تابعنا – وبكل أسف – مجريات امتحان الصفوف السادس والتاسع وفوجئنا بحجم التسريب للاسئلة وإجاباتها النموذجية على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام ، إلا إن ما فاجأنا أكثر هي تصريحات معالي الوزير بخصوصها وإلقاء كامل المسؤولية في هذا التسريب على المعلمين في الميدان ، واتهامه المباشر لهم (معلمين ومدراء مدارس) بهذا الجرم تعمية عن أصحاب المسؤولية المباشرة ، علما بأن هناك (5) حلقات مختلفة في سلسلة إعداد الامتحان تسبق الميدان لم يتم الحديث عنهم أصلا وهم : واضعو الاسئلة وطابعوها ومصوروها ومغلفوها ومن سلمها باليد إلى مدراء المدارس ، بل ووصل الأمر إلى أن تسلم الاسئلة مديريات التربية في كراتين مفتوحة دون رقيب أو حسيب ، فلماذا يصار إلى اتهام المدراء والمعلمين بينما يتم تبرئة هؤلاء وحمايتهم حتى من المسؤولية ؟؟ ولصالح من هذا التباين في المواقف ؟؟
جاءت التصريحات مفاجئة في استخدامها لهذه التسريبات للإضرار بسمعة المعلمين وتشويه صورتهم في المجتمع وتحميلهم كامل المسؤولية عن هذا التسريب ، ولكن الأكثر مفاجئة وصدمة هو إيرادها لهدف جديد لهذا الامتحان – لم يطلع عليه أحد مسبقا – هو "قياس مدى الأمانة والمصداقية وكشف مستوى الحس بالمسؤولية لدى المدارس والمعلمين" ، وهذا هو اتجاه تشكيكي خطير وطعن بأمانة المعلمين وتشويه لصورتهم ولدورهم الوطني في العملية التعليمية ، مما يفتح الأمر على مصراعيه في التشكيك بكل نتائج الامتحانات المدرسية لكافة المراحل ، واعتبارها غير حقيقية وغير ممثلة للواقع التعليمي في الأردن ، في خطوة تعد في غاية الخطورة لنسف كل ما تم إنجازه سابقا في التعليم الأردني .
ولكننا نسأل : هل يحق للبعض أن يكيل بمكيالين : يعيد النجاح في امتحان الثانوية العامة إلى قوة الوزارة ، بينما يعيد الفشل في امتحان السادس والتاسع إلى المعلمين ؟؟ ( ما لكم كيف تحكمون )
غالب المشاقبة
نائب نقيب المعلمين