صحيفة العرّاب

الحكومة تتراجع عن "حصة الثقافة" في برنامجها

أفرزت حصة الثقافة في الخطة التنفيذية لبرنامج عمل الحكومة في العام الحالي، تساؤلات من قبل مؤسسات ثقافية ووزراء سابقين عن حضور الثقافة في الهاجس الرسمي، رائين أنَّ الاهتمامَ بها يتضاءل مرحلة بعد أخرى.
 
وكان البند الحادي عشر من الخطة التي أعلنها رئيس الوزراء سمير الرفاعي في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، تضمنت ثلاثة مشاريع هي: مشروع الذخيرة العربية ويتضمَّن تحميل 120 كتابا جديدا على الموقع الإلكتروني.
 
والمشروع الثاني يتعلق بالفعاليات والأنشطة الثقافية في المحافظات، إضافة إلى مشروع التفرُّغ الإبداعي الذي يتمّ من خلاله تفريغ 6 مبدعين أردنيِّين في نهاية العام، بدلا من 10 خلال الأعوام السابقة.
 
وبينما تتركز تحفظات المعنيِّين بالشأن الثقافي المحلي في أنَّ هناك اختزالا لمشاريع الثقافة التي أعلن عنها في أعوام سابقة، وأنَّ "التذرُّع" بـ "ضبط النفقات" لا ينبغي أن يطاول الجانب الثقافي، يأتي الردُّ الرسمي بالتأكيد على أنَّ برامج وزارة الثقافة "قائمة وستنفذ جميعها في ضوء الإمكانات المتاحة".
 
وزير الثقافة الأسبق د. عادل الطويسي يحذر من "طغيان الجانب الاقتصادي على التنمية الثقافية"، التي يرى أنها "الإطار العام لكلِّ أنواع التنمية".
 
ويجد أنَّ ضبط النفقات يصيب الجانب الثقافي "إنْ كان رفاهيا وليس تنمويا"، مستدركا أنَّ الثقافة وفق التوجه الرسمي السابق "ملفُّ تنمية يشبه التنمية السياسية والاجتماعية".
 
 وزيرة الثقافة السابقة أسمى خضر تذهب إلى أنَّ إدامة المشاريع الثقافية تتطلب "عملية متابعة وتقييم"، من دون أن تغفل حاجة ذلك إلى "موازنات معتمدة تضمن النهوض بالشأن الثقافي".
 
 بيْد أنَّها تستدرك أنَّ ما نشرته الصحف "قد لا يعبّرُ عن برنامج الوزارة الثقافي لهذا العام"، مشيرة إلى أن ما تعرفه أنّ "هناك خطة تتضمن 100 مشروع".
 
 وزير الثقافة السابق الدكتور صبري الربيحات يذهب إلى أنَّ ما ورد في الإعلام، إنْ كان كله يتضمن برنامج عمل الوزارة لهذا العام، فهو "مختزل جدا ولا يعبِّر عن أولويات الأمة". 
 
 ويعتقد الربيحات أنَّ "المشاريع التي تقوم بها الوزارة أكثر مما ظهر في الإعلام"، لافتا إلى أنَّ عددها يصل إلى 39 مشروعا.
 
ويؤشر في السياق ذاته إلى أنَّ مشروع "مدينة الثقافة الأردنية" وحده يحتاج إلى "ضخِّ أكثر من مليون دولار".
 
 في المقابل يؤكد مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة غسان طنش أنَّ "معظم برامج الوزارة لم تتمّ الإشارة إليها" في الخطة التنفيذية لعمل الحكومة، مشدِّدا على أنه لم يتمّ تجاوز أيِّ مشروع. ويستدرك:"ما يجري ضبط للنفقات ضمن التوجه الحكومي".
 
إلا أنَّ رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات يجد أنَّ الاهتمام بالثقافة ومخصصاتها "هزيل قبل الخطة التنفيذية"، مبيِّنا أن ما يجري الآن "مزيدٌ من الهزال ينعكس سلبا على الحياة الثقافية".
 
 ويرى قبيلات أنَّ مشاريعَ هذا العام "لا تشكل برنامجا ثقافيا وإنما فعاليات يمكن أن تقوم بها مؤسسة أهلية"، ذاهبا إلى أنه "انسحاب للحكومة من أيِّ دور داعمٍ للثقافة".
 
 ويعتقدُ أنَّ "تقليص النفقات ليس مبرَّرا"، معتبرا أنَّ "كل البرامج الثقافية لم تكن تستهلك شيئا". ويؤشر بذلك إلى تخفيض عدد المستفيدين من مشروع التفرُّغ الإبداعي إلى 6 بدلا من عشرة.
 
 إلا أنَّ نقيب الفنانين حسين الخطيب يعتقد أن "الإنصاف لم يتحقق للثقافة والفنون"، لافتا إلى أنه "ما يزال هناك الكثير من الآمال والطموحات عاما بعد عام". الغد