بلال حسن التل
كثيرة هي المعاني التي تواردت إلى ذهني، وانا استمع الى كل من رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور محمود الشياب، والمدير العام لمستشفى الملك المؤسس التابع للجامعة الدكتور ابراهيم بني هاني، وعميد كلية الطب البشري في الجامعة الدكتور اسماعيل المطالقة، وهم يتحدثون بحماس وامتنان عن تأثير التبرع السخي الذي قدمته شركة البوتاس العربية لمستشفى الجامعة، والمتمثل بثماني أجهزة غسيل كلى حديثة رفعت عدد الأجهزة العاملة في الوحدة المختصة بالمستشفى الى اثني عشر جهازا، أي أن تبرع شركة البوتاس رفع قدرة عمل هذه الوحدة إلى أضعاف ما كانت عليه، وبأجهزة أحدث وأكثر دقة، تعمل على مدار الساعة وبثلاث ورديات متوالية مما يُمكنها من القيام بأكثر من (10380) عملية غسيل كلى سنوياً.
علماً بأن مستشفى الملك المؤسس يقدم خدماته لأربع محافظات هي اربد وجرش وعجلون والمفرق، تشكل بمجموعها إقليم الشمال الممتد جغرافيا علاوة على كثافته السكانية، هذا بالإضافة إلى أن القسم يقدم خدماته أيضاً إلى ضيوفنا من الإخوة السوريين الذين فروا إلينا من نيران الفتنة التي تعصف ببلدهم، وهذا كله يدل على صوابية خطوة شركة البوتاس العربية في دعم مستشفى الملك المؤسس، وهو جزء من توجه الشركة لدعم القطاع الصحي الأردني في كل ربوع الوطن، وفي إطارهذا التوجه وصل عدد أجهزة غسيل الكلى التي وزعتها الشركة على العديد من المستشفيات والمراكز الطبية في مختلف انحاء المملكة الى سبعين جهازاً، تعمل الشركة على رفعها الى مائة جهاز من شأنها التخفيف عن آلاف المرضى. وهذا عمل يُسجل لشركة البوتاس ويدلل على أن إدارتها تمتلك رؤية وطنية شاملة بعيدة عن الجهوية وحساباتها الضيقة، فهكذا يجب أن تكون المؤسسات ذات الطبيعة الوطنية كشركة البوتاس.
من المعاني التي تواردت إلى ذهني أيضاً وأنا أستمع إلى اخر ما قدمته شركة البوتاس العربية لمستشفى الملك المؤسس، هو أن الشركة في فعلها هذا تجسد أحد أهم معاني المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية، باعتبار أن هذه المسؤولية واحدة من أدوات بناء التماسك الاجتماعي في إطار من الروابط الإنسانية، وهل هناك إنسانية أسمى وأرق من رعاية مريض، والعناية به وزرع أمل الشفاء في نفسه، ليقوى بهذا الأمل على مرضه، فمن الثابت أن الأمل هو من أهم أسلحة المريض لمقاومة مرضه ولاقترابه من الشفاء، وها هي شركة البوتاس العربية تزرع الأمل في قلوب آلاف المرضى على امتداد خارطة الوطن، من خلال ما تقدمه من دعم للمستشفيات والمراكز الصحية وهو الدعم الذي لا يقتصر على وحدات غسيل الكلى على أهميته، بل يتنوع وفق احتياجات المجتمعات المحلية، إحساساً من الشركة بالمسؤولية الاجتماعية وأداء لدور هذه المسؤولية في تحقيق الانصهار الاجتماعي الذي يوحد لُحمة أبناء الوطن، مما يعزز من منعة الوطن وقوته عبر تلاحم أبناء شعبه وهو التلاحم الذي تسهم في بنائه المؤسسات الاقتصادية، التي تنهض في أداء دورها عبر إحساسها بالمسؤولية الاجتماعية، كما تفعل شركة البوتاس العربية التي تحقق بعملها هذا بُعداً أساسياً من أبعاد البناء الوطني هو بُعد الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، ومن ثم تحويل هذا الإحساس إلى عمل من خلال المشاركة في بناء الوطن، والتخفيف عن أبنائه من خلال التخفيف عن موازنته العامة، فعندما تؤدي المؤسسات الاقتصادية الكبرى دورها في المسؤولية والرعاية الاجتماعية فإنها تخفف من أعباء الدولة، ومن ثم فإنها تساهم بتوجيه إنفاقها إلى مجالات أُخرى تساعد على نمو الوطن والنهوض به، لذلك اعتبرت المسؤولية الاجتماعية أحد أهم معايير تقييم مكانة الشركات والمؤسسات الاقتصادية وبناء قيمتها، وبتطبيق هذا المعيار على شركة البوتاس العربية فإنها تحتل مكانة متقدمة ليس على الصعيد الوطني الأردني فحسب بل على صعيد المنطقة، فيكفي القول أن الشركة خصصت هذا العام عشرة ملايين دينار أردني من أرباحها لإنفاقها في إطار قيامها بالمسؤولية الاجتماعية التي دعمت من خلالها جُل إن لم يكن كل بلديات المملكة، بالإضافة إلى الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية، والجمعيات الخيرية والأندية والمراكز الشبابية، وقبل ذلك كله المدارس والجامعات في إطار رؤية شمولية تملكها شركة البوتاس العربية وعلى رأسها رئيس مجلس إدارتها جمال الصرايره، الذي كان يتجاوب مع نظرات الفرح والأمل في عيون المسؤولين في جامعة العلوم والتكنولوجيا ومرضى مستشفاها بالإصرار على المزيد من العطاء في كل ربوع هذا الوطن الذي ينتمي إليه من العقبة إلى الهضبة.