بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
( الصحافة كالخيل الاصيلة تشبه اهلها.مقالة مهداة الى فرسان صحيفة الغد الغراء على 'خبطاتهم' المتلاحقة على رؤوس الحرامية .ضربات دوخت النخبة الساقطة لكنها لم تسقطها ارضاً.عيوننا مفتوحة،وآذاننا تسترق السمع الى ما ستأتي به قادمات الايام،فاما طي الصفحة كما كان وما هو كائن الان، و اما تنفيذ الاحكام .الاعتقاد الشعبي الراجح ترجيح الكفة الاولى كما كان في كل الاحيان،كأن شيئاً لم يكن،وهكذا تضيع الاوطان ؟ )
لا يجرؤ يهودي،بوذي، سنسكريتي ان يسرق شبراً من وطنه،كما تسرق نخبتنا 'اللئيمة' اراضي الخزينة بالدونمات دون خوف او وجل. نخبة لم تصنع معجزة اقتصادية،ولم تبنِ لنا وطناً ـ مثلما صنعت نخب كوريا الجنوبية وماليزياـ، حتى تطلق ايديها في اموال الدولة،وتدوس القوانيين باحذيتها.بل العكس، زيفت الحقائق،قلبت الواقع ،عبثت بارقام التنمية، جرت الدولة الى حافة الهاوية.مديونية في ارتفاع،حياة معيشية قاسية، سياسات مرتجلة.؟!. الفارق ان عندهم مهاتير محمد وعندنا مهاترات.تنحني لهذا الذي حوّل بلاده الى نمر اقتصادي.وتبكي حسرة الى ما آلت اليه اوضاعنا من انهيار على يد نخب اجرت تجاربها علينا كاننا فئران تجارب.
ملعونة هي الصحافة والصحف والصحائف ان لم تتصد لهذه الاشكال.ان لم تكن ابجديتها متفجرة،لا كلمات نفاقية للطبطبة على الارداف او الربتٍ على الاكتاف. ساقطة ان كانت لحل الكلمات المتقاطعة و كُتابُها يعملون مقاولة بالقطعة.تجدهم يُسَخِرونَ اقلامهم للدفاع عن نخبة فاسدة مفسدة،و يَسْخَرون من عذابات ناس تترنح جوعاً و ترزح تحت الف مظلمة ومظلمة.الصحافة المقاتلة اقلامها مخارز مدببة لتفقأ عيون من خانوا امانة المسؤولية.'ن والقلم وما يسطرون'. القلم لسان حق،سيف عدل وليس للتعمية والكذب،'تبت يدا ابي لهب' سيصلى ناراً ذات لهب لانه لم يساند الحق.
الصحفي المقاتل عبدالله الربيحات اعاد للصحافة 'فحولتها' وللصحافيين انتصاب قاماتهم عندما فض اختام قلاع فساد كانت عصية على الفتح .الربيحات فتحها،لوّح بالمنديل الابيض على رؤوس الاشهاد لترى الكافة دم ترابها الوطني مغتصباً من لدن نخبة زانية دون عقد شرعي ولا شهود،تمارس البغاء امام خلق الله بلا حياء.نخبة تشبعت بثقافة الحرمنة،لا تقيم وزنا لقانون او دين او دولة ـ عليها لعنة الله، وعلى من لا يلعنها اللعنة والمتكتم عليها آثم ملعون مثلها عليه لعنة موصولة مؤبدة .فالوطن ليس اغنية و سحجة، ادعاءً بالوطنية،ولبس كوفية حمرا، خٌطباً منبرية رنانة،و اطلاق عيارات نارية في الهواء مرتدة لتقتل بريئاً آمناً داخل بيته.الوطن هو الانسان ذاته،هويته الشخصية،الرقم الوطني ،كبرياؤه القومي،سيادته بامتلاك حرية قراره. فمن يسرق شبراً من ارضك يسلب مستقبل ابناءك المسلوب اصلاً. ايها المتشدقون بالوطنيةً، كفاكم عرطاً وسطحية.الكل متهم لا استثني احداً مواطنيين و مسؤولين،لا ابريء نفسي ـ فالكلُ متهمُ ـ.
هيبة الدولة لا تُستعاد بالمرجلة على صاحب بسطة هي مصدر قوت يومه،وتترك المتنفذين والباشاوات و اصحاب الدولة،و من لف لفهم من اصحاب المعالي،العطوفة،السعادة، يرتعون في خيرات الوطن كقطيع غنم يفتك في زرع الناس .هيبة الدولة لا تاتي من إمطار سائق بوابل من المخالفات وهو يطارد رزقه لدفعه دفعاً الى خلع ثيابه امام المارة،إنما تأتي من نزع هيبة مسؤول يتطاول على املاك دولة تحت اعين الدولة .رفع الغطاء عنه لزجه خلف القضبان ليكون عبرةً للسفلة، بان الوطن ليس غابة مستباحة،كل ما فيها خراف جاهزة للشواء،وثمارها 'مازة لسكرة' و اشجارها حطباً لتدفتة حضرته.
هذه حالنا البائسة. فلمن تشكو حبة القمح ضعف حالها اذا كان القاضي دجاجة ؟!.اين تفر السمكة المتخبطة في المقلاة، اذا كان الصياد ولي امرها. أين يهرب المواطن اذا كانت تجاربه المريرة علمته ان حاميها حراميها،وان الشكوى لغير الله مذلة من اولئك الذين سرقوا ارضه،سمموا لقمته،'سمّوا بدنه'،فكان دعاؤه الموصول : ربِ اعوذ بك من القلة والذلة وسفالة النخبة و ما فعله بنا الحرامية.
'الحلقة الضيقة'،لفت حديدها حول رقبته حتى كادت ان تخنقه. قلة قليلة لقلتها تجلس على راس دبوس،نهشت لحمه،جرمت عظم وطنه،حشرته داخل صندوق النقد الدولي حتى اصبحت اللقمة قبلته.مع هذا لم تكتفِ بكل ما فعلته من افاعيل قبيحة يهتز لها عرش الله بل القمته بطن حوت،رمته في بحر الظلمات، ' بسمرت' فمه، سوّدت ايامه منذ ايام الاحكام العرفية حتى يومنا هذا،كي لا يطلق تكبيرة،لا يتوسل ربه بتسبيحة، ليخرجه من ظلم وظلمات وجور ظُلام لئام.مواطن يختنق من ضيق عيش،يموت في البحث عن وسيلة مواصلات،وهم يتنّعمون بالامتيازات. سيارات غير مجمركة،فيلات مزنرة بالاسوار العالية،تعليم الاولاد في الجامعات الاوروبية،علاج مجاني في امريكا،تسهيلات لدرجة ان بعضهم امتلكوا يخوتاً بحرية رغم ان بحرنا ميت،وخليجنا عقبة،في وقت اطلق مُزارعنا المثقل بالديون سراح حماره،ووهبه حريته ليس انسانية منه او 'حمرنة' فيه،أنما لعدم قدرته على علفه .
على المقلب الاخر، بلغت الغنوجة والدلال بالمسؤول الرفيع ، اذا مسته الدولة مساً يحرد عليها كأن نقطة ارتكازها على قرنيه،كما تقول الاسطورة الاغريقية القديمة، ان الارض تجلس على قرني ثور،ما ان يتحرك حتى تُزلزل الارض زلزالها.فاكتشف العلماء ان الثور اسطورة خادعة،وعرفت العامة الخدعة، ان ثور المسؤولية حرامي اموال ،او سراق اراضي.
حكوماتنا 'الرشيدة الراشدة' بلغت من الرشد ارذله.تُحاكم الشريف على شرفه وتعاقب الفقير في خبزه، فكلما ارادت تمرير 'بلوة' من بلاويها، تهدده برفع الرغيف المجبول بالذل،بينما تُكّرم السارق على لصوصيته، تعلق النياشين على صدور المطبعين،تعطي الجوائز للمنحرفين،تمنح الحقائب للفاسدين.مسؤول عريض الإلية،منفوخ الكرش،سيء السمعة له صدر الصدارة،ولاية مُؤبدة،قوة السلطة،نغنغة الابناء في السفارات، مصاريف من تحت الحزام.رحلة استجمام في وزارة. اما 'راس مالنا' المنكوب بالاكاذيب له: البطاطا المهرمنة،اللحمة العفنة،شحنة القمح المُدودة،المياه الملوثة.ما 'يقصُ عمره' مبكراً، سؤاله الملحاح : كيف يقضي بقية عمره؟!.اسبانيا المنكوبة تحتفل بـ 'عيد التراشق بالبندورة'،بينما اعز ما نملك، لا يشبع الا في مواسم البندورة، ولا يعرف اللحمة الا يوم توزيع لحوم الاضاحي القادمة من مكة المكرمة.
نخبة تعيش في ابراجها، تظن وبعض الظن اثمُ، ان الناس لم تزلْ،عيونها مُغمضة،آذانها بها صممُ.ولا ندري ان كانت تدري او لا تدري ان طفلاً في حضن امه،عجوزاً في قرية نائية،أُميا وسط بادية قاحلة،احمقاً يهيم على وجهه في شوارع العاصمة،ممن رُفع عنهم القلم وخدمة العلم قد رفعوا عن اعينهم 'العصبة السوداء '، فرآوا ما لم تراه زرقاء اليمامة،ان معظم ' العِصابة' تؤمن ان الاستقامة،الطهارة ،الامانه سكك تقود للتهلكة بينما الحرمنة فهلوة،رجولة ،عبقرية،مثلما يعتقد الزناة، ان زنا الرجل بطولة تستحق الاوسمة، فيما زنا المراة جريمة تستوجب الرجم بالحجارة،مع ان الزاني والزانية في سرير واحد.
ما يحدث عندنا،لا يحدث في اصقاع الدنيا كافة.مواطن يتغّرب عن وطنه ليشتري ارضاً في وطنه،ثم يضطر مرغماً لبيعها بنصف الثمن لتعليم اولاده وسداد ديونه.على الواجهة الاخرى نخبة الفتنة تجمع بين يديها فتن ثلاث: فتنة سلطة النفوذ، فتنة سلطة السلطة، فتنة سلطة المال.جُلَّ مَنْ امتلكوا هذا الثالوث لا يحسبون للدولة حسابا،ربما لانهم اكتشفوا مكامن ضعفها حتى صلت بهم اللا ابالية ان يسرقوا ترابها الوطني بقوة الوظيفة العُليا، ضاربين عرض الحائط بالقانون،و تحذير الرسول الله عليه السلام من غصب العقار:'من إقتطع شبراً من ارض بغير حقه،طوقه الله يوم القيامة من سبع ارضين'.فما عقاب 'من اكلوا بالدونمات لا بالاشبار' ؟.
وثائق رسمية جديدة ابرزتها جريدة الغد الغراء في الحلقة الثانية من مسلسل سرقة الاراضي ،اثبتت ان الصحافة هي كتيبة الوطن الامامية،لا صحافة تهليس،تدليس،تضليل، سخافة: متنفذِ استغل موقعه الوظيفي باستئجار قطعة ارض بمساحة دونم من الخزينة بجانب منزله على طريق المطار منذ عام 2011 وضمه مقابل دينار واحد. متنفذ اخر اعتدى على 700 دونم من مناطق مادبا و سيجها باسلاك شائكة.شخصان آخران استغلا موقعهما الوظيفي واعتديا على عشرات الدونمات و قاما بانشاء الجدران و الاسيجة.هؤلاء هم ابناء الدولة المؤتمنون عليها،الذين يمتطون القانون كدابة، ويفعلون كسفارات دول عظمى محصنة بالقوة الذاتية و القوانيين الدولية.
السفارة في القانون الدولي جزء من التراب الوطني لدولتها التي ترفع علمها عليها،فلا يحق تحت أي ذريعة دخولها بما فيها الاجهزة الامنية،و اي مخالفة تعتبر تعدياً على سيادة الدولة.السفارات الاجنبية سورت مبانيها بالجدران الضخمة خوفاً من سيارات مفخخة،احزمة ناسفة.فلماذا يُسّور الحرامية، الاراضي المنهوبة،و يزرعونها اجهزة انذار،و كميرات تستشعر دبيب نملة.هل بلغ واحدهم الغرور الادعاء 'انا الدولة والدولة انا' ؟!. 'فاذا قيل له إتقِ الله اخذته العزة بالاثم'.
اسئلة مشروعة نطرحها على أُولي الحل والربط :هل الاراضي المنهوبة محميات محمية من قوى خفية؟.مستوطنات منتزعة كمستعمرات اسرائيل المغتصبة ؟،سفارات محصنة بقوى دولية لا يجرؤ احد على ملاحقة اصحابها؟.من اين ياتي هؤلاء بهذه الحصانة،و يشكلون دولة داخل دولة؟!.ما هي القوى الخفية التي تحميهم ؟!.ماذا قدموا للدولة حتى بلغوا هذه الجرأة في ان يبلعوا الدولة ؟!.صلاح الدين الايوبي حرر القدس ،بعدها نفض عن ثيابه غبار المعارك حتى اخر ذرة تراب، و اوصى ان تُصنع منها طوبة توضع تحت راسه في قبره لمواجهة ربه.تُرى ماذا سيقول الحرامية لربهم : 'يوم يفر المرءُ من اخيه و امه و ابيه وصاحبته وبنيه'.
اليست هذه الاشكال المعطوبة من رجالات الدولة هم الذين يديرون الوطن من مكاتبهم الانيقة ؟!. اليست هذه النخب المخزية، مجرد طواحين هواء،حاويات مفخخة،مرضى بحاجة الى عيادات نفسية لتقويم سلوكياتهم المعوجة،وتعليمهم الف باء الوطنية.ثمار فاسدة التقطت من حسبة بائرة،وتم تكديسها في سلال انيقة لتسويقها علينا.شخصيات خاوية مضروبة على قفاها منذ ايام المدرسة ،تنمّرت بالوظيفة حتى اصبح واحدهم عنترة حاز اللقب والرتبة لانه نهش من لحمنا دون رحمة.عود على بدء لهذا الامعة. تكتشف ان تاريخه وصمة عار،ففي كل زاوية له فضيحة وكل قرنة له ريحة.
الكل يتسآءل من اين جاء رجل النخبة الفضيحة بالمرجلة، وارتدى على حين غفلة 'عِمةً وجُبة خضرا'؟!. بئست حياتنا حين تكون هذه النخبة نخبتنا ـ والله ـ ان باطن الارض خير لنا من ظهرها.اذا اخطأ حكم مباراة في لعبة اندية الدرجة الثالثة،ينقلب الملعب الى معركة.يُهدر فيها دم الحكم، تُحّطم السيارات،تُكسر الاشارات الضوئية.تُخلع كراسي المدرجات،تُشتم المقدسات، اما حين يسرق فاسد رضع النذالة كغانية.لا احد هنا....لا احد هناك،فالكرة المطاطية التي تُركل بالارجل، اهم الف مرة عندهم من الكرامة الوطنية.
حرامية نسجوا لانفسهم من خيالاتهم المريضة بطولات كاذبة.هؤلاء الذين قالت فيهم العربُ، يوم كانت العربُ عرباّ ذات نخوة : ـ إلي إستحوا ماتوا ـ .نخبة مكانها الطبيعي زنزانة رطبة لا واجهة دولة.فيا الله متى ياتي يومهم وننتهي منهم؟.نحن اليوم احوج ما نكون الى قلب المفاهيم القديمة،تحديث الصالح منها وتطويره.إسقاط الساقط ومحاكمته.ضخ طاقات شبابية جديدة نظيفة غير مفروضة بقوة الواسطة،العشيرة،الجغرافيا،المحاصصة،الكوتا.لم يعد هناك متسعُ للثرثرة.البطولة من يُعلق الجرس؟!.الرجولة من يُطلق صرخة 'لا كبيرة' في وجه الحرامية. للخلاص منهم كما يتخلص الانجليز من خيولهم الهرمة بطلقة رحمة ؟!.
كلمة مدوية لا بد من قولها: ليعلم الحرامية انهم مهما ارتقوا بالبنيان،وتمادوا في عصيان تنفيذ الاحكام القضائية، لن يفلتوا من العقاب.الاراضي المنهوبة يجب ان تعود دون تفريط بذرة منها لانها تمثل السيادة الوطنية اما الذين يعانون من اللاقيمة من اصحاب الاسماء اللامعة، ويسعون لصناعة قيمة لانفسهم بالاموال المنهوبة وسيف الوظيفة العليا، سياتي يوم يدفعون به فاتورة باهظة ثمن ما اقترفت اياديهم .
الاردن : الارض و الانسان،المعلق على الجبين وفوق العينين، ليس فوق الجميع فحسب بل فوق الفوق.وان الحرامية محاصرون بعيون الشعب اليقظة لا عيون الحكومات النائمة.انهم كحبة بندق صغيرة بين فكي كسارة شعبية فولاذية ستطبق عليهم لتهشيم قشرتهم الخارجية، تمهيداً لمحاسبتهم ذات يومٍ حساباً عسيرا،'إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا'.فيا الله نسألك ان تُبلغنا رمضان لنراهم بالبزات الزرقاء خلف القضبان.