"نريد حلا .. نريد حلا"، بهذه العبارة التنديدية بالنتائج الإلكترونية لامتحان الثانوية العامة (التوجيهي) في دورته الشتوية الحالية، وبغيرها، هتف عشرات طلبة الثانوية العامة أمام عدة مديريات تربية وتعليم في محافظات المملكة.
وشكلت احتشاداتهم أمام المديريات، لمطالبة وزارة التربية والتعليم بحل حقيقي لمشكلة الخطأ الذي تعرضت له نتائجهم في النسخة الإلكترونية التي بثت السبت الماضي، حالة اعتصام وتظاهر شبه عفوية.
وأدت احتشادات الطلبة وبخاصة أمام الوزارة في عمان، إلى قيام قوات الدرك بمحاولة منعهم من التجمع وطردهم من أمام مبنى الوزارة، وفق أقوال مجموعة منهم إلى "الغد"، كما احتجز بعضهم لعدة ساعات، ثم أطلق سراحهم.
ولم تثن الطلبة محاولة المنع والطرد والاحتجاز من المكوث أمام الوزارة عن مواصلة الاحتجاج بعد طردهم من أمام الوزارة، إلى التجمع أمام مقر وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بهدف إيصال صوتهم لمن ينصفهم، وفق أحد الطلبة الغاضبين.
وأبدى أغلب أفراد هذه المجموعة الغاضبة رغبتهم في أن تنظر الوزارة لمطلبهم بإعادة تقديم "التوجيهي" للدورة الشتوية الحالية، بعد أن "شابت عملية الإعلان عن نتائجهم الأخطاء".
واعتبروا أن الخطأ الذي حدث في إعلان النتائج بنسخة الوزارة الإلكترونية، لا ينحصر بفئة الطلاب غير النظاميين بل يشمل النظاميين أيضا.
والدة الطالبة بنان العكور القادمة من محافظة إربد، لتعبر عن احتجاجها مع جموع الطلبة المحتجين، طالبت بحل ينقذ ابنتها التي قدمت التوجيهي من فئة النظاميين، ووقع عليها "الظلم".
"توقعنا أن تصل نتيجة ابنتي إلى أكثر من 80 بالمائة" تقول أم بنان، التي بدت ملامحها متوترة بسبب رسوب ابنتها بمادتين، وفق النتائج "الخاطئة"، مع أن بنان درست "مزبوط"، وهي من الأوائل على صفها.
الطالب باسل عمارين من ضمن فئة الطلاب النظاميين، حدثت في نتيجته مفارقة وفق قوله إلى "الغد"، فبرغم كونه مسيحي الديانة، إلا أن نتائجه كشفت عن نجاحه في مادة الثقافة الإسلامية، التي لم يقدم امتحانها أصلا.
وقع نتائج التوجيهي والأخطاء التي لاحقتها، كان صعبا على الطالبة رولا التي أظهرت نتيجتها تغيبها عن تقديم ثلاثة امتحانات، بينما هي قدمت جميع الامتحانات من دون تغيب، ما أثار شكوك عائلتها جهتها، ونالت منهم عقابا صارما.
بدوره، يتوعد الطالب وسام نوفل قائلا "في حال عدم تصحيح النتائج، سنضرب عن الالتحاق بالفصل الدراسي الثاني"، وهو إلى جانب كثيرين من طلبة التوجيهي، يطالب بإعادة الامتحانات، حتى "يمكننا أن نستعيد ولو قليلا من الثقة بالمسؤولين في قطاع التعليم".
أما الطالب النظامي محمد علي، فتلقى نتيجتين، الأولى تؤكد نجاحه، والثانية تبين أنه مكمل في أربع مواد، ومثله الطالب محمد جواد الذي كانت نتيجته الأولى ناجح وبمعدل 95% والثانية مكمل بثلاث مواد.
عائلة الطالب أسامة البياري من إربد احتفلت أول من أمس بنجاح ابنها، إثر معرفتها بنتيجته عن طريق كشوفات ورقية علقتها المدارس، بعد أن استعانت مديرية تربية إربد بالأجهزة الأمنية، لتؤكد عبر مكبرات الصوت مصداقية الكشوفات، بيد أن الفرحة لم تكتمل، إذ تفاجأ الشاب بأنه راسب لدى مراجعته المديرية صباح أمس.
وبين الكشوفات المعلقة في مدارس محافظة إربد وغيرها من المحافظات، وقع الطلبة في حيرة أمام اعتمادها من عدمه، في معرفة نتائجهم، وأجلت فرحتهم، ما دفع إلى التشكيك في عملية تصحيح الأسئلة وإدخال البيانات.
يقول خالد صياحين ولي أحد الطلبة إن "المواطنين فقدوا الثقة بالوزارة وبما ستتخذه من قرارات في الأيام المقبلة"، لافتا إلى أن الطلبة خذلوا أثناء تأديتهم للامتحانات، التي شابها الكثير من المغالطات، و"جاءت الضربة الموجعة بإعلان نتائج خاطئة".
وعلى غرار ما حدث في أغلب مديريات التربية بالمملكة، من ناحية عدم الاهتمام بمراجعيها من الطلبة وذويهم، وتطمينهم، فإن مديرية تربية إربد الأولى هي الأخرى ضاعفت من معاناة مراجعيها الذين لم يحصلوا على ردود واضحة حول استفساراتهم، وفق صياحين الذي قال إن "موظفي المديرية رفضوا تلقي اعتراضات على النتائج، عزم ذوو الطلبة على تقديمها أمس".
مدير تربية إربد المهندس بدر العجلوني يؤكد أن النتائج قطعية، مبينا أن الكشوفات التي وزعت على المدارس، هي صور طبق الأصل لكشوفات ورقية معدلة، وصلت المديرية أول من أمس، بعد ساعات من المغالطات التي حدثت للنتائج.
المصداقية التي يفتقدها الطلبة للكشوفات التي علقتها المديرية، أدخلتهم في حسابات أخرى، فالتسجيل في الجامعات الأردنية سيتأخر بأثر رجعي، وهو ما سيفوت عليهم انتظامهم مع طلبة الجامعات.
يقول أبو محمد العمري ولي أمر أحد الطلبة "ما حدث لا ينبغي أن يمر من دون محاسبة، فرحتنا راحت"، مضيفا أنه و"منذ اليوم الأول من إعلان النتائج، ونحن ننتظر معرفة النتيجة، وما حصل من فوضى أصابنا بالإحباط تجاه الوزارة التي خرج وزيرها صباحا ليطمئننا على حسن سير إعلان النتائج".
وما تزال دوريات شرطة ترابط أمام مديريات التربية، تحسبا لوقوع مشاحنات، فالغضب الطلابي ما يزال يتملك البعض.الغد