صحيفة العرّاب

علامات بوجود شبهة جنائية.. تحقيق في ملابسات وفاة نجل مسؤول سوداني بعمان

  تحقق الأجهزة الأمنية في ظروف وملابسات غامضة لوفاة شاب (17 عاما) من جنسية سودانية، إثر سقوطه عن سطح أحد برجين قيد الإنشاء، قرب الدوار السابع في عمان، وفق مصدر أمني لم يكشف عن اسمه.

 ورغم الغموض الذي يحيط بوفاة الشاب، نجل أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية/ مكتب العراق في عمان، فقد نقل مقربون عن أسرته الى "الغد" أن "شبهة جنائية" تدور حول وفاته.
 
 وفي وزارة الصحة أكد مصدر مسؤول في الوزارة على أن نتائج تقرير الطب الشرعي حول الوفاة، ستظهر بعد ظهر اليوم، بعد أن كشفت صور الأشعة التي أخذت للشاب بعيد وفاته، عن وجود علامات في الجثة تثير "شبهة جنائية".
 
وكان من المفترض تشريح جثمان الشاب أمس، لكن المصدر أكد لـ "الغد" على "ضرورة التأني في عملية التشريح، وصولا الى نتائج دقيقة قبل تسليم جثمانه الى ذويه".
 
وقال المصدر ذاته "إن نتائج التشريح، ستكون الفيصل الوحيد في هذه القضية"، لافتا الى أن ذويه طلبوا أمس تسلم جثمانه، ليوارى في بلده السودان، بيد أن هذا الطلب تأجل الى ظهر اليوم.
 
 ويروي مقربون من أسرة الشاب المتوفى، والذي يقطن هو وعائلته في منطقة الرابية، بعد خروجه من منزله، تفاصيل اختفائه قبل الوفاة، قائلين "لم يرجع الشاب بعد صلاة فجر الجمعة الى منزله، رغم أن المسجد لا يبعد سوى دقائق عنه".
 
 وأضافوا "بقي ذووه يبحثون عنه لدى أصدقائه وأقاربه طوال يوم الجمعة، لكنهم فوجئوا بأن الأجهزة الأمنية، تدق بابهم أمس، طالبين منهم التعرف على جثة ولدهم المهشمة"، لافتين الى أن "الصدمة لجمت أفواههم، لكنهم آمنوا بقضاء الله وقدرة".
 
 ويدرس المرحوم في مدرسة عالمية في عمان، وقد وصفه أصدقاء له، بأنه "مثقف بعلوم الدين والدنيا، متميز أكاديميا، وذكي جدا،" وأكدوا على أنه "لم يعان من أي مشاكل نفسية، قد تدفعه الى الانتحار، بل كان شخصا اجتماعيا محبا للجميع".
 
وتنتظر أسرة المرحوم بفارغ الصبر، نقل جثمانه الى بلده السودان، التي صرح قبل وفاته بأنه كان يأمل قضاء "عطلتة الصيفية في ربوع عصامتها الخرطوم"، وفق مقربين من أسرته.
 
 وقال المقربون لـ"الغد" إن والد الشاب "انتقل الى العمل في منظمة الصحة العالمية، خبيراً دولياً في مجال الصحة في العراق، وفضل البقاء هناك، استشعاراً منه للمسؤولية، وعوناً لشعب العراق الشقيق، حتى يتجاوز الأزمة، بينما أجْلت الكثير من الوكالات والبعثات الدبلوماسية موظفيها، ومن ضمنهم السفارة السودانية".
 
 وشاءت الإرادة الإلهية، بحسب مقربين من أسرة الشاب، بأن يكون والده موجوداً في موقع الانفجار المروع الذي أودى في آب (اغسطس) 2003، بحياة نحو 46 شخصاً من موظفي الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم مدير المكتب بالعراق سيرجو دي ميلو.
 
 وكان والد الشاب من بين مصابي الانفجار، إذ دخل في غيبوبة طويلة جراء إصابته بشظايا في رأسه، وعلى إثرها نقل إلى مستشفى في بغداد، ثم رحِّل إلى الكويت، لينقل منها إلى ألمانيا، لإجراء عملية جراحية عاجلة له، لإزالة الشظايا من رأسه، وبعدها انتقل إلى مستشفى سويسري، ليقضي فترة نقاهة، وعقب تماثله للشفاء، انتقل الى العمل في منظمة الصحة العالمية/ مكتب العراق في عمان.