كررت جلالة الملكة رانيا العبدالله امس مواد من الاعلان العالمي لحقوق الانسان لتذكر المجتمع الدولي بدوره حيال ما يحدث للاطفال في قطاع غزة وقالت "أقل ما يمكن فعله هو الضغط لوقف إطلاق النار، وقف إنساني لإطلاق النار، وقف لاطلاق النار لاجل الاطفال ... لمساعدة المصابين .. للبحث عن ناجين تحت الأنقاض .. لإنقاذ المرضى والكهول العالقين في منازلهم .. ولإدخال الإمدادات والمعدات والأطقم الطبية اللازمة."
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الطارئ الذي دعت اليه جلالتها لاطلاق نداء اغاثة حول الاوضاع الانسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وضم المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) سيغرد كاج، ونائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو جراندي، والممثل الخاص لمنظمة الصحة العالمية الدكتور جيدو ساباتينلي ومدير مكتب برنامج الغذاء العالمي جاك هيغنز.
وقالت جلالتها "ربما يكون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان غير عالمي! أو ان ابن غزة ليس انسانا جديرا بنفس الحقوق العالمية! هذه هي الرسالة التي يبعثها المجتمع الدولي اليوم". مشيرة الى المادتين الاولى والثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهما "يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق" و "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه".
واضافت "أقف هنا مع ممثلين عن العائلة الاممية، لنشرككم هول الكارثة الإنسانية في غزة." مؤكدة على ان ما يحدث في غزة هو انتقاص لانسانيتنا جميعا "كارثة انسانية لا تحدث في غزة فقط، الكارثة حدثت في انسانيتنا جميعا. واليوم أقول لكم: "انسانيتنا منقوصة دونهم. هي غير مكتملة، غير شاملة."
وقالت جلالتها "واحد وأربعون عاماً، وشعب غزة يعيش تحت الاحتلال. وثمانية عشر شهرا وغزة تعيش تحت الحصار، وعشرة أيام وأهل غزة يتعرضون لحملة عسكرية قاسية ومستمرة".
وقالت "اكثر من سبعين طفلا قُتلوا، قرابة ستمئة طفل جريح. ماذا يقول العالم لأمهاتهم؟ للأم الفلسطينية التي فقدت خمس بنات في يوم واحد؟ للأم التي تشاهد أطفالها ينتحبون، يرتعدون، يختبئون، ويعانون صدمات في لحظات نكاد لا نعانيها عمرا بأكمله؟ أنقول لها أن اطفالها خسائر ضمنية! أن حياتهم غير مهمة؟ أن موتهم لا يحتسب؟ أن أطفال غزة لا يحق لهم الحياة والحرية والسلامة الشخصية؟ ماذا نقول لهم؟"
وهنا اكدت جلالتها على وقف العدوان وقالت "يجب أن تعمل كل دولة على وقف القتال، وفتح المعابر، وعلى رأسها معبر كارني، للسماح بمرور مستمر للمساعدات خاصة القمح والوقود والادوية والاحتياجات الحيوية الأخرى".
وقالت "أقل ما يمكن فعله، هو ان تتجاوب الحكومات مع نداء الأونروا الطارىء لتخصيص أربعة وثلاثين مليون دولار لسد الاحتياجات الطارئة لسكان غزة العزل."
واكدت جلالتها على ان "أطفال غزة، الأحياء ومن يتشبت منهم بالحياة، أمهاتهم، أباؤهم، ليسوا خسائر ضمنية مقبولة!حياتهم مهمة، وموتهم يُحتسب.. لن نسقطهم من انسانيتنا العالمية، لأن معاناة أي طفل، أي مواطن، تنتقص من انسانيتنا."
واكد نائب المفوض العام للاونروا على ضرورة فتح المعابر بسرعة وبصورة مستمرة، مشيرا لاهمية ايصال الاغذية والمساعدات فالوضع في غزة صعب منذ 18 شهر ولكنه الان شبه مستحيل، وحذر انه بدون وقف لاطلاق النار ستزداد الصعوبة لاحداث اي تغيير هناك.
وفي اشارة الى خطورة الوضع في قطاع غزة، قال مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي أن ما يحدث هو أيضا "أزمة غذاء" وأن هناك نقصا في السلع الأساسية.
واضاف "في تشرين الثاني وكانون الاول لم نتمكن من الوصول الى الاهالي لان المعابر مغلقة، والآن نرى الأثار السلبية لذلك.
وقال اود ان اغتنم هذه الفرصة بالنيابة عن المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة لنعرب عن خالص تقديرنا لصاحب الجلالة الملك عبدالله ولجلالة الملكة رانيا على جهودهم الحثيثه والدؤوبة للحيلولة دون استمرار هذه المأساة الانسانية ولتخفيف حجم المعاناة على اهل القطاع وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني. واضاف " نشكر الشعب الاردني على اسهاماته ومساعداته التي قدمها في هذا الصدد لاخوانه واشقائة في فلسطين.
وأشارت المديرة الإقليمية لليونيسف إلى أن هذه الأزمة تضر النساء والأطفال أكثر شيء. وقالت "الأطفال يشكلون غالبية السكان وهم في أمس الحاجة للمساعدة النفسية... والدعم الطبي". واضافت ان عدد الضحايا الذي تم حصرهم حتى الان يشير الى ان اكثر فئة تتضرر وتكون بحاجة ماسة للادوية والمساعدات والاغذية هي فئة الاطفال.
وقالت لقد عانى اهالي القطاع جراء هذا العدوان نتيجة سياسة الاغلاق والحصار والتجويع من نقص الادوية وتدمير عدد من البنى التحتية ومراكز الخدمات ونقص الاجهزة الطبية في المستشفيات وتشريد الاطفال واهاليهم بعد تدمير منازلهم، هذه جميعا امور لا يمكن القبول بها او التغاضي عنها اننا نطالب بوقف فوري لهذا العدوان.
اما الممثل الخاص لمنظمة الصحة العالمية، فقد اشار الى وجود مستويات مرتفعة جدا من وفيات الاطفال الرضع والأمهات في غزة، ومعدلات مرتفعة لانتشار فقر الدم حيث تصل النسبة الى وجود واحد من كل ثلاثة أطفال يذهبون إلى مدارس الأونروا مصاب بفقر الدم، ونصف الأمهات الحوامل يعانين من فقر الدم ايضا. واضاف "الاطباء والطواقم الطبية لا تستطيع الوصول إلى وظائفها"، والمرضى لا يستطيعون التحرك بحرية للوصول الى المستشفيات".
ويأتي هذا المؤتمر الذي دعت اليه جلالة الملكة رانيا ضمن الجهود التي يبذلها الاردن في الوقوف الى جانب الاشقاء في فلسطين ودعوة المجتمع العالمي لتحمل مسؤولياته في وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ومساعدة اهالي القطاع.