباء أُولي الامر، لم يدركوا بعد، ان انساننا كسر الطوق الاذعاني،ولم يعد ذلك المطواع الذي يُسْلِمُ نفسه كالميت ليُقّلبه شيخ الطريقة كما يشاء،ويحشو دماغه بما تيسر له من خزعبلات.
** مهمة الكاتب الذي منحه الله نعمة الوعي ان يكتب بمحبرة ضميره،لا بمبولة غيره .ان يكتب بحسه لا ان يدندن بمزمار من يركبه.ذاك لن يتأتى الا من خلال امتلاك الكاتب القوة الادبية والشجاعة الاخلاقية على الكتابة الصادمة لا الكتابة المدغدغة الناعمة.الكتابة الصاعقة الجريئة لا الكتابة المهادنة المنافقة، كالتي يرسمها السعدان بذيله،عندما يتقافز من شجرة الى اخرى بحثاً عن ثمرة طرية هنا، وثمرة لذيذة هناك. موقفه القردي المتحول هو عكس كاتب الموقف الثابت الذي يكتب ليستفز المسؤول ويوجع قلبه، بكلمات واخزة دفاعاً عن حقوق الناس.خاصة، ان علينا جرأة الاعتراف بان المجتمع الاردني يعيش حالة مقلقة من اللا استقرار.حملٌ كاذب بلا انجاب. جعجعة بلا طحن.نزع ولا موت.تساقط اوراق رزنامة العمر من دون حياة.واجب الوجوب اصبح على الكاتب الرد على كلام المخادعين،بما يُعرف بالعلاج بالصدمة الكهربائية،لاستفزاز حالة الوعي المُتبلدّة،او العلاج بالضربات الكهربائية التي يستعملها طبيب القلب لانعاش المريض الذي توقف قلبه.
** تصريحات المبشرين البررة بجنة التطبيع / الرباعي الرسمي عبد السلام المجالي،علاء البطاينة،وليد عبيدات، محمد المومني جاءت لتعطير جثة متفسخة ترتدي حلة متسخة،باستخدام ادوات نفي سلبيات المعاهدة الفضيحة،وليس اثبات ايجابياتها.لذلك لجأ المواطن الى مغارة جبلية لتعصمه من سيل الاكاذيب وطوفان الادعاءات التي تسم البدن وينأى بنفسه بعيداً عن مخرجات المعاهدة الكريهة.على ضوء ما تقدم صار مطلوباً من مؤسسات الدولة،طلب شهادة لياقة نفسية من المسؤوليين الى جانب الشهادة العلمية للتأكد من سلامتهم الذهنية.خصوصاً بعد اعلان وزارة الصحة احصائيتها المحرجة، بان ربع مجتمعنا يعاني من امراض نفسية،مع اليقين ان الحكومات لم تصدق مرة حتى في نشراتها الجوية و اسعار الخضار، فكيف تصدق في هكذا احصائية خطيرة. رقم لا يحتاج عبقرية انشتاين لحسابه،لانه يشي بعدم الدقة قياسا لجرائم القتل،تعاطي المخدرات،المشاجرات،الانتحار،الشذوذ،الانحلال الاخلاقي،الطلاق،ادمان الكحول،زنا المحارم، الكآبة الحادة ،العصبية الزائدة، النرفزة لاسباب تافهة. ناهيك ان الكبار والمترفين اما ان يستدعوا الاطباء النفسيين لبيوتهم بسرية تامة او ان يتعالجوا في اوروبا، لكي يظلوا خارج التغطية الاحصائية للتعتيم على شخصياتهم الهشة.
** العقيدة اليهودية التي يؤمن بها يهود العالم بلا استثناء: ان لا اسرائيل من دون القدس،و لا قدس من دون الهيكل ،و اناشيدهم الصباحية في المدارس والمعسكرات تصدح صباح كل يوم" الضفة الغربية لنا والشرقية لنا". الاشد وقاحة،ولمن لا يصدق العودة لكتابهم المقدس التلمود الذي يقول حرفياً :إن الأُميين "غير اليهود" خلقهم الله ليكونوا حميراً يركبهم اليهود،وكلما نفق حمارُ نستبدله بآخر، كذلك يؤمنون بان ربهم "يهوه" لن ينزل من عليائه للارض الا بعد اكتمال بناء الهيكل مكان الاقصى ليحكم بهم العالم،ولن يكون ذلك الا بتعرية العالم بالمعنيين الحرفي بتشليح النساء، والرمزي بفضح الزعماء كما قال "سارتر"في المسألة اليهودية.تُرى ماذا نقول نحن ؟!.
** عبد السلام المجالي، وصفه كاتب قلاب بالشجاع الذي لم ترتجف يده عند التوقيع، و كانه يمهر بسيف صلاح الدين صك هزيمة الصليبيين: فماذا قال عبدالسلام في جامعة البلقاء : "لم اجد سلبية في المعاهدة منذ عشرين عاماُ". هذا تحايل لفظي وهذه لغة التفافية على الحقائق،فكان الاولى به ان يذكر ايجابية واحدة من قبيل "اذكروا محاسن موتاكم"رغم انه حديت ضعيف، لكننا نَذكره،وهو ابن الـ"89" بحديت صحيح عن النبي صلوات الله عليه "حوضي من عدن الى عمان البلقاء"فالمكان له هيبته ورمزيته ويجب احترامه. وكانت الشفافية تقتضي من الرئيس التسعيني ايضاً الاعلان الصريح ،بالتزامن مع تفجير قنبلته المدوية في حضن الشعب الاردني بان "الباقورة مبيوعة"من باعها ولمن؟ّ!. لا ان يترك المعلومة كذبيحة مكشوفة تحط عليها اسراب الذباب؟!.
*** علاء البطاينة الذي لمع نجمه في سرعة خاطفة،وكاد نوره ان يخطف الابصار وهو يعتلي المناصب،قافزاُ من "القفة الى اذنها" ومن وزارة الى اخرى.فجّر قنبلة اكثر دوياً باعلانه يهودية فلسطين في جامعة مؤتة بالقول: "نحن نشرب ماء اسرائيل،ونطير فوق سمائها،فلماذا لا نستورد غازها؟!ولم يدرِ السياسي المحنك ان فلسطين ارض عربية على الشيوع منذ ان خلق الله الخلق.الخطيئة الثانية التي اقترفها البطاينة الاعتداء على رمزية المكان .ففي مؤتة، دارت معركة دامية في حياة الرسول عليه السلام بين ثلاثة الف مؤمن سجلوا ملحمة بطولية و "200" الف مقاتل رومي .كان للايمان معجزته الكربلائية بانتصار الدم على السيف.
** محمد المومني،وزير اعلامنا العتيد الذي هددّ اسرائيل هو الاخر بعنفوان فرسان العرب الصناديد ـ بتاع زمان ـ "ان كل الخيارات كانت مفتوحة". لا حظوا "كانت" مفتوحة وتم "رقعها" عند جراح ماهر مختص بعمليات الترقيع،ولا ندري ان كان المجالي هو النطاسي البارع راتق "الفتوح" ام فاتح "الجروح".و لا نعرف ان كان المومني يجهل،ان على مرمى حصاة من تصريحاته، يرقد الملك الموآبي العظيم "ميشع" الذي طرد الغزاة اليهود من ذيبان الاردنية ولمخالفة للعقيدة اليهودية وتعاليم التوراة التي تقول: " لا تطبخ جدياً بلبن امه" امر بطبخ اللحم باللبن ليصبح المنسف الطبق الاشهر والمفضل اردنياً.
*** وليد عبيدات حفيد الرمز الوطني الكبير،حامل وسام الشرف كاول شهيد اردني على ارض فلسطين.ذهب اليها منتصب القامة،راكباً فرسه،متمنطقاً سلاحه،ثم عاد لوطنه محمولاً على اكتاف الرجال. المدهش ان فرسه سبقته وحدها من ارض المعركة لتموت على عتبة بيته وفاءً لفارسها.حقاُ الخيل تشبه اهلها،فيما وليد الحفيد السفير في "تل الربيع"، ولا ندري ان كان يدري او لا يدري انها مدينة عربية جرى تحريفها الى " تل ابيب" عبرياً التي حذر منها اسرائيل اثناء احتفاله مع اليهود بالمعاهدة المشؤومة، انها "ستكون" مهددة بسبب الاستيطان. لاحظوا كلمة " ستكون".لكن الفارق بين "كانت" المومني و"ستكون" عبيدات. ان كينونة المومني انتهت برقعة،و"كينونة" عبيدات "ستكون" بعد ابتلاع فلسطين.
** الطامة،ان حمامة عبد السلام لم تحلق فتراً واحداً منذ عشرين عاماُ،اما بيضات وليد عبيدات التي وضعها في سلة اليهود،لم تفقس كتكوت حمام انما فرخ ثعبان يدعى،موشيه فيجلين ينضح كراهية للعرب والمسلمين.فقبل شهرين صعد على سطح قبة الاقصى بحذائه،وزرع العلم الاسرائيلي فوقها،واليوم يدعو لرفع الوصاية الاردنية عن المقدسات، والتعجيل بهدم الاقصى، لبناء الهيكل المزعوم مكانه.فاتقوا الله في تاريخنا ومستقبل اجيالنا. ."فبيضُ النملِ لا يلدُ النسورَ/ وبيضةُ الافعى يخبيءُ قشرَها ثعبانْ.
** توقيع كامب دافيد،اوسلو،وادي عربة،عمل صادم،لن تغفر الامة لهذه الِفَعَلَةِ،لانها ليست معاهدات بل شراك للايقاع بنا في فخ "ان لا حول لنا ولا قوة امام اسرائيل"،وبرمجة عقولنا بان التسليم بما هو قائم "قدرٌ الهي"،مع ترسيخ الاعتقاد ان دعاة التطبيع لديهم قوى خارقة لاستشراف المستقبل، يعرفون مستقبلنا افضل منا ،وهم في واقع الامر اشخاص اقل من عاديين.سبب لعبتهم "لعبة البيضة والحجر"اعتقادهم اننل نعيش غيبوبة عقلية وهم عباقرة. فاهم ما يهددهم سلاح المعرفة الذي يعريهم، عندها ستخور قواهم ويلقون اسلحتهم الفاسدة.