في عيد الأم، يخجل البعض في عدد من المجتمعات العربية من الافصاح عن اسم الأم، اعتقاداً منهم بأن هذا "عيب" أو "مسيء لها" أو حتى محرج لهم، في حين تجاهر الأمهات أينما وجدن باسم أطفالهن بكل فخر.
لعل هذا ما دفع منظمة الأمم المتحدة للمرأة، التي تعنى بالمساواة بين المرأة والرجل وبتمكين المرأة في المجتمع والدفاع عن حقوقها، إلى اطلاق حملة "أعد لأمك اسمها".
وكشفت المنظمة عبر التسجيل المصور مع عدد من المصريين الذكور بمختلف المراحل العمرية، عن تحفظهم عن ذكر اسم والدة كل منهم.
وأظهر الفيديو الذي نشر مع الاحتفالات بعيد الأم وحمل اسم (أعد لأمك اسمها) امتناع المصريين عن الإفصاح عن أسماء أمهاتهم باعتباره شيئا معيبًا.
وظهر العديد من الشبان يبررون السبب وراء عدم ارتياحهم لذكر اسم الأم، معتبرين أن هذا يفسح المجال للآخرين باستغلاله في التحقير منهم، كأن يقال لأحدهم "يا فلان يا ابن فلانة" وكأنه قدح وذم. في حين اعتبر آخرون أن ذكر اسم الأم عيب ولا يجوز، أو خطأ، أما ذكر اسم الأب فعادي جداً. بينما كشف رجل ستيني، أنهم عندما كانوا صغاراً، كانوا يبكون إذا عرف زملائهم اسم أم أحدهم.
ولعل أكثر ما عبر عن تلك "الأزمة" في المجتمع المصري، مشهد لفيلم قديم بالأسود والأبيض يظهر فيه الممثل الشهير رشدي أباظة يتلاسن مع شخص آخر، فيبادر الأخير إلى نعته بابن "بسيمة عمران" بطريقة هجائية.
إلى ذلك، دعا مطلقو الحملة إلى مناداة الأم باسمها فهي ليست أم فلان أو زوجة فلان، بل تحمل اسماً وكياناً قبل أن تكون زوجة أو أماً.
كما طالب الشبان المساهمون في الحملة بتغيير صور صفحاتهم على موقع التدوين المصغر تويتر بأن يضعوا أسماء أمهاتهم بدلاً من وضع صورهم.
في النهاية، أيا كان اسم الأم فهو اسم من حملت وربت وسهرت، وهي بالتأكيد "امرأة" يكبر القلب بها.