ورد في محكم التنزيل العزيز قوله تعالى ' يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ ' صدق الله العظيم
لاشك أن الآية المذكورة وردت في معرض بيان قدرة الله تعالى في الخلق والكون لتأخذ الناس العبرة وتعود في حياتها الى خالقها سبحانه .
لكن مما يتفق عليه أن هذه الآية لم ترد لتبرير اجرام البشر واهمالهم و ممن ؟؟ من الذين يفترض أنهم أيدي سلام بيضاء أقسمت على شرف هذه المهنة أن تحافظ قدر الامكان على حياة الإنسان التي هي حق من الله تعالى كفله لكل البشر والتي جعلت المال وبريقه بديلا عن الحياة .
روح بريئة أزهقت بين يدي كادر المستشفى الاستشاري وهم على علم بحالتها لا لشئ وانما انتظار المال ، تلك المجزرة التي تتكرر بحق الكثير من المواطنين والتي لم تضع وزارة الصحة حدا لذلك ، فبدلا من أن تقوم المستشفى بواجبها الأساس بإنقاذ أرواح المواطنين ، تتحول المستشفى الى مسلخ لسلخ الأرواح قبل الجيوب .
فتاة حامل وكانت في شهرها التاسع الى المستشفى الاستشاري وكان تعاني من ارتفاع بالضغط اضطر ذووها على اثره لنقلها الى المستشفى خوفا على صحة الأم وجنينها .
وبحسب ذوي الفتاة لـ'جراسا' فإن الفتاة أدخلت الى قسم الطوارئ وقاموا بتشخيص حالتها وبناء عليها قرر قسم الطوارئ ادخالها الى غرفة العناية الحثيثة المشددة كونها تعاني من ظروف صعبة .
إلا أن المستشفى أبلغت ذويها بضرورة دفع مبلغ 2500 دينار قبل ادخالها الى الغرفة ،فوافق ذووها على دفع المبلغ وقاموا فورا بدفع المبلغ ، وبعد ذلك قرر الطبيب المختص اخضاعها لعملية ولادة قيصرية .
وبحسب ذوي الفتاة فإن الأم بقيت في الانتظار مدة ساعتين حتى جاء قرار الطبيب وخلال الانتظار أصيبت الأم بفشل كلوي وبدا عليها أعراض الجلطة ورغم ذلك قرر الطبيب اخضاعها للعملية ، و حدث ما لم تحمد عقباه إذ أصيبت الأم خلال العملية بجلطة على الرئة فقدت الحياة على اثرها ، وعاشت الطفلة التي حرمت حنان الأم بفعل يد الاجرام في مستشفى تجرد من معاني الانسانية.
انتظار لدفع المبلغ ، وساعتان حتى وصل قرار الطبيب ، و حياة المريضة بين يدي كادر الاستشاري كلعبة بلاستيكية لاقيمة لها ولا يلقون بالا في أي مزبلة يلقونها .
القضية أضحت واضحة وضوح الشمس أمام وزير الصحة وأمام القضاء الذي يجب أن يقول كلمته الفصل في مثل تلك الجرائم التي ترتقي الى جريمة القتل العمد .
هذه القضية بتفاصيلها التي تملكها 'جراسا' وبكافة المعلومات التفصيلية عن أصحاب القضية نعرضها أمام وزير الصحة وأمام قضائنا العادل ونقابة الأطباء ليقولوا كلتهم الفصل فعلا لا قولا وعلى استعداد لتزويد الجهات المعنية بكل التفاصيل التي لدينا ، فالروح مقدسة من الله تعالى القدوس ، لا يملك أيا كان نزعها .