بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
متنفذون و مسؤولون سابقون وحاليون يعتدون على اراضي الدولة
ان كانت الحكومة اعجز من عاجزة عن مواجهة ذئاب السلطة ،وان كان البرلمان كان، ولم يزل في خبر كان.شغله الشاغل فض النزاعات المسلحة بين اعضائه، والتنازع على السفرات الخارجية. وان بقي القانون على حاله، بيد قلة قليلة متنفذة،لا تخاف الله.فواجب الصحافة الحرة،التصدى لقطعان الذئاب ومواجهتها بالوثائق،وتسليط مصابيح كاشفة على اوكارها،و نصب اعواد المشانق الاعلامية لتعليق اسماء اللصوص على صفحاتها الاولى،و انزال عقوبة التشهير بهم، مهما علت رتبهم.فالسارق شخص وضيع لا علاقة بحسبه ونسبه ومكانته الاجتماعية و شهادتة بالرزالة.نصاب بمواصفات راقية هي افخاخ لاصطياد المغفلين،و "عدة نصب " للجهلة.
كفى لغوصة !.
هذا وطن وليس ساحة مسخرة و فشخرة. لتنتهي اكذوبة "صحافة بلا سقوف". الصحافة مشعل حق ،سيف عدل، مشكاة حرية، قيمة نبيلة.ليس دورها مجرد رصف احرف ابجدية الى جانب بعضها،ليست قلماً ومحبرة. ليست غرفة مسلحة بالاسمنت والحديد،محكومة بطول وعرض وارتفاع سقف يحدده صفيق من مكتب مكندش وهو يحتسي القهوة،ويدخن سيجارة من اخرى.اقتران الصحافة بسقفٍ، سذاجة ما بعدها سذاجة،ونكتة سخيفة تداولها الاميون وسوقها كُتابُ مرتزقة ؟!.منذ متى كان للصحافة سقف الا في الانظمة الشمولية ؟!. الحكومات المتعاقبة و الاجهزة المختصة اثبتت عقمها في ميدان منازلة الفساد. افلست في معركة المواجهة ضد ازلام الشد العكسي وتدمير التنمية. فلماذا لا تتولى الصحافة الشريفة مهمة اصطياد الحرامية،وفضحهم على رؤوس الاشهاد.بدل التستر عليهم وكتابة اسماءهم رمزاً،وتتستر على صورهم بالباسهم الاقتعة كانهم قادة في تنظيم الدولة "داعش".
الصحافة النظيفة تتحسس اوجاع الناس .
تدافع عن حقوقهم.تساند المظلوميين منهم .الصحافة صوت المبحوحين ممن اجتثت حناجرهم،اولئك الذين لا صوت لهم.للصحافة الشريفة قدسية الرحم المعلقة بعرش الله .مكانها اعلى عليين،ان كانت امينة. كذلك القلم الشريف يفقأ عين الحرامي ويُعري الظالم اذا تسنى له صحيفة حرة.الصحافة الحرة تعكس قيم الخير التي نزل بها الوحي ،و افنى لاجلها الانبياءُ اعمارهم .ان لم تكن كذلك فهي ساقطة مرتزقة، شريرة فاجرة، تقلب الابيض اسود،وتسكت عن الحق كشيطان اخرس. حدثنا التاريخ ان مقالة هزت اركان دولة. قصيدة اشعلت ثورة.كما حدثنا التاريخ عن صحافيين و رؤساء تحرير جمعوا الملايين لتضليل الراي العام وبعضهم امضى عقداً من دون ان يكتب مقالة .
ذروة الهيافة ان كانت مذيلة باسمه فان كاتبها الحقيقي غيره.الاستنتاج من كل ما سلف ان الصحافة تسقط عندما تفقد مصداقيتها،وتتحول الى تكايا للمنفعة،و تزريق للمنافقين والمطبعين،و لجماعة اهل النفوذ بالدفش من تحت الطاولة.لهذا اصبحت بعض صحفنا تباع بالكيلو. باختصار، ان لم تكن الصحافة مدبرة، مجمرة،حروفها مشتعلة،فانها اضلولة ضالة ومُظلة،وفي احسن احوالها، جمرة باردة على اريجلة مياهها ملوثة،و تبغها رائحته نتنة.
((( خزينتنا فارغة وجيوب نخبتنا ممتلئة !)))
شخصيات ضعيفة مهزوزة ،تفرعنت اثناء حقبة عرفية بغيضة. لكنها ما انفكت حتى اللحظة تتحدث عن الديمقراطية، كانها من مواليد المدينة الفاضلة، وتلاميذ مدرسة افلاطون المثالية. نخبة أَثرت على حين غرة،من دون ان تسفح قطرة عرق واحدة. تنعمت هي و اشقت شعبها.لكنما تجلت وقاحتها في علك الكلام عن طهارة ذمتها المالية،كانها منسولة من نسل سيدنا عمر بين الخطاب في التقشف،و مستنسخة عن الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز في العدالة الاجتماعية.ـ عيب عليكم ـ لا تستهبلونا.انتم في نظرنا لستم سوى اطفال ثقافة، صبيان ذكاء،غلمان وطنية،فابحثوا عن مسلات اخرى لرتق عُريكم ،و احزمة عفة لشد سراويلكم الرخوة .
*** منذ سنوات طويلة،و انا أُقَلِبَّ في ذهني سؤالاً ذات اليمين وذات اليسار من دون ان احظى بجواب شافِ. سؤال متخم بالقلق،سبب لي كثيراً من الارق .ما هو التفسير المنطقي في ان الشريحة الاغنى في المملكة،المستحوذة على الامتيازات العابرة للحكومات المتعاقبة،والعهود المختلفة هي شريحة ضيقة من "ابناء الدولة”،تليها مجموعة سماسرة ممن لهم قنوات سرية مع نخبة السرسرية ؟!.لماذا يمتلك "ابناء الدولة” افخم القصور ويحتلون افضل المواقع،ويملكون المصانع ؟!. لماذا يسيطر "ابناء الدولة" على المناطق الاغلى و المواقع الارقى "في الدولة”؟!.كيف آلت اليهم مزارع مروية خصبة في الاغوار و الديسي و الازرق والمخفي اعظم من اراضي خزينة الدولة هنا وهناك حتى لم تسلم منهم غابة او بادية ؟!. لماذا يشّيدون بيوتهم الفارهة على قمم الجبال العالية كالقلاع الرومانية و يهيمن ابناؤهم،و احفادهم على الوظائف الدسمة ؟!.
هل هم من جِبِلةٍ ارقى، و طينة انقى ام هو التوريث لهم ولغيرهم التمويت ؟!.هل النخبة التي في "فكها العَطبُ" هي خيرة مختارة اختارها الله، لتتولى امورنا، كاننا قطعان ماشية،ليس لنا من حقوق الا ما تُنَقِطه الحكومات في حلوقنا،رغم انها حكومات عاجزة،لا تملك ارادتها .تُدار من خلف حجاب،كـ "الست المستحية" التي لا تقوم بواجباتها الزوجية بعد العشاء، لخلل هرموني واضطراب في دورتها الشهرية ؟!.
اليس مدعاة للتساؤل ان قوارين عمان”جمع قارون” هم من موظفي نخبة الدولة ؟!.كيف تكون ملايينهم حلال مع ان دائرة الافتاء افتت بجواز اعطاء الزكاة للموظف ثم اجازت له الحسنة و احلت عليه الصدقة ؟!.كيف إمتلك موظف قصراً على رابية، اسطول سيارات فارهة، ارصدة لا يعلم عدد خاناتها الا الله؟!. الا تقع هذه اللعبة في باب المعجزة الكاذبة،كسحرة فرعون الذين القوا عصيهم، فاذا هي ثعابين تسعى للذغ المواطنيين ؟!. كيف تستقيم المعادلة بان دولة تعاني من عجوزات قاصمة،بينما نخبتها تتصرف كانها في "بروناي" ؟!. يتهموننا اننا اتهاميون ،عدميون، إنطباعيون. حسناً، لنفترض من باب الرياضة الذهنية،والعصف الفكري ان جُلَّ ابناء الدولة ـ النخبة رغم ان حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا بعضا،ورثوا الملايين، وتلك استحالة مطلقة،لكن لكل قاعدة شواذ،فلماذا لا يقدم شاذ واحد للقضاء،ويُضرب على قفاه بالنعال،ويُعزر ليرتدع غيره ام انها "حارة كل مين إيده إله "؟!..
تُفصل الكهرباء عن مواطن،لعجزه عن تسديد فاتورة،بينما حفيد"ابن الدولة"، يدفع في ليلة اكرامية لنادلة في نادٍ ليلي لقاء جلسة في زاوية معتمة،ما يساوي فواتير عائلة في سنة كاملة فقط للاضاءة .من مفارقاتنا العجيبة، مفارقة اعجب من عجيبة. مدينة البترا احدى عجائبنا العجيبة، اصبحت عجيبة عالمية ثامنة. اعجب ما فيها خزنتها العجيبة. الاعجب من تلك الخزنة، ان خزائن "ابناء الدولة" كلها ممتلئة بالعملات الصعبة،و خزينة دولتنا العتيدة على عروشها خاوية ؟!.
((( سحبة سيفون ))) !
*** الانسان خليفة الله على الارض.مكلف بالعبادة و الاعمار ومساعدة عباد الله. قال قدوتنا : "الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله". الاصل خدمة الناس،لا ظلمهم.مساعدتهم لا قطع رزقهم. تيسير امورهم لا عرقلة مسيرتهم.إحترامهم لا اهانة انسانيتهم.تلك اخلاق المومنيين و الفرسان النبلاء.الجريمة الاكبر في حق البشرية قتل انسان. "ولهدم الكعبة حجراً حجراً اهون عند الله من قتل مسلم".قابيل اكله الحسد،ونهشه الحقد لشعوره بالدونية امام زهد وتقوى هابيل فقتله.
القاتل شخص مريض غير سوي، يحمل طاقة سلبية مدمرة."قاتلي قابيل جبان يخاف الضوء". امضى عمره في العتمة والغرف المغلقة.ظلم عباد الله حتى بلغت عدوانيته ان ينتشي حين يُغضب ربه ليرضي سيده، ويحظى بثقته،ظناً منه انه سيكون مخلداً عنده.بائس هو وتفكيره قاصر. افني حياته يطارد خيط دخان ليرتقي في الاسباب كما فرعون الذي اراد الصعود الى رب العباد، فانزلة الله اسفل سافلين .اطبق البحر عليه حتى وصل قاع القاع. .البحر كعادته لا يحتفظ بالقذارة، بصقه جثة عفنة، عفت عن اكلها الغربان آكلة الرمم المتحللة.
حظي العاثر، رماني في طريق سلطوي عٌرفي سكير وشاذ سلبي معروف عند الجميع انه شخصية هشة لا يعرف كيف يدير شؤون ذاته،لا يحسن ادارة اسرته،امضى لياليه الحمراء في فنادق الدرجة الاولى . ـ و كان ما كان ـ لكن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ ان الله كبير . كان يظن نفسة انه رجل مهم . ازفت الآزفة. فاكتشف نفسه بنفسه،انه لم يكن اكثر من مجرد "سحبة سيفون"، ساعة زنقة.فعاد سيرته الاولى، كما كان نسياً منسيا،محشوراً في زاوية بيته الضيقة حتى ضاقت به زوجته.وكلما نظرت لسحنته الكريهة ترفع يديها للسماء وتكشف عن صدرها صارخة : "ربي خلصني من ها لبلوة ابو صلعة، برقبته اللعينة الف بلوى وبلوى". ايها الحمقى اتعظوا: لا تتنافخوا علينا او تنتفخوا امامنا نهاية الظالم المنفوخ " غزة دبوس او سحبة سيفون".